"أثبت أبناء الكتيبة المقاتلين البيضاء أنهم بحق رجال المهام الصعبة بعد أدائهم في موقعة كانون ياوندي لينالوا شرف اللعب في مونديال العالم للأندية بإسبانيا لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية".. مقدمة الأهرام الرياضي.
والآن، يبتعد فرسان الزمالك فقط 180 دقيقة عن المشاركة في كأس العالم للأندية. حلم، تأخر عليهم كثيرا.
تتبقى فقط العقبة الأخيرة المتمثلة في العنيد ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي منافس رجال مؤمن سليمان على الظفر بالأميرة السمراء هذا العام.
كان من المفترض أن يصبح الزمالك أول فريق مصري يشارك في كأس العالم للأندية. لكن لسوء حظه، ألغيت البطولة.
وها قد حانت الفرصة من جديد.
الزمالك البطل
كان هذا هو عنوان غلاف مجلة الأهرام الرياضي بتاريخ 13 ديسمبر 2000 (17 رمضان 1421) بعد 3 أيام من تتويج القلعة البيضاء بكأس الكؤوس الإفريقية على حساب كانون ياوندي الكاميروني.
ضمن الزمالك بحصوله على هذه الكأس مواجهة عمالقة كرة القدم في كأس العالم بإسبانيا بعد أشهر قليلة.
قائمة منقوصة
يشاء القدر أن تتشابه ظروف اليوم مع الأمس، قائمة الزمالك الإفريقية الحالية بها نقص حاد في عدد اللاعبين نظرا لرحيل الكثير منهم.
وهو ما يشبه ما حدث مع انطلاق موسم 2000-2001 عندما رحل محمد القط وسيد حنفي ومحمد جمال وكريستوفر النيجيري وأيمن عبد العزيز وصوماليا كوليبالي المالي ومحمد رمضان وأحمد حسام ميدو ورمضان رجب عن الزمالك.
ولم يكن يحق للخماسي الذهبي المنضم حديثا المشاركة في إفريقيا، الإمبراطور حازم إمام ووليد صلاح عبد اللطيف وتامر عبد الحميد "دونجا" وإبراهيم حسن، وعميد الهدافين حسام حسن.
فبعد أسبقية ممتازة في القاهرة بنتيجة 4-1 على كانون ياوندي، سافر الفريق بـ18 لاعبا فقط إلى الكاميرون من أجل الـ90 دقيقة الأخيرة. الإيقاف حرم الزمالك من نجمه طارق السعيد.
ممنوع الصيام
تروي مجلة الأهرام الرياضي كواليس بعثة الزمالك منذ وصولها إلى أن تسلم القائد خالد الغندور الكأس من رئيس الاتحاد الإفريقي عيسى حياتو في قلب عاصمة بلاده.
اجتمع عزمي مجاهد عضو مجلس إدارة النادي باللاعبين فور الوصول إلى الكاميرون وطالبهم بعدم الصيام في اليومين المقبلين بناء على تعليمات الجهاز الفني، وأيده في ذلك شيوخ البعثة الأزهرية في البلد الغرب إفريقي.
4 لاعبين من كتيبة الزمالك حاولوا الصيام بالتحايل على الجهاز الفني هم وائل القباني وسامي الشيشيني وبشير التابعي وأحمد صالح، وعندما علم جهاز الألماني أوتو فيستر هددهم بالاستبعاد من المباراة.
الحرب النفسية والمضايقات من الجانب الكاميروني لم تتوقف منذ وصول الفريق إلى ياوندي، فلقد ذهب اللاعبون بأنفسهم لإحضار الحقائب من الطائرة بحجة أنه لا يوجد عامل نقل في المطار!
حافلة صغيرة جدا كانت تنقل اللاعبين إلى مقر التدريب ثم تختفي ليضطر الفريق لاستقلال سيارات الأجرة للعودة إلى الفندق!
وبسبب سوء أرضية ملعب أحمدو أهيدجو الذي استضاف المباراة، قرر أوتو فيستر اللعب برأسي حربة هما عبد اللطيف الدوماني وعبد الحليم علي بدلا من الاعتماد على الأول فقط.
كان المعلق المصري للمباراة هو الزملكاوي المعروف علي محمد علي، سافر لينقل أحداث اللقاء للتلفزيون المصري وقناة النيل للرياضة (من المنتظر أن يعلق على المباراة النهائية هذا العام)، وكان لقاء الذهاب قد علق عليه الغزال الزملكاوي الراحل إبراهيم يوسف.
حافظ الزمالك على نظافة شباكه ليقترب أكثر وأكثر من رفع الكأس إلى أن نجح كانون ياوندي في تسجيل الهدف الأول مع حلول الدقيقة 72.
الخوف والقلق بدأ يساور الجميع رغم الميادين المفتوحة في دفاع فريق المدافع، فأدخل أوتو فيستر في الدقيقة 79 وائل القباني بدلا من محمد أبو العلا، لكن الضغط الشديد للكاميرونيين لم يتوقف.
أشار الحكم الإيفواري زيلي سينكو بثلاث دقائق وقت بدلا من الضائع لكن الحكم الرابع "الكاميروني" لم يرفع اللافتة إلا بعد دقيقتين من انتهاء الوقت الأصلي!
في الدقيقة 90 نزل عمرو فهيم بدلا من عبد اللطيف الدوماني لزيادة عدد المدافعين أملا في الخروج بهذه النتيجة، لكن كانون ياوندي سجل الهدف الثاني بعدها بثوان قليلة ليزداد الرعب في المعسكر الأبيض.
لكن مر ما تبقى من الوقت بسلام على الجماهير البيضاء لينال الزمالك اللقب القاري ويصبح أول مصري يتأهل لمونديال الأندية.
ونال أيضا جائزة قدرها مليون دولار هي الأعلى في تاريخ فريق مصري يتوج ببطولة آنذاك (الدولار كان يساوي أقل من 3 جنيهات ونصف)، وصرفت الإدارة مكافأة قدرها 500 دولار لكل لاعب.
انهمر أوتو فيتسر في البكاء بعد المباراة وعندما سؤل عن هذا أجاب بأن هذا اللقب هو السابع الكبير الذي يحققه في مسيرته التدريبية. (طالع ألقاب الألماني من هنا)
المونديال
كان من المقرر أن يشارك الزمالك في كأس العالم للأندية في أواخر شهر يوليو عام 2001 بإسبانيا.
تأهل للمسابقة رفقة ديبورتيفو لاكورونا بطل إسبانيا، ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا، جالاتاسراي التركي بطل كأس الاتحاد الأوروبي، بالميراس البرازيلي وبوكا جونيورز الأرجنتيني بطلي كوبا ليبرتادورس عامي 99 و2000 على التوالي، لوس أنجيلوس جالاكسي الأمريكي وأوليمبيا الهندوراسي بطل ووصيف أمريكا الشمالية على التوالي، هارتس أوف أوك الغاني بطل دوري أبطال إفريقيا، الهلال السعودي وجوبيلوا ياواتا الياباني بطلي السوبر الآسيوي عامي 2000 و99 على التوالي، ووولنجونج الأسترالي بطل أوقيانوسيا.
وأقيمت قرعة المسابقة بالفعل، فوقع الزمالك في المجموعة الأولى رفقة ديبورتيفو وبوكا جونيورز والفريق الأسترالي.
وكانت فرصة الفرسان في تجاوز هذا الدور شبه مستحيلة لأن الدور التالي هو نصف النهائي مباشرة، لم يكن هناك دور الـ8.
فقط يتأهل أوائل المجموعات الثلاث إضافة لأفضل فريق يحصد المركز الثاني.
توج الزمالك رسميا بالدوري بعد الفوز على غزل المحلة يوم 21 إبريل 2001 في الجولة 24 وكان من المفترض حتى هذا التاريخ أن المونديال سيلعب بشكل طبيعي بعد 3 أشهر.
إلى أن جاءت الفاجعة، أعلن الفيفا يوم 18 مايو تأجيل المسابقة إلى عام 2003 بسبب إفلاس شركة ISL السويسرية التي تسوق بطولاته.
فأعلن جوزيف بلاتر أن نقص عدد الرعاة مع عدم النجاح في بيع حقوق بث المسابقة إضافة لوجود أجندة دولية للمنتخبات أجبرت الفيفا على تأجيل البطولة.
وتبخر حلم الزمالك في اللعب بكأس العالم. أو ربما، تأجل.
ألغيت البطولة بعد ذلك ولم تعد للنور إلا بنظام جديد عام 2005 في اليابان، وتم تغيير موعدها حتى لا تتعارض مع الأجندة الدولية.
العودة للمونديال تنتظر الزمالك بعد 16 سنة كاملة، فهل ترى جماهير القلعة البيضاء فريقها يلعب في مدينة أوساكا اليابانية يوم 11 ديسمبر المقبل؟
نرشح لكم
حكايات في الجول – عبد الله علي.. طبيب حافظ للقرآن الكريم وهداف "قفط" في القسم الثالث
أنا طارق يحيى (4) - سبب لقطة الانفعال الشهيرة على علاء عبد الغني
أنا طارق يحيى (3) – السر وراء جملة "ربنا نصرني"... والجوهري ظلمني
أنا طارق يحيى (2) – عن الانتقال لـ الزمالك بالصدفة.. السحر وثامن هدافي النادي
أنا طارق يحيى (1) عن ظُلم جيل 86.. والخطيب أنصح لاعب في منتخب مصر
يورو 2024 – قصة بالع الصفارة الذي غير تاريخ أوروبا للأبد
أنا الصقر (7) – عن المفاضلة بين الأهلي والزمالك.. وخوف شادي محمد
هالك وطبيب أسنان وبطل بالصدفة وسروال وصور غريبة.. أطرف مواقف يورو عبر التاريخ