كتب : أحمد عز الدين
أنا فخور باللعب مع محمد أبو تريكة. بسبب هذا اللاعب فهمت معنى اللعب بقميص الأهلي، ولماذا يفوز فريق الشياطين دون مشكلة بعد الدقيقة 90.
أنا محمد بركات وهذه الحلقة الخامسة من أبرز لقطات حياتي التي أقدمها مع FilGoal.com.. واليوم حديثنا سيكون عن أبو تريكة.
النجم الحقيقي الذي تفوق شهرته حدود بلده، محبوب في إفريقيا كلها والوطن العربي، وبرغم ذلك لا تجد منه إلا التواضع والاحترام.
لهذا أحب أبو تريكة.
يمكن تلخيص حكاية أبو تريكة في هدف الأهلي مع الدقيقة الأخيرة من مباراة الصفاقسي التونسي.
لا أظن أني شاهدت لاعبا يستطيع اتخاذ هذا القرار، تصوب بقدمك اليسرى التي لا تجيد اللعب بها في الدقيقة الأخيرة والصافرة في فم الحكم! بفضلك يا قديس فزنا ببطولة من الهواء.
لكن بالنسبة لي هناك مباراة أهم بالنسبة لي من الصفاقسي إذا سألتني عن رحلتي مع أبو تريكة، وأتحدث عن لقاء الملعب المالي.
الأهلي تأخر بهدف في لقاء الذهاب أمام الملعب المالي وكان مطالبا في مصر بأن يفوز بهدفين.
قبل المباراة بليلة وجدت أبو تريكة وقد أصابته الحمى ودرجة حرارته 40 وقرر الجهاز الفني أن يستبعده من اللقاء.
ثم تغير القرار وجلس أبو تريكة على الدكة.
في الشوط الأول أهدرنا العديد من الأهداف ثم سجل الملعب المالي فينا هدفا إضافيا!
ما العمل؟ طبعا أبو تريكة.
اشترك أبو تريكة وهو مريض، لعب بدرجة حرارته وبمسكناته وسجل 3 أهداف :)
أبو تريكة أعطى معنى خاصا لنا كلاعبين. فهمنا من دروسه كيف تتحمل مسؤولية هذا القميص، أنا فخور باللعب مع القديس.
هذه هي شخصية أبو تريكة أو بالأحرى، هذه هي شخصية لاعب الأهلي.
لهذا أقول دوما أن فوز الأهلي في الدقائق الأخيرة ليس صدفة.
هل تذكرون مباراة الـ4-3 التي فزنا فيها بكأس مصر على حساب الزمالك. سأحكي لكم عن موقف لا أنساه مع جوزيه عن الانتصارات القاتلة.
كان الزمالك في هذا التوقيت جيدا، يغلق حصونه ويهاجم جيدا بل ويصل لمرمى الأهلي ويهدر الأهداف.
سجل أبو تريكة هدفا قاتلا من عرضية محمد شوقي، وصلت النتيجة إلى 2-2 وذهبت المباراة إلى شوطين إضافيين.
وطلب جوزيه أن نجتمع ليتحدث فينا.
قال لنا جوزيه: "مادمنا نصل للمرمى. ومادمنا نسجل في الدقيقة 90 فنحن قادرون على الفوز إن أردتم. لو لعبتم بهذه العقلية لن تسجلوا مرة في الشوطين الإضافيين بل ستسجلون مرتين".
وقد كان.
سجل أسامة حسني الهدفين من عرضيات أحمد صديق! هذا يوضح مدى التحرر الذي منحه لنا مانويل جوزيه ومدى الثقة.
من هذه القصة يمكنك أن تفهم سر قوة الأهلي.
الأهلي = لاعبون بشخصية مسؤولة مثل أبو تريكة + مدرب جيد مثل جوزيه + جمهور يثق فيك دوما حتى الدقيقة الأخيرة.
لقد سجلت للأهلي 6 أهداف قاتلة، أبو تريكة أحرز سبعة.. أما عماد متعب فقد دك خصومنا بـ14 هدفا قاتلا.
كنت أنا أسجل في الدقيقة 86 و88، لكن متعب لم يكن يمزح. لا يحب تلك الأرقام الساذجة، يسجل في الدقيقة 96 و99 ولا مشكلة.
وصل من اللاعبين إلى الجمهور رسالة واضحة: كلما مر الوقت لن نهبط بل سنظل نلعب بقوة أكبر وأكبر.
هل تتذكرون مباراة الاتحاد الليبي؟
الأهلي خسر ذهابا بهدفين لا أعلم كيف، لكن هذا ما حدث.
لازلت أتذكر مباراة العودة كأنها بالأمس. درجة حرارة مرتفعة جدا وصعوبة في التنفس منذ أنهينا الإحماء وتعادل سلبي مع نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني وجدنا ناشئا يدعى شهاب الدين أحمد يلعب بكل الثقة محملا بشخصية الأهلي وبحرية خلقها له حسام البدري والنتيجة أن الأهلي لم يكتف بهدفين في الشوط الثاني، لم نسعد بالذهاب لركلات الترجيح.
سجلنا هدفا قاتلا، وشكرا للجزار على هذا اليوم.