أنا حسام البدري (3) – أول اختبار من جوزيه.. وحكاية صفقة أبو تريكة
الخميس، 13 أكتوبر 2016 - 12:52
كتب : بسام أبوبكر
حين خسرنا الدوري في أخر مباراة ضد إنبي رحل جو بونفرير وبدأت المشاورات بين أعضاء مجلس الإدارة حول الجهاز الفني القادم للأهلي.
قررت الإدارة الاحتفاظ بالجهاز الفني المساعد واستقدمت فتحي مبروك لقيادة الفريق في كأس مصر.
بعد انتهاء كأس مصر، كان السؤال الدائر حول من يلعب دور مدير الكرة في الفريق.
كابتن محمود الخطيب في وسط الاجتماع قال: "لدي اسم جيد في بالي. لن أذكره حاليا لكنه سيكون نموذجيا لهذا الدور".
اجتمع معي الخطيب بعدها بـ24 ساعة، ووجدته يقول لي: "أنت مدرب عام رائع. لكني أراك كذلك في منصب مدير الكرة، شخصيتك تؤهلك لهذا الدور فما رأيك؟".
لكني رفضت. كنت في هذا الدور أحتاج للتركيز في مسار واحد، وكان العمل كمدرب عام هو الطريق الأنسب.
مع جوزيه
جاء مانويل جوزيه مديرا فنيا للأهلي. ولا أنسى حتى اليوم الاجتماع الأول مع هذا الرجل.
كنت أنا مدربا مساعدا ومعي أسامة عرابي ومختار مختار مدربا عاما. اجتمع معنا جوزيه وبدأ يسألنا أسئلة كثيرة، وكنت أنظر له وهو يستمع لإجاباتنا.
كان رجلا ذكيا، لمحت في عينيه كيف يختبرنا بتلك الأسئلة ليتعرف على ما سنفعله في المواقف المختلفة، لم يكن يسأل عن الفريق بل عن تصرفاتنا في حالات صعبة.
وفي أول معسكر لجوزيه معنا ظهرت شخصية قوية كاسحة للرجل. من يعمل سواء في الجهاز أو اللاعبين يجب أن يكون في قمة تركيزه حتى يهضم ما يقوله وينفذه لأنه إما أن تنفذ التعليمات أو لا مكان لك.
ليس داخل الملعب فقط، بل وخارجه أيضا. تعلمت كثيرا من هذا الرجل على مستوى القيادة.
ثابت البطل
بدأنا العمل ويصادف أن ثابت البطل توفي، رحمه الله كان ثابتا بطلا مع الأهلي حتى أخر لحظة.
حدث اجتماع طارئ في لجنة الكرة مع المدير الفني للأهلي بعد وفاة ثابت، وبعدها وجدت جوزيه يطلب الاجتماع معي.
قال لي جوزيه: اسمع. هذا تكليف، أنا أعرف شخصيتك جيدا الآن وأراك الأنسب لمنصب مدير الكرة. وجودك سيجعلني مطمئنا على الفريق.
سبحان الله، المنصب الذي رفضته من فترة عاد إلي. استفدت من هذه التجربة جدا في عملي بعد ذلك كمدرب.
أبو تريكة
في الصيف بدأنا بناء الفريق بصفقات قوية، أخذنا وقتنا في دراسة السوق والنتيجة كانت عماد النحاس وبركات ومن قبلهما محمد أبو تريكة.
بعض الآراء الفنية كانت ترفض التعاقد مع محمد أبو تريكة، سمعت الإدارة عن كونه لاعب بطيء لكني صممت على ضم هذا اللاعب.
اجتمعت مع جوزيه وقلت له هذا اللاعب سيكون مفيدا جدا لخطة الأهلي.
وشرحت "أنا أعرفه جيدا. هداف رغم أنه لاعب وسط، يحمل الترسانة على كتفيه وحين يلعب الفريق بشكل جيد يكون هو السبب".
وأضفت "كرات هذا اللاعب كفيلة بتطوير فريق بأكمله".
وافق وبعدما تألق اللاعب في إحدى الجلسات قال جوزيه للصحفيين: لو أردتم شكر أحد على إتمام التعاقد مع أبو تريكة فلتتوجهوا للبدري.
يمتلك أبو تريكة من الصفات ما لم يكن موجودا في الأهلي، لم تكن موجودة منذ فترة في مصر. كان الرهان عليه سهلا.
أبو تريكة كان محورا رئيسيا للأهلي، حتى حين جلس على الدكة في فترة وأنا مدير فني كان القرار لحمايته وبالتالي حماية الفريق كله.
استخدام اللاعب بشكل صحيح كان قراري، وأبو تريكة تفهم ذلك.