أنهى نادي روما خدمات مديره الرياضي والتر ساباتيني وذلك بعد خمس سنوات للداهية الإيطالي مسئولا عن تعاقدات نادي العاصمة نجح خلالهم في وضع الفريق كمنافس رئيسي على لقب الدوري الإيطالي خلف يوفنتوس البطل.
مع وصول جيمس بالوتا لرئاسة روما خلفا لعائلة سينسي أعلن تعاقده مع ساباتيني في 2011 وذلك لبناء فريق جديد لروما لإعادة الفريق إلى المنافسات مرة أخرى.
بدأ ساباتيني عمله بالتخلي عن الأسماء المتوسطة صاحبة المرتبات المرتفعة في الفريق وجلب الأسماء المميزة في الكالشيو الإيطالي أصحاب الأسعار المميزة والمرتبات المنخفضة.
أيامه الأولى في الفريق شهدت التخلي عن المهاجمين ميركو فوسونيتش وجيرمي مينيز مع الظهير الأيسر جون أرونا ريسي والحارس دوني والمدافع فيليب ميكسيس.
في المقابل كانت تعاقدات روما ذاك الصيف قوية فجلب الفريق لاعب الوسط ميراليم بيانيتش من ليون والمهاجم داني أوسفالدو من إسبانيول وبويان كريكيتش من برشلونة وماركو بوريلو من ميلان والحارس ستكلنبيرج من أياكس بجانب الظهير الأيسر الشاب خوسيه أنخيل من سبورتينج خيخون.
وأضاف عليهم ساباتيني في الشتاء المهاجم فابيو بوريني من بارما وبعده بعام المدافع ماركينيوس من كورنثيانث.
ستة أشهر فقط ونجح ساباتيني في الحصول على 13 مليون يورو من بيع بوريني إلى ليفربول بعد جلبه ب7.6 مليون يورو فقط، موسمان ورحل إيريك لاميلا إلى توتنهام ب30 مليون يورو وماركينيوس إلى باريس سان جيرمان بـ 31 مليون يورو والمهاجم أوسفالدو ذهب لساثوهامبتون ب15 مليون يورو بعد أن كان سعر الثلاثي معا عندما تعاقد معهم سباليتي بـ 38 مليون يورو.
37 مليون يورو حققهم روما مكاسب مالية من جراء عملية شراء ثم بيع ثلاثة لاعبين فقط تحت قيادة الداهية ساباتيني، بويان عاد إلى برشلونة بـ 13 مليون يورو بعد أن كان قد وصل ب12 مليون يورو.
الصيف الثالث بساباتيني في روما في 2013 كان مميزا أيضا فالفريق تخلى عن نجومه من أجل المال وكان لا بد من تعويضهم، ساباتيني نجح في التعاقد مع المهدي بن عطية قلب دفاع أودينيزي لتعويض ماركينيوس وجلب الجناح الأرجنتيني أدم لياييتش المتألق في فيورنتينا ومعهم جيرفينيو جناح أرسنال والمدافع الكرواتي الشاب تيم جيدفايا بجانب لاعب الوسط المميز كيفين ستروتمان من أيندهوفن وأضاف إليهم في الشتاء رادجا نايجولان.
بن عطية الذي وصل إلى روما ب13.5 مليون يورو رحل بعد موسم واحد فقط إلى بايرن ميونيخ ب28 مليون يورو.
الصيف قبل الماضي شهد جلب محمد صلاح معارا من تشيلسي ومعه إيدين دجيكو من مانشستر سيتي وأضاف إليهم إياجو فالكي من جنوى والظهير الأيسر لوكاس ديني من باريس سان جيرمان وفي الشتاء أضاف عليهم الجناحين ستيفان شعراوي من ميلان وديجو بيروتي من جنوى.
ذاك الصيف شهد صفقة مادية مميزة لروما، ساباتيني استعاد حقوق اللاعب الشاب أندريا بيرتوليتشي من جنوى ب8 مليون يورو وقام ببيعه إلى ميلان مباشرة ب20 مليون يورو وتخلى عن مدافعه الشاب أليسو رومانيولي الذي كان معارا في سامبدوريا وذلك ب26 مليون يورو للروسونيري أيضا وفي الشتاء قام ببيع جيرفينيو إلى الصين ب18 مليون يورو بعد أن جلبه ب8 مليون فقط.
ولكن الصيف الأخير له لم يشهد أي صفقات أو ضربات قوية، روما اكتفى بشراء حقوق اللاعبين الذين كان قد استعارهم مع أحقية الشراء كدزيكو وصلاح والشعراوي وبيروتي وأنطونيو روديجار وجلب الشاب البرازيلي جيرسون استعارة المدافعين فيدريكو فازيو وخوان خيسوس.
وعلى المستوى المدربين شهدت فترة الخمس سنوات تواجد 4 مدربين للفريق بداية من لويس إنريكي الذي قضى موسم واحد فقط رحل بعدها عائدا إلى أسبانيا وسيلتا فيجو قبل قيادته المهمة التدريبية لروما.
المدرب الثاني كان زيدناك زيمان التشيكي صاحب الحلول الهجومية المميزة والذي رحل سريعا سبب فشله الدفاعي وعدم قدرته على الاقتراب من الكبار ليتم تعويضه برودي جارسيا المدير الفني السابق لليل.
ورغم نجاحات جارسيا إلا أن جماهير روما سئمت من مدربها الفرنسي خصوصا مع عدم التغير في طريقة لعب الفريق التي أصبح محفوظة ليرحل في منتصف الموسم الماضي بعد قيادته الفريق من منتصف الجدول إلى التواجد الدائم خلف يوفنتوس البطل المتصدر طوال فترة تواجده لثلاث سنوات وبضعة أشهر.
وبديله كان لوتشيانو سباليتي الذي مازال يقود الفريق حتى الآن.
وقام نادي روما مع ساباتيني بصرف 463 مليون يورو في سوق الانتقالات مقابل عوائد وصلت إلى 372 من جراء بيع لاعبي الفريق.
قد يبدو وجود ساباتيني قد كلف روما بعض الخسائر المادية من عملية شراء وبيع اللاعبين ولكن ال61 عاما قام ببناء فريق جديد لروما بعد استلامه لفريق يمتلك مجموعة من الأسماء الكبيرة سنا وغير القادرة على تحقيق طموحات جماهير فريق العاصمة.
ساباتيني نجح في تحويل العقلية داخل روما وجلب الأسماء القادرة على زرع عقلية الفوز والانتصارات والمنافسة سواء كلاعبين أو مدربين ونجح في ذلك ولم تكن مشكلته سوى في تواجد يوفنتوس منافسا له.
نهاية عصر ساباتيني مع روما جاءت لتنهي مرحلة مميزة في تاريخ الفريق استمرت لخمس سنوات وتبدأ معها مرحلة جديدة مع مدير رياضي جديد هو فريدريكو ماسارا.