كتب : محمد يسري
"مواجهة يونايتد؟ ماذا سيحدث أكبر من الخسارة" - مدرب ليستر سيتي كلاوديو رانييري قبل اللقاء.
الشياطين الحمر استغلوا استضافتهم لثعالب ليستر على مسرح الأحلام أولد ترافورد وتلاعبوا بهم فأحرزوا 4 أهداف في الشوط الأول. (طالع تقرير المباراة)
رانييري خسر اللقاء، لكن يونايتد مكاسبه كانت أكبر من الفوز في لقاء اليوم، فالسرعة وتحرر بوجبا وذكاء ماتا كانوا أبرز ملامح المباراة التي يوضحها FilGoal.com في السطور التالية..
توليفية مثالية أم طفرة في الأداء؟
أجاد مورينيو اختيار التشكيل الأساسي للمباراة، 4-3-3 كانت اختيار مورينيو لبدء اللقاء بالاعتماد على أندير هيريرا في وسط الملعب خلف بوجبا "يسارا" وماتا "يمينا" وفي الهجوم الثلاثي إبراهيموفيتش وراشفورد ولينجارد.
مورينيو أخرج الثنائي مروان فيلايني وواين روني من تشكيلته وأقحم عناصر ساعدت في ظهور الفريق بشكل أسرع وأفضل، كيف؟
هيريرا تواجد أمام رباعي الدفاعي (على دائرة منتصف الملعب)؛ مما ساهم في تحرر بوجبا بعض الشئ على مستوى اللعب بشكل عام، فتحرك بوجبا بحرية في الشوط الأول بالتحديد.
ماتا أيضا كان له دور محوري كبير في اللقاء. ساهم في سيطرة يونايتد على الكرة وتحرك في كل أرجاء الثلث الأخير للملعب، ولم يكتفي بهذه فقط؛ بل أظهر انسجام كبير مع لينجارد، فكان يستخدمه للوصول لمرمى ليستر، وهو ما ظهر في كرة الهدف الثاني.
أما إبراهيموفيتش فوجد ضالته أخيرا باللعب مع راشفورد ولينجارد وليس روني ومارسيال!
في المباريات السابقة كان يعود زلاتان للخلف لخلق مساحات للأجنحة؛ لكن تواجد روني حال دون ذلك مع ابتعاد مارسيال عن مستواه.
أما اليوم، فعودته كانت مثمرة للغاية.
راشفورد ولينجارد تواجدا في مناطق ليستر بعد التحرك من مركز الجناح إلى عمق الملعب بسبب المساحة التي وفرها المهاجم السويدي.
تحرك زلاتان كان السبب في الهدف الثاني.
التوليفة التي صنعها مورينيو في مباراة ليستر كانت الأفضل لمانشستر يونايتد منذ بداية الموسم، فالفريق أصبح أسرع وأفضل على مستوى التحول من الهجوم للدفاع.
وهذا ما أكده مورينيو بعد اللقاء: "بمشاركة راشفورد ولينجارد الفريق أصبح أسرع".
فهل يستمر الفريق بهذه الشكل؟ أم تكون مجرد طفرة في أداء يونايتد بعد 3 هزائم متنتالية؟ سنعرف الإجابة من المباريات المقبلة.
لماذا لينجارد؟
"أزار عليه إجادة الأمور الدفاعية بشكل أكبر" – مورينيو
قد نختلف أو نتفق على أسلوب لعب المدرب البرتغالي، هل هو مدرب دفاعي؟ أم واقعي؟ لكننا لن نختلف في النقطة التي يختار بها مورينيو تشكيلته الأساسية، وهى: أن تجيد أغلب العناصر التأمين الدفاعي للفريق.
وباستعراض الأسماء الموجودة في تشكيل يونايتد؛ نجد أن لينجارد هو الأفضل لضمان التوازن في فريق مورينيو والتأمين الدفاعي، فالإنجليزي الشاب لن يطلب أن يتواجد في الثلث الأخير من الملعب في أغلب الوقت للتسجيل ولن يتذمر من عودته للخلف مثل مارسيال، لينجارد سيود اللعب في أغلب الأوقات لهذا سينفذ تعليمات مورينيو دون أي تردد؛ أي أن لينجارد سيوفر لمورينيو ما يحتاجه في أرضية الملعب.
عودة لينجارد للدفاع لم تمنعه من صناعة هدف فريقه الثاني لماتا.
كيف تستخدم (IQ) الخاص بفريقك، أو معدل الذكاء، للتسجيل في الخصم؟ ماتا يجيب
لوحة النتائج في ملعب أولد ترافورد تشير إلى تقدم يونايتد 2-0 والوصول للدقيقة 39 من عمر المباراة، ولاعب يونايتد خوان ماتا يبتعد قليلا عن مرمى ليستر ليتلاقط أنفاسه –أو يتظاهر بإلتقاط أنفاسه- بالركوع على ركبيته، في نفس الوقت لعب بليند الركنية على الأرض في مكان ماتا الخالي؛ ليعود ماتا بسرعة إلى موقعه الأصلي ويمرر لراشفورد الذي سجل في المرمى الخالي ثالث أهداف اليونايتد.
ماتا لم يستخدم مهاراته الكروية فحسب، بل غامر ونفذ تلك الحيلة، لكن مغامرته لم تكن لتفشل؛ خصوصا وأنه درس الاقتصاد ويجيد المغامرة في الوقت المناسب.
تراجع مبرر
الدفع ديماراي جراي وأندي كينج بدلا من رياض محرز وجيمي فاردي أعطى ليستر سيتي بعض التوازن في وسط الملعب، وعليه تراجع يونايتد بعض الشيء وهدأ من رتم المباراة.
اكتفاء يونايتد برباعية في الشوط الأول وعدم فتح خطوطه في الشوط الثاني آتى بطلب من مورينيو، الذي أراد أن تنتهى المباراة بهذه النتيجة حتى لا يحقق فريقه نتيجه أكبر تكون خادعة في المباريات المقبلة.
وما زاد من رضا مورينيو بالنتيجة هو سيطرة ليستر سيتي على وسط الملعب.
لكن السلبي من هذا الأمر هو أن مورينيو لم يستغل فرصة أن يهاجم فريق يدافع ويسيطر على وسط الملعب، لتصحيح الأخطاء حال فشل السيطرة إذا هاجم وتفادي الأخطاء الدفاعية.
حالة دفاعية يرثى لها
ظهر ليستر سيتي بحالة دفاعية سيئة للغاية، بل أن الفريق فقد ميزته التي كانت نقطة قوته في الموسم الماضي، وهى: الفوز بالكرات العرضية من الخصوم.
"ليستر سيتي يجبرون الخصوم على لعب كرات عرضية؛ يفوز بها هوث ومورجان لتمركزهم السليم" – تروي ديني مهاجم واتفورد في حديث لقناة "BT Sports"
ليستر استقبل هدفين من ركنتين، فشل الدفاع في التعامل معهم.
المشكلة الأكبر التي تواجه الثعالب هذا الموسم، هى: فشل الدفاع كمنظومة.
في الموسم الماضي كان يتواجد كانتي ودرينكووتر أمام رباعي الدفاعي، الثنائي الفرنسي الإنجليزي كان يقوم بـ "حماية" لاعبي خط الدفاع بالتحرك المستمر في وسط الملعب.
لكن بعد رحيل كانتي عن الفريق إلى تشيلسي، لم يجد مدرب الفريق كلاوديو رانييري الشريك الأمثل لدرينكووتر أو بمعنى أدق؛ لم يجد من يوفر الحماية للاعبي خط الدفاع.
في مباراة اليوم فشل دانيال أمارتي في "حماية" خط دفاع ليستر فلم يقطع سوى كرة واحدة فقط طوال اللقاء مثله مثل درينكووتر.