كتب : محمد يسري
"غياب ميسي للإصابة ليس خسارة لنا فقط؛ بل خسارة لكرة القدم أيضا" هكذا علق مدرب برشلونة لويس إنريكي على إصابة لاعبه الأرجنتيني وغيابه عن فريقه لمدة تتراوح بين 3-4 أسابيع.
أدوار ميسي في صناعة اللعب من العمق والتحول من الجناح إلى المهاجم الوهمي وتبادل المراكز مع راكيتيتش بالعودة لوسط الملعب وتقدم الكرواتي إلى الأمام لن يستطيع برشلونة الاستغناء عنها حتى عودته من الإصابة، خصوصا وأن الفريق مقبل على مباريات هامة أمام سلتا فيجو وفالنسيا خارج أرضه في الدوري الإسباني ومانشستر سيتي في دوري الأبطال.
لذا قرر إنريكي صناعة ميسي جديد ليقوم بنفس أدواره، وهنا لجأ "اللوتشو" لنيمار.
المباراة الأولى لبرشلونة بدون ميسي كانت أمام سبورتنج خيخون في الدوري الإسباني، مباراة ظهر فيها نيمار وكأنه ميسي بعض الشئ بالتمركز في عمق الملعب وليس على الجناح الأيسر طوال المباراة كما جرت عادته منذ أن انضم لبرشلونة.
الأرقام تشير إلى أن نيمار لم ينجح بتفوق في تعويض ميسي، فعلى الرغم من إكماله لـ64% فقط من تمريراته إلا أنه نجح في مساعدة الفريق في التسجيل على طريقة ميسي، بالتمرير للظهير في المساحة بين الخصوم، على أن يرسل الظهير عرضياته في منطقة جزاء الخصم. هدف رافينيا شاهد على ذلك الأمر.
نيمار كرر نفس الأمر مع سيرجي روبيرتو أيضا، لكن سوء حظ ألكاسير في تحويل الكرة إلى مرمى إيفان كويار حال دون تنفيذ مجددا.
لكن نيمار كان أفضل حظا من، البرازيلي لم يكتفي بالتمرير فقط لروبيرتو، بل مرر وركض حتى منطقة الجزاء وتابع كرة ألكاسير إلى المرمى بنجاح.
بعيدا عن الهدف، فانتشار برشلونة عند تمريرة نيمار لروبيرتو هو نفس انتشار الفريق بحضور ميسي مع راكيتيتش، في الحالتين يتقدم الفريق بأكمله للهجوم ويتراجع ميسي أو من يقوم بدوره (نيمار) للتمرير وبناء الهجمة.
تحليل في الجول –"ميسي-جيستا".. سر البناء في برشلونة
إنريكي استخدم نيمار بنفس المركز في مباراة مونشنجلادباخ.
لكن الأمور لم تكن على مايرام، بالتحديد في الشوط الأول، وهو ما فسره المدرب بقوله: "لم نلعب كما أرادنا".
لماذا؟ الإجابة عند نيمار.
صاحب القميص رقم 11 لا يمتلك الرؤية والقدرة على التمرير الصحيح (نيمار أكمل 74% فقط من تمريراته هذا الموسم)، كما أن نيمار يلجأ للمراوغة في المقام الأول للتخلص من مراقبة الخصوم، وهو ما لم يجده في عمق الملعب مثلما يحصل عليه وهو في مركز الجناح؛ لذا أكمل مراوغتين فقط من أصل 8 بنسبة 25%، واكتملت 67% فقط من تمريراته.
ورغم ذلك، نجح نيمار في صناعة هدف لأردا توران.
وساهم في خلق فرصة للتسجيل على طريقة الفريق، بعدما مرر لسواريز في المساحة الخالية من مدافعي مونشنجلادباخ لكن تمريرة الأورجواني لم تصل لألكاسير بنجاح.
خطورة تمريرات نيمار جاءت عندنا فكر فقط في التمرير وليس في المراوغة أو الاستعراض، لذا قام إنريكي بنقله للجهة اليسرى في الشوط الثاني مع دخوله للعمق حال تقدم إنيستا -عملية قريبة من تبادل ميسي مركزه مع راكيتيتش- لكنها لم تفعل كثيرا في اللقاء.
مشكلة أخرى تواجه نيمار في مسألة تعويضه لميسي، تكمن في عدم قدرته على اتخاذ القرار المناسب، التمرير؟ أم المراوغة؟ أم انتظار ظهور أحد الزملاء، تلك المشكلة كانت السبب في فقدانه الكرة في الكثير من الأحيان والتمرير الخاطئ، على الرغم من أنه كان أكثر من لمس الكرة بين لاعبي الوسط والهجوم لبرشلونة في مباراة خيخون بـ 76 لمسة، وكان الأكثر لمسا للكرة في هجوم برشلونة أمام مونشنجلادباخ بـ 79 لمسة.
الخطوة القادمة في عملية شغل نيمار هذا المركز ستأتي من إنريكي، وعليه أن يطور أكثر من رؤية اللاعب وتدريبه على التصرف الصحيح بالكرة دون استعراض في عملية التمرير في الوقت المناسب وفتح المساحات خصوصا وأن ميسي خلق 12 فرصة للتسجيل وصنع 5 أهداف مقابل 18 فرصة خلقها نيمار بالإضافة لصناعته لـ7 أهداف هذا الموسم.