لم يكن الأمل مرتبطا بالمنطق بقدر ما كان مرتبطا بالشغف، والشغف هو الأب الروحي للأمل. أينما وُجد الشغف فلن يتوقف عن إنتاج الأمل مهما انعدمت أسباب النجاح.
إن تجولت هناك في شوارع كازابلانكا لن تصادف أكثر ممن يرسمون في خيالهم لوحات لسيناريوهات لصعود الوداد على حساب الزمالك حتى بعد الهزيمة برباعية. ربما ترتكز اللوحة على الفوز بخماسية في 90 دقيقة ربما بضربات الترجيح ربما بانتفاضة حماسية تخرج من اللاعبين ما لا قبل لهم به في مستواهم الطبيعي. بأي ربما..
المهم أن الشغف حاضرا رافضا التوقف عن إنتاج الأمل و صياغته في الخيال , و الخيال كثيراً ما يتحول - بل يفوق - الحقيقة.
هل ما يحلم به المغاربة معجزة عصية على التحقيق؟
من يجيب بنعم لديه مشكلة كبيرة في فهم الحياة عموما ومشكلة أخرى مستعصية في فهم كرة القدم بالذات و التي تتفنن كثيرا في إدارة ظهرها للمنطق في أوقات صعبة بدون أسباب واضحة.
ما يحلم به المغاربة ممكن. هم يدركون ذلك و سيحاولون تحقيقه بتوفير أكبر قدر ممكن من أسباب الإنجاح و لابد للزمالك من مواجهته بتوفير قدر أكبر من أسباب الإفشال.
لن أتحدث هنا عن ضرورة التركيز في المباراة و تفادي الشعور المبكر بالتأهل والانشغال في المباراة النهائية بل و دراسة قرعة كأس العالم للأندية، فالأحمق وحده لا يعرف مدى خطورة ذلك و الكل قد ذاق من قبل مرارة النتائج. الكل بلا استثناء، و لكني سأتحدث هنا عن تفاصيل داخل لوحة حلم الوداد سيحاول استغلالها بكل ما أوتي من قوة.
- الحكم الكاميروني
لابد من التعامل بحرص شديد مع الحكم عن طريق:
1) إبعاد الكرة عن منطقة الجزاء بأي ثمن تفادياً لسقوط ادعائي قد ينتج عنه ضربة جزاء مبكرة هي أحد أركان الحلم المغربي.
2) عدم الاعتماد إلا على صفارة الحكم. مهما كان الخطأ المرتكب ضدك واضحاً لا تتوقف و تترك الكرة اعتماداً على وضوح الخطأ. العب على الصفارة.
3) لا تعترض وحدك على الحكم، لابد أن تكون الاعتراضات جماعية وألا يخرج لاعب عن سلوك الجماعة كي لا يعطي الحكم أسبابا لإنذاره أو طرده.
** تفاصيل المباراة**
1) ليس فقط مهما ألا يتلقى الزمالك أهدافا في الربع ساعة الأولى، بل لابد أن تشهد لا أحداث. ركود و بطأ و قتل للرتم فقط.
2) لا تستفز الجماهير بأي شكل فاستفزاز الجماهير سينتج عنه استنفار ربما يتسلل للملعب ليزيد من سخونة المباراة بشكل قد تدفع ثمنه بهدف أو تحفز من الحكم ينتج عن بطاقة صفراء أو حمراء نحن في غنى عنها.
في مباراة السوبر المصري 2015 بالأمارات كان الأهلي متقدماً 3-1 و بدا واضحاً اتجاه المباراة للنهاية بهذه النتيجة إن لم تزد لصالح الأهلي مما أغرى رمضان صبحي بعمل لعبة استعراضية استفزت الجماهير فرفعت من درجة حرارة المباراة فجأة مما تسبب في استنفار جماهير و لاعبي الزمالك بشكل نتج عنه هدف ثان وربما مزيدا من الوقت كان يشهد أمور أخرى.
3) لا تسمح باستفزازك مهما كان السبب. لعبت المدرسة المغربية لسنوات طويلة على الثبات الانفعالي للاعب المصري و خرجت منه بنتائج جيدة لم تكن تعكس في مرات عديدة الواقع الفني للمباراة.
4) حاول تسجيل هدفا يقتل الأمل في مهده و إن لم تنجح لابد من تهديد المرمى المغربي على الأقل لزرع الشك في نفوس الخصم و جماهيره.
5) أكثر من التمريرات السلبية لإبقاء الكرة في أقدامك أطول وقت ممكن. الوقت ليس في صالح الوداد لا رقميا ولا معنويا.
6) لا تسمح باللعب بـ10 لاعبين لخروج لاعب من فريقك للإصابة أو لتبديل الحذاء أو مهما كانت الأسباب. على الشناوي السقوط طلبا للجهاز الطبي لقتل وقت اللعب بـ10 لاعبين حتى يعالج المصاب أو يبدل الزميل الحذاء أو أي ما كانت الأسباب.
7) تذكر جيدا، يتغذى الغدر بك داخل كرة القدم على استسهالك للمباراة أو لأي جزء منها.
اضغط هنا لمتابعة الكاتب عبر تويتر