كتب : محمود سليم
نعم حقق العلامة الكاملة في الثلاث مباريات الأولى له وللفريق ولكن لابد ألا تنسى جماهير الأهلي البداية ذاتها لأغلب مدربي الفريق السابقين، بل وبنفس قوة الأداء أحيانًا مثل جوزيه بيسيرو وأهداف الفريق من جمل تكتيكية واستحواذ وتناقل للكرة.
ولكن هذا لا ينفي تغيير ضمني في أداء الفريق مع البدري، نعم هُناك بعض التحركات المُركبة التي يقوم بها لاعبو الفريق وقد ظهرت أمام وادي دجلة، فكان أبرزها ما يقوم به البدري أثناء بناء اللعب من الخلف build up، يصرخ مناديًا حسام عاشور بالتقدم فيما يتولى غالي مسئولية البناء مع ارتداد السعيد له، شاهد تواجد عاشور وكأنه لاعب الوسط المهاجم في تلك الحالات، ولكن الأمر منقوص فعاشور ليس باللاعب الذي يجيد الاستلام وظهره لمرمى الخصم.
هنا السعيد تحت ضغط فتم التمرير لعاشور الحُر تماما.
على جانب آخر كان مدرب دجلة قد صرح بأن السعيد هو أخطر وأهم لاعبي الأهلي، وبالفعل فرضوا عليه رقابة لصيقة من قِبل اللاعب بوبكر ديارا وهو ما أثر بشكل كبير على أداء عبد الله، فهل يفقد البدري أهم لاعبيه في كل مباراة يُطبّق عليه فيها رقابة؟
بالطبع الإجابة لا ولكن ما هو الحل إذًا؟
لاحظ دائمًا اللاعب الذي يراقب السعيد هو لاعب الارتكاز المدافع المتأخر، فماذا لو أخذته وتحركت لليمين مثلا مع ضغط الثنائي الآخر في الوسط على عاشور وغالي؟
بالطبع ستخلق المساحة في عمق وسط الملعب للمنافس، وهُنا يأتي دور الجناح الذي تحرك جهته السعيد، مؤمن يدخل لتلك المساحة حرًا وتضرب الخصم بكل سلاسة، الأمر ظهر مرة وحيدة ويبدو أنه بتحركات من اللاعبين لذا فعلى البدري أن يفطن لتلك الجزئية التي ستساعده للتخلص من أزمة السعيد.
ومع ذلك ظهر السعيد في بعض الهجمات بتحركاته العبقرية كعادته في الفترة الأخيرة، يتحرك في المساحات بين قلب الدفاع والظهير.
والمساحات خلف الأظهرة التي تتقدم للضغط على أجنحة الأهلي ولكنه كان مراقبًا هذه المرة وليس حرًا كالعادة.
أما عن أهم وأبرز ما يتبعه الفريق في الهجوم تحت قيادة البدري فكانت تحركات الثلاثي خلف رأس الحربة لخلق مساحات على الأطراف للظهيرين ومن ثم إرسال العرضية في وجود ثنائي على الأقل داخل المنطقة.
شاهد الهدف الأول كانت البداية من كريم نيدفيد الذي توغل للعمق فيما قام مؤمن أيضًا من الجانب الآخر بالتوغل للعمق، لينطلق معلول في المساحة ويتسلم الكرة ويرسل العرضية بكل أريحية ويحصل على ركنية جاء منها الهدف.
ثم تكرر الأمر على الجهة الأخرى، السعيد يمرر الكرة لمؤمن الذي دخل لعمق الملعب في وجود أنطوي أيضًا كمحطة، يدخل نيدفيد إذًا في عمق الهجوم ومعه الظهير الأيسر، وتظهر المساحة لفتحي ليتسلمها ويبعد الدفاع تمريرة نيدفيد العرضية.
شاهد في الهدف الثاني أيضًا، نيدفيد ينضم للعمق ويقوم دفاع دجلة بالترحيل لليسار ثم يعود لاعبو الأهلي بعكس الهجمة جهة فتحي في المساحة.
وتكرر الأمر في اختراق مشابه ولكن هذه المرة جاء عن طريق نيدفيد خلف ظهير دجلة، ومررها للسعيد ولكنه أخطأ في تصويبها.
وظهرت أيضًا بعض حالات الضغط من لاعبي الأهلي على دفاع ووسط دجلة وهو ما أثر عليهم في تناقل الكرات وأفسد العديد من هجماتهم مبكرًا.
أما على صعيد الدفاع فالأخطاء التي ظهرت في تلك المباراة كانت على الجانبين بشكل ملحوظ، استغلال المساحات خلف فتحي ومعلول في حال تقدمهما في الهجوم في ظل الفلسفة التي يطبقها البدري، مع غياب التغطية من ثنائي الوسط عاشور وغالي وخاصة الأول، فظهرت الثغرة.
كما وضحت في بعض حالات الضغط من لاعبي الأهلي مساحة خلف ثنائي الارتكاز في ظل تقدمه للضغط من الأمام وهُنا لابد من تقدم خط الدفاع أكثر قليلًا أو الضغط بواحد فقط من غالي وعاشور وبقاء الآخر لحماية وسط الملعب.
كما وضح جليًّا تفوق لاعبي دجلة في الكرات الثابتة وقاموا بتحويل أغلب الركنيات على مرمى إكرامي.