كتب : محمد يسري
مرة أخرى يفشل ريال مدريد في تحقيق الفوز بعد تقدمه في النتيجة حتى الدقائق الأخيرة من المباراة.
بعد التعادل مع لاس بالماس، تعادل الريال مع بروسيا دورتموند 2-2 في ثاني لقاءات المجموعة السادسة لدوري أبطال أوروبا.
FilGoal.com.com يوضح لماذا لم يحافظ ريال مدريد على تقدمه في التقرير التالي:
-فرض الشخصية الملكية
نجح زين الدين زيدان في الشوط الأول في اللعب كما يريد.
جيمس رودريجيز، توني كروس ولوكا مودريتش في وسط الملعب أعطوا الفريق ميزتين في اللقاء.
الأولى: الاحتفاظ بالكرة ونقلها يمينا ويسارا بحثا عن ثغرة للتسجيل.
الثانية: دقة خروج الكرة أثناء الهجوم المرتد أو بمعنى أدق الهجوم السريع على دورتموند بداية من مناطق ريال مدريد
الميزة الأولى جعلت ريال يسطير على مجريات الشوط، فيما كانت الثانية السبب في هدف كريستيانو رونالدو.
الثلاثي أجاد دفاعيا أيضا في الشوط الأول، وذلك بسبب تعليمات زيدان التي تمثلت في ترك الكرة لدورتموند بعد الهدف، ومقابلة كتيبة توخيل من مناطق ريال مدريد مع التزام بيل ورونالدو بالعودة للدفاع، هذا أضاف ميزة أخرى وهى التنظيم الدفاعي الجيد والتمركز السليم.
وعلى الرغم من ذلك هدد عثمان ديمبلي مرمى كيلور نافاس أكثر من مرة، لكن تردده بين التصويب أو التمرير حال دون التسجيل.
شخصية الفريق الملكي ظهرت أيضا بعد هدف أوباميانج، وخرج من مناطقه ووصل لمرمى بوركي وسجل هدفا لكن مارك كلاتينبرج لم يحتسبه بداعي التسلل.
إذا ريال مدريد عاد للخلف بتعليمات ورغبة من زيدان للتأمين الدفاعي وليس بسبب هجوم دورتموند.
-فعل توخيل وعدم رد الفعل من زيدان
أقحم توخيل الجناح أندري شورليه بدلا من ماريو جوتزه، ليتحول شورليه إلى الجناح الأيسر ويعود رافائيل جويريرو كلاعب وسط أيسر أو "ريشة" يتمركز في المساحة بين المهاجم أوباميانج وشورليه.
ثم أقحم الجناح الأمريكي الشاب كريستيان بولسيتش بدلا من ديمبلي.
نزول الثنائي ساهم في فتح مساحات أكبر في ملعب ريال مدريد لتمركز بولسيتش وشورليه على الخط دائما. توخيل لم يكتف بذلك، بل دفع بإيمري مور بدلا من جويريرو ليستغل مهارته وقدرته على التمرير، وبالفعل مرر مور 4 تمريرات فقط في اللقاء كانوا بدقة 100% بالإضافة إلى تحركه في كرة الهدف.
لاحظ كيف سحب كوفاسيتش وخلق مساحة لبولسيتش في عمق ريال مدريد.
زيدان لم يقم بأي رد فعل على فعل توخيل أثناء الشوط الثاني، ولم يجر أي تبديل لإيقاف تحركات لاعبي توخيل اللهم إلا سحب جيمس والدفع بكوفاسيتش الذي لم يقدم أي آداء دفاعي يذكر بـ0 تدخلات دفاعية.
ربما كان على "زيزو" استخدام عناصره البديلة بشكل أفضل بعد تسجيل رفائيل فاران للهدف الثاني لتأمين تقدم الريال، ربما كان عليه تأمين النتيجة بالطريقة التي فعلها في الشوط الأول بالعودة للخلف والدفع بإيسكو مثلا لقدرته على الاحتفاظ بالكرة والمرواغة والتمرير.
وهنا تكمن مشكلة زيدان مع ريال مدريد، الفريق يلعب بشكل رائع لأنه المتحكم في رتم اللعب، أما في حالة فقدان الكرة بدون رغبة زيدان يصبح من السهل الوصول لمرمى الفريق وتهديده، الذي لا يجيد التعامل مع سيطرة الفرق الأخرى.
-اللعب في مناطق كاسيميرو
نشر كاسيميرو صورة له عبر "انستجرام" وكتب عليها: "أشعر بآلم لعدم اللعب".
استغل توخيل غياب ارتكاز ريال مدريد "المدمر" للإصابة، ولعب في منطقته.
12 فرصة للتسجيل خلقها دورتموند في المسافة في منقطة كاسيميرو.
كما أن دورتموند مرر 193 تمريرة من أصل 648 تمريرة في هذه المنقطة.
اللعب في مناطق كاسيميرو كان بتواجد لاعب واحد على الأقل في المسافة بين رباعي خط الدفاعي وكروس الذي لا يجيد اللعب في هذه المركز، هنا جويريرو بدون رقابة.
وهنا ديمبلي وجوتزه في منطقة كاسيميرو دون رقابة من الدقيقة 7. اللعبة استمرت لمدة دقيقة ولم يتدخل أحد على ثنائي وسط دورتموند.
وفي هذه اللعبة، خرج راموس لملأ فراغ خط الوسط بتهور، تمريرة في المساحة الخالية خلفه، يستغلها أوباميانج بتحرك رائع ويمرر لديمبلي.
كاسيميرو لم يشعر وحده بسبب عدم اللعب، وشعر به كل مشجعي ريال مدريد الذين احتفلوا بالفوز في كل مباراة شارك فيها البرازيلي منذ الموسم الماضي.
-لماذا لم يفز ريال مدريد؟
السؤال السابق طرحه مراسل شبكة "beIN Sports" على زيدان بعد اللقاء.
زيدان أجاب بأن الفريق افتقد للتركيز في الدقائق الـ4 الأخيرة لهذا استقبل هدفا، مشيرا إلى أن هذا الأمر حدث أيضا في مباراة لاس بالماس الأخير في الدوري.
ومن إجابة المدرب الفرنسي نستنتج أنه لم يتعظ من تعادل فريق جزر الكناري في الدقيقة 85.
"زيزو" لم يلجأ لتأمين النتيجة بسد المساحات الموجودة أمام خط دفاعه عندما فقد الفريق تركيزه، وهذا ما ظهر في هدف دورتموند الثاني.
مساحات واسعة بين لاعبي ريال مدريد، وعدم رقابة إيمري مور وبولسيتش صانع الهدف لشورليه. تمركز خاطئ من كروس وكوفاسيتش بالإضافة لعدم اهتمام رونالدو بدوره الدفاعي في هذا التوقيت.
ربما فقد زيدان نفسه التركيز عندما طلب من كوفاسيتش ومودريتش الصعود والضغط من هذه المنطقة وعدم العودة للخلف وانتظار دورتموند في مناطق الريال كما فعل في الشوط الأول.
خصوصا وأن مودريتش استمر في مكانه ولم يعد للخلف، مما أدى لدخول بيل لعمق الملعب وترك شورليه وحيدا دون رقابة.
مشكلة أخرى ظهرت في كرة الهدف، لكنها كانت من لاعبي خط الدفاع، راموس يترك بولسيتش للعب الكرة العرضية، أوباميانج يهرب من فاران، وكارباخال يفشل في التعامل مع الكرة العرضية.
-تألق نافاس
على الرغم من تلقى هدفين في اللقاء، إلا أن الحارس الكوستاركي تعامل بشكل جيد مع تصويبات دورتموند، وتصدى لـ8 تسديدات خلال اللقاء، منهم تسديداتين وصفهم موقع "whoscored" الخاص بالتحليل الرقمي بالخطورة.
وعلى مستوى اللعب بالقدم، أكمل كايلور نافاس 75% من تمريراته.