في حياتي لم أكن أعلم أن للملعب نصف خلفي. فقط أنظر للأمام وألعب مباريات هجومية لا تراجع فيها ولا دفاع، حتى جاء حسام البدري.
حين تولى البدري مسؤولية الأهلي في ولايته الثانية تحدث معي، قال لي: "أعرف أنك تلعب بنزعة هجومية وأنا لن أغير ذلك. لكن لا تترك خلف ظهرك مكشوفا وتنتظر أن نفوز".
أنا سيد معوض وهذه الحلقة الأخيرة من سلسلة FilGoal.com عن أبرز 10 محطات في حياتي. حلقة عن الأهلي والحياة.
تعلمت كثيرا من حسام البدري وأصبحت متكاملا أكثر وربما مع هذا الرجل قدمت أفضل عروض في حياتي.
وسأوضح لكم لماذا لكن في النهاية.
مغامرات
مع البدري لا أنسى مباريات مثل الـ3-3 وغيرها أمام الزمالك. لم أكن محظوظا بل لم يكن إيقافي أنا وبركات ممكنا!
مثلا أحمد غانم لم يكن لاعبا سيئا، لكن بالتأكيد أذهانكم لن تنسى مغامراتي مع بركات في الجبهة اليمنى للزمالك :)
أنا وعمر جمال، ومن بعدها أنا وبركات: نلعب من اللمسة، نلعب من الحركة ولان ركض كثيرا بالكرة بل نجعلها هي تركض. أظن أن إيقافنا كان مستحيلا.
لازلت أذكر ريمي أديكو الذي كان يلعب أساسيا علي أنا وبركات، وجعلنا حسام حسن يستبدله بعد 20 دقيقة.
تلك مرحلة جميلة في حياتي مع الأهلي. وكان تتويج الرحلة أمام الترجي 2013.
الترجي
كنت أشعر بالضيق لأني لعبت بشكل ممتاز في دوري أبطال إفريقيا طوال المسابقة وغبت عن النهائي بسبب الإصابة.
وبعد التعادل في الذهاب أمام الترجي في مصر، شعرت داخل معسكر الأهلي بأن الضغوط باتت كبيرة للغاية.
لكن تلك الضغوط حولها الفريق إلى أمر مختلف. كنا نقول لأنفسنا الجميع يتوقع خسارتنا، وبالتالي ماذا سيحدث لو خسرنا؟ لا شيء.
فقط كانت هناك نقطة هامة نفسية حاول حسام البدري زرعها في خطة اللعب، وهذا واحد من أهم دروس حياتي.
الأهلي
الأهلي فريق كبير والكل يخاف منه. لو عادت تلك النقطة لفزت بأريحية على أي خصم.
الأهلي لا يخسر إلا حين تضيع هيبته.
هكذا عمل البدري على إعادة هيبة الفريق بخطة هجومية بحتة مع تأمين جيد لخطوطه الخلفية، فلا يشعر الخصم بأن أي هجمة علينا خطرة، بل ويجد أنه أمام عدد لا حصر له حين يهاجمه فريق الشياطين.
الحال نفسه ينطبق على الأهلي الآن. والحال نفسه يمكن تطبيقه مع سؤالك عن حسام غالي وشريف إكرامي.
لاعب الأهلي حين يقدم مباراة سيئة عليه ألا يرد على النقد. الرد يكون في الملعب.
من يفكر في الرد بالكلام يخسر، لكن من يرد باللعب القوي يفوز دوما ويجعل حتى من يكرهه مضطرا للتحدث عنه بشكل إيجابي.
والأهلي دوما يمتلك الإمكانات الكبيرة، لهذا حين يسقط لا يبحث عن أعذار بل عن الهيبة والرد في الملعب.
هكذا تعلمت من جيل استثنائي شرفت بأن كنت جزء منه في القلعة الحمراء، ولاتزال للحكاية مع الأهلي بقية ولكن في دور جديد أتمنى من خلاله كتابة فصول جديدة عظيمة في تاريخ ناد لا يعرف إلا البطولات.