يمكنك قراءة حكاية حسام البدري التي يرويها لـFilGoal.com على أنها سلسلة من القصص القصيرة، أو القصص التي توضح الكثير عن شخصية المدير الفني للأهلي.
الحلقة الأولى تحكي عن حسام البدري اللاعب، أو عن قصة الجزار متصلب الرأي والرأس.
FilGoal.com يقدم سلسلة جديدة من حكايات نجوم الكرة المصرية، تلك المرة مع مدرب الشياطين. وكل ما يلي يرويه البدري بنفسه:
--
"والدي له صديق يدعى طلعت عبد الحميد كان لاعبا سابقا في الأهلي وعضو مجلس إدارة النادي الأحمر آنذاك".
"وفي عام 1970 عرف والدي أن كرة القدم داء في حياتي لن أتخلص منه".
"أي شخص في الدنيا يستطيع ربط الجملتين السابقتين معا واستنتاج أني ذهبت إلى صديق والدي أطلب منه مساعدتي على النجاح في الاختبارات".
"لكني لم أكن مثل أي شخص في الدنيا".
"رفضت الواسطة وذهبت إلى الاختبارات وحدي. القصة سهلة لو اعتمدت على الواسطة قد أنجح في الاختبارات لكني بالتأكيد سأفشل في الوصول للفريق الأول".
"أما لو كنت فعلا أهلا للوصول إلى الفريق الأول فبالتأكيد سأنجح في الاختبارات".
"وقتها يقود الاختبارات مصطفى حسين "أبو الأشبال" ومكتشف النجوم في هذا العصر، دخلت، ونجحت، وذهبت بعدها إلى المرحلة الثانية. اختبارات تحت قيادة فتحي نصير".
"الاختبار انقسم لجزئين. الأول دخلته ونجحت فيه مع شاب أخر يدعى زكريا ناصف، وذلك تحت قيادة مصطفى حسين (أبو الأشبال)".
"ثم دخلت الجزء الثاني من الاختبار تحت قيادة فتحي نصير الذي كان يبدأ رحلته التدريبية وقتها. ووصلت إلى الخطوة الأولى في حلمي".
"في هذا العام لعبت دورة رباعية مع قطاع الناشئين في الأهلي، أولا ضد الإسماعيلي ثم أمام الزمالك. واجهت يومها أول خصم صعب في حياتي، كابتن إبراهيم يوسف".
مدافع ثالث
"بدأت حياتي في مركز قلب الدفاع، منذ دخلت الاختبارات ورآني مصطفى حسين وقد قال لي إن هذا البنيان الجيد والعقل المرتب يجب أن يلعب في قلب الدفاع".
"قدمت عروضا طيبة، حتى وجدت هيديكوتي يتحدث معي. سأصبح لاعبا في الفريق الأول".
"ما حدث أن زميلي أحمد عبد الباقي أصيب في الغضروف، وبالتالي احتاج الأهلي إلى ظهير أيمن. شاهدني هيديكوتي وشعر أن بإمكاني تغطية هذه المساحة".
"من هذا المدرب الرائع تعلمت الفكر الخططي، تعلمت كيف تقرأ المباراة من مركزك وكيف تساهم في اللعب دفاعا وهجوما".
"لا أنسى مباراة نهائي كأس مصر التي انتهت بفوزنا 4-2- بعدما كنا متأخرين. يوم دخل محمود الخطيب الملعب وقلب اللقاء رأسا على عقب.. حكايتي طويلة مع بيبو، لكن لهذا مجال أخر".
الجزار
"كنت لاعبا جادا لأقصى درجة".
"أثناء مشاركتي منتخب مصر في تصفيات كأس العالم ضد المغرب وصلنا إلى مباراة فاصلة، من يفوز يتأهل".
"خسرنا 1-0 في المغرب. كنت أنا وماهر همام ومحمد عمر من يمثل خط دفاع مصر".
"وبعد اللقاء ذهب محمود معروف الصحفي الشهير وسأل مدرب المغرب وهو رجل فرنسي الجنسية عن رأيه في منتخب مصر ومن أعجبه، فقال له: هذا الجزار الذي يلعب في الخط الخلفي".
الاعتزال
"نعم كنت جادا. وفي إحدى لقاءات القمة كنت ألعب بقوة مع فاروق جعفر، حتى دخلنا في معركة ثنائية طوال اللقاء وكسر أحد أسناني".
"في تلك الفترة أصبت في الركبة، عام 1984 تحديدا، وكانت تلك الإصابات كفيلة بأن تنهي مسيرتك التدريبية".
"طالت فترة غيابي عن الملاعب، وظللت متشبثا بأمل بسيط أني عائد".
"هنا اجتمع معي الشيخ طه اسماعيل المدير الفني للأهلي آنذاك، وبدأ يتابعني أنا وماهر همام ليعرف هل هناك أمل؟ هل سنعود للعب ونحل له أزمة الدفاع؟".
"الغريب وقتها أني كنت جيدا وشاركت في كل المباريات الودية قبل انطلاقة الدوري".
"لكن في أخر تدريب قبل انطلاقة الدوري حدث مالم أتوقعه".
"كنت في طريقي من غرفة خلع الملابس إلى الملعب للتدريب. تعثرت في (التراك)، وسقطت أرضا".
"في تلك اللحظة أدركت أن الإصابة قد عادت".
"رأسي عنيد. قررت في لحظة الاعتزال، ودرت حول عقبي وعدت إلى غرفة خلع الملابس لإبلاغ الشيخ طه".
"قال لي: اصبر. فقلت له: لا. سأبدأ مشوارا جديدا مع كرة القدم، بعد اسبوع كنت مدربا في قطاع الناشئين".
"وبدأت رحلة جديدة تماما. ظللت فيها جادا ومنضبطا ومع هذه التوليفة من الصفات، حالفني النجاح".