الحرب النفسية والمضايقات من الجانب الكاميروني لم تتوقف منذ وصول الفريق إلى ياوندي، فلقد ذهب اللاعبون بأنفسهم لإحضار الحقائب من الطائرة بحجة أنه لا يوجد عامل نقل في المطار!
حافلة صغيرة جدا كانت تنقل اللاعبين إلى مقر التدريب ثم تختفي ليضطر الفريق لاستقلال سيارات الأجرة للعودة إلى الفندق!
وبسبب سوء أرضية ملعب أحمدو أهيدجو الذي استضاف المباراة، قرر أوتو فيستر اللعب برأسي حربة هما عبد اللطيف الدوماني وعبد الحليم علي بدلا من الاعتماد على الأول فقط.
كان المعلق المصري للمباراة هو الزملكاوي المعروف علي محمد علي، سافر لينقل أحداث اللقاء للتلفزيون المصري وقناة النيل للرياضة (من المنتظر أن يعلق على المباراة النهائية هذا العام)، وكان لقاء الذهاب قد علق عليه الغزال الزملكاوي الراحل إبراهيم يوسف.
حافظ الزمالك على نظافة شباكه ليقترب أكثر وأكثر من رفع الكأس إلى أن نجح كانون ياوندي في تسجيل الهدف الأول مع حلول الدقيقة 72.
الخوف والقلق بدأ يساور الجميع رغم الميادين المفتوحة في دفاع فريق المدافع، فأدخل أوتو فيستر في الدقيقة 79 وائل القباني بدلا من محمد أبو العلا، لكن الضغط الشديد للكاميرونيين لم يتوقف.
أشار الحكم الإيفواري زيلي سينكو بثلاث دقائق وقت بدلا من الضائع لكن الحكم الرابع "الكاميروني" لم يرفع اللافتة إلا بعد دقيقتين من انتهاء الوقت الأصلي!
في الدقيقة 90 نزل عمرو فهيم بدلا من عبد اللطيف الدوماني لزيادة عدد المدافعين أملا في الخروج بهذه النتيجة، لكن كانون ياوندي سجل الهدف الثاني بعدها بثوان قليلة ليزداد الرعب في المعسكر الأبيض.
لكن مر ما تبقى من الوقت بسلام على الجماهير البيضاء لينال الزمالك اللقب القاري ويصبح أول مصري يتأهل لمونديال الأندية.
ونال أيضا جائزة قدرها مليون دولار هي الأعلى في تاريخ فريق مصري يتوج ببطولة آنذاك (الدولار كان يساوي أقل من 3 جنيهات ونصف)، وصرفت الإدارة مكافأة قدرها 500 دولار لكل لاعب.
انهمر أوتو فيتسر في البكاء بعد المباراة وعندما سؤل عن هذا أجاب بأن هذا اللقب هو السابع الكبير الذي يحققه في مسيرته التدريبية. (طالع ألقاب الألماني من هنا)
المونديال
كان من المقرر أن يشارك الزمالك في كأس العالم للأندية في أواخر شهر يوليو عام 2001 بإسبانيا.
تأهل للمسابقة رفقة ديبورتيفو لاكورونا بطل إسبانيا، ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا، جالاتاسراي التركي بطل كأس الاتحاد الأوروبي، بالميراس البرازيلي وبوكا جونيورز الأرجنتيني بطلي كوبا ليبرتادورس عامي 99 و2000 على التوالي، لوس أنجيلوس جالاكسي الأمريكي وأوليمبيا الهندوراسي بطل ووصيف أمريكا الشمالية على التوالي، هارتس أوف أوك الغاني بطل دوري أبطال إفريقيا، الهلال السعودي وجوبيلوا ياواتا الياباني بطلي السوبر الآسيوي عامي 2000 و99 على التوالي، ووولنجونج الأسترالي بطل أوقيانوسيا.
وأقيمت قرعة المسابقة بالفعل، فوقع الزمالك في المجموعة الأولى رفقة ديبورتيفو وبوكا جونيورز والفريق الأسترالي.
وكانت فرصة الفرسان في تجاوز هذا الدور شبه مستحيلة لأن الدور التالي هو نصف النهائي مباشرة، لم يكن هناك دور الـ8.
فقط يتأهل أوائل المجموعات الثلاث إضافة لأفضل فريق يحصد المركز الثاني.
توج الزمالك رسميا بالدوري بعد الفوز على غزل المحلة يوم 21 إبريل 2001 في الجولة 24 وكان من المفترض حتى هذا التاريخ أن المونديال سيلعب بشكل طبيعي بعد 3 أشهر.
إلى أن جاءت الفاجعة، أعلن الفيفا يوم 18 مايو تأجيل المسابقة إلى عام 2003 بسبب إفلاس شركة ISL السويسرية التي تسوق بطولاته.
فأعلن جوزيف بلاتر أن نقص عدد الرعاة مع عدم النجاح في بيع حقوق بث المسابقة إضافة لوجود أجندة دولية للمنتخبات أجبرت الفيفا على تأجيل البطولة.
وتبخر حلم الزمالك في اللعب بكأس العالم. أو ربما، تأجل.
ألغيت البطولة بعد ذلك ولم تعد للنور إلا بنظام جديد عام 2005 في اليابان، وتم تغيير موعدها حتى لا تتعارض مع الأجندة الدولية.
العودة للمونديال تنتظر الزمالك بعد 16 سنة كاملة، فهل ترى جماهير القلعة البيضاء فريقها يلعب في مدينة أوساكا اليابانية يوم 11 ديسمبر المقبل؟