كتب : عمر ناصف
لم يكن امتلاك الإمارات لنادي مانشستر سيتي في عام 2008 والنهضة التي أقاموها في النادي مقتصرة على تدعيم الفريق الأول فقط بل شملت الأساس لكل ذلك وهو فريق الناشئين.
الشيخ منصور بن زايد قال في أولى تصريحاته بعد شراء النادس في 2008: "نحن نبني كيان للمستقبل وليس فقط نادي يضم مجموعة من نجوم العالم".
ومن المعروف عن أكاديمية مانشستر سيتي دائما إنتاجها للمواهب الإنجليزية المميزة خصوصا في الفترة الأخيرة قبل وصول الشيخ منصور بن زايد لملكية الفريق فأخرجت شون رايت فيليبس وميكا ريتشاردز وجوي بارتون.
ذلك لم يمنع الإماراتيين وعلى رأسهم رئيس مجلس الإدارة خلدون المبارك ومعه الثنائي فيران سوريانو الكتالوني المدير التنفيذي وتيكاسي بيجرستان المسؤول عن كرة القدم بالنادي من الإعداد لبناء أكاديمية كبرى تساعد الفريق مستقبلا على الاستغناء عن التعاقدات الخارجية تضاهي اللاماسيا الإسبانية.
تم صرف 200 مليون جنيه إسترليني على إعداد الأكاديمية وتطويرها وانتهى العمل في 2014 على المشروع الضخم الذي شمل 16 ملعبا ونصف ملعب إضافي لتدريبات فرق الناشئين والشباب والتي تضم 450 لاعب بداية من أعمار الست سنوات.
إضافة إلى ملعب يتسع لـ7 آلاف متفرج وذلك لإقامة مباريات فريق الرديف والشباب وفريق السيدات عليه مع وجود ملعب داخلي مغطى بالكامل يتسع لـ200 متفرج فقط.
بجانب كل ذلك تم إضافة صالات لألعاب الجمانيزوم جديدة إلى الأكاديمية وإقامة غرف مخصصة للمحاضرات الفنية التي تلقى على اللاعبين الشباب لزيادة وعيهم التكتيكي والحركي في الملعب.
كما تم إضافة غرف خاصة للاعبين الشباب القادمين من خارج مانشستر للإقامة داخل الأكاديمية.
كان ذلك من أجل التدريب بينما للراحة فتم إضافة حمامات سباحة إلى الأكاديمية وزراعة 2000 شجرة جديدة و47 فدان من المناظر الخضراء الواسعة.
ويربط جسر "سويسجاس" بين مباني الأكاديمية وبين ملعب الاتحاد الخاص بالفريق الأول بطول 240 متر تقريبا وهو الحلم لكل لاعب ليعبره من أجل الانضمام إلى الفريق الأول.
جاسون ويلكوكس المسؤول عن الأكاديمية قال "هدفنا أن تكون تشكيلة الفريق الأول مليئة بأسماء من الأكاديمية في المستقبل".
وتابع "عملنا لا يقتصر هنا فقط في مانشستر نحن نذهب باللاعبين إلى البطولات الخارجية مع مدارس كروية مختلفة وأخبرهم بأني أنتظر منهم الكأس ونحن عائدون".
وأضاف "نحاول وضعهم تحت الضغوط بطريقة تدريجية حتى إذا جاءت لهم الفرصة للعب أمام 60 ألف متفرج في دوري أبطال أوروبا كان الأمر سهلا عليهم فالتدريب ليس مقتصرا فقط على الأمور الفنية والبدنية ولكن أيضا على الثبات الإنفعالي".
ووضع ويلكوكس نظاما صارما للاعبين فداخل الملعب ممنوع على أي لاعب ارتداء أي حذاء آخر غير الحذاء الأسود حتى سن الـ18 عاما ليظل الجميع متساويين بدون تفرقه بينهم.
خارج الملعب يتم إرسال اللاعبين إلى مدرسة قريبة حيث يمتلك اللاعبون متوسط درجات دراسي مرتفع مقارنة بالمتوسط العام في إنجلترا.
النظام يعاقب أي لاعب يتمرد في المدرسة بالاستبعاد من الفريق مباشرة عقابا له فالالتزام والاحترام للجميع يعتبر من أهم النقاط التي يركز عليها ويلكوكس في الأكاديمية حاليا.
ورغم العداء التاريخي بين سيتي ويونايد إلا أن انتشار صيت الأكاديمية ومدة نجاحها جعل فيل نيفيل وروبين فان بيرسي بإرسال أبناءهم إلى أكاديمية سيتي كما أرسل دارين فليتشر ولديه أيضا وذلك رغم أن الثلاثي يعتبر من العلامات الفارقة في تاريخ مانشستر يونايتد.
ومنذ افتتاح الأكاديمية الجديدة في 2014 وحتى الآن شهدت تصعيد العديد من الأسماء للعب مع الفريق الأول مقل كليتشي إيهيناتشو الشاب المفضل لجوارديولا ومانو جارسيا وسيلينا وأنجيلينو وأليكس جارسيا وأخروون منهم من لا يزال يلعب في سيتي ومنهم من خرج في إعارة لاكتساب مزيد من الخبرات.
"المستقبل هنا" هو شعار الأكاديمية الحالي وليس فقط شعارا، على أرض الواقع تبدو الأكاديمية بشبابها قادمة بقوة لمنافسة الأكاديميات الكروية الشهيرة على مستوى العالم بمستويات لاعبيها.