كتب : حسين غريب
ويستعرض FilGoal.Com في التحليل التالي أبرز نقاطا لقوة والضعف في الفريق المغربي والسيناريو الأقرب لمواجهته.
يفضل الويلزي جون توشاك المدير الفني للوداد اللعب بطريقة 4-2-3-1 وذلك لمرونتها الشديدة في تطبيقها بالمباريات وسهولة تحويلها لـ4-1-4-1أو4-5-1 في الحالة الدفاعية و4-3-3 في الحالة الهجومية.
يمتلك الوداد ثنائي هجومي على مستوى عال للغاية في مركز الجناح، يمينا رضا هجهوج ويسارا إسماعيل الحداد،وتقوم خطة الفريق الهجومية بشكل كبير عليهما خاصة الحداد، بالإضافة لرأس الحربة الصريح فابريس أونداما،وصانع الألعاب وليد الكرتي صاحب المهارات العالية والدور التكتيكي المميز، كذلك الجناح المهاري محمد أوناجم الذي يستخدم كورقة رابحة في أغلب الأوقات.
ليس ذلك فحسب فقد دعم الوداد بعنصرين مهمين خلال موسم الانتقالات في الجانب الهجومي هما النيجيري شيكاتارا والليبيري ويليام جيبور، وشاركا مع الفريق في الفترة الماضية بشكل قوي للغاية.
"الوداد بالأبيض"
لا يعد الوداد فريقا مرعبا على المستوى الهجومي لكنه منظم بشكل كبير ويستغل مدربه توشاك لاعبيه بشكل جيد للغاية.
يسلك الوداد أقصر الطرق لمرمى منافسيه في أغلب الوقت بالكرات الطويلة المتقنة على الأطراف لهجهوج والحداد، أو في العمق لأونداما كمحطة لعب انتظارا للمساندة من لاعبي وسط الملعب خاصة الكرتي صانع اللعب، بالإضافة لانطلاقات الأطراف، التي ازدات قوة خلال الفترة الأخيرة بضم الظهير الأيسر المميز فهد أكتاو القادم من أوترخت الهولندي.
مع قوة الأطراف وطول القامة لمعظم اللاعبين يصبح خيار العرضيات هو السلاح الأهم والأقوى للفريق المغربي، من الكرات المتحركة أو الضربات الثابتة، إلى جانب التسديدات القوية من لاعبي وسط الملعب.
مناورة توشاك؟
مؤخرًا وتحديدًا في لقاء المغرب الفاسي الذي لعبه الوداد قبل القدوم لمصر، دفع توشاك بالليبري جيبور كرأس حربة صريح وخلفه الكونغولي فابريس أونداما كصانع لعب على غير المعتاد، وبقى هجوج يمينًا والحداد يسارًا، وهو سيناريو وارد تكراره أمام الزمالك مستغلا اندفاع الثنائي الإفريقي في الحالة الهجومية كرأسي حربة، بالإضافة لاستغلال أهم ما يميز أونداما كمحطة لصناعة اللعب وترك حرية أكبر لجيبور.
لكن بغض النظر عن الأسماء التي ستشارك سواء كان جيبور أوشيكاتارا أو أونداما يبقى شكل الهجوم المغربي شبه ثابت رأس حربه خلفه ثلاثي، يمينًا ويسارًا وفي العمق، تبدأ الهجمة بانطلاق أحد الجناحين مستغلا تعاون أحد لاعبي الوسط، بالإضافة للتمركز الجيد من رأس الحربة الصريح والجناح المتواجد في الجهة المقابلة، لينتهي الأمر في النهاية بتمريرة خطيرة أمام المرمى أو عرضية متقنة أو خيار التسديد.
شاهد الصور التالية كنموذج لهجمات الوداد المكررة
الصورة الأولى.. إسماعيل الحداد يعود للخلف لاستلام الكرة من الظهير الأيسر، بتناغم شديد ينتقل الكرتي صانع اللعب لمركز الجناح.
المشهد التالي.. الكرتي يتلقى تمريرة من الحداد، وعلى الجهة الأخرى يحتفظ فابريس أونداما رأس الحربة بالعمق الهجومي ويميل هجهوج الجناح الأيمن للعمق أيضًا كرأس حربة ثان.
المشهد الثالث.. يتحرر الحداد من مركز الجناح ويتوغل للعمق كصانع لعب، بينما يظل أونداما في الأمام وخلفه قليلا هجهوج.
المشهد الأخير، ينجح الحداد في التقدم ليجد 3 زوايا للتمرير بفضل تحركات زملائه، الكرتي صانع اللعب تحول لجناح أيسر، أونداما حافظ على تواجده في الأمام، هجوج تحرك للعمق أيضًا.
الوداد نجح في قطع الكرة والوصول لمرمى زيسكو في 6 ثوان فقط وهو أهم ما يميز الفريق المغربي.
دفاعيا
يبدأ دفاع الوداد من الخط الأمامي حين يفقد الفريق الكرة حيث يعود الثلاثي"هجهوج والكرتي والحداد" لوسط الملعب، بجوار ثنائي الأرتكاز إبراهيم النقاش وصلاح السعيدي، ليشكل الخماسي شبكة دفاعية محكمة أمام رباعي الخط الخلفي والذي يضم كلا من الظهيرين ياسين الكردي أو فهد أكتاو في اليسار، وعبد اللطيف نصير في اليمين وعطوشي ويوسف رابح أو "مرتضى فال" قلبي دفاع، ليصبح الفريق دفاعيا بطريقة 4-1-4-1 حيث يعود أحد لاعبي الوسط السعيدي أو النقاش أمام قلبي الدفاع أو بجواره أحيانًا ليشكل خماسي في الخط الخلفي أحيانًا.
يضيق لاعبو الوداد المساحات في وجه منافسهم بشكل كبير وذلك نظرا للدعم الذي يلقاه خط الدفاع والوسط من لاعبي الهجوم، فتجد شبكة دفاعية نسجت حول حامل الكرة بالإضافة للضغط القوي للغاية والتمركز الجيد.
كيف يضرب الزمالك دفاع الوداد
لكن، ما هي نقطة ضعف هذا الدفاع المتماسك؟ حسنا، هي ليست نقطة ضعف واحدة بل ثلاثة.
أولا.. كي تتفوق على الوداد لابد أن تنجح في استخلاص الكرة من لاعبيه بشكل أكثر قوة معتمدًا على المرتدات في ظهر لاعبيه.
لاحظ المساحات الخالية في وسط ملعب الوداد في المشاهد التالية، ما تحتاجه فقط هو الضغط الجيد على حامل الكرة وشن هجمة بأقصى سرعة، حينها ستصل لمرمى الوداد بسهولة كبيرة.
ثانيًا.. قد لا يغامر الوداد وهو المتوقع ويتكتل في وسط ملعبه، لكن أيضًا حينها يستطيع الزمالك الوصول لمرمى الفريق المغربي مستغلا فجوة كبيرة بين الوسط والدفاع، شاهد الصور التالية، رغم عودة النقاش أو السعيدي للخلف قليلا أمام قلبي الدفاع الذي يتكون من 5لاعبين أحيانًا لكن يظل هناك مساحة كبيرة لو أحسن الفارس الأبيض استغلالها عن طريق رأس حربة متحرك" أو أيّ من لاعبي الوسط الهجومي لاستطاع التهديف بكل أريحية.
الأمر الثالث، رغم قيام الجناحين بالأدوار الدفاعية أمام ظهيري الجنب وضغطهما المحكم على المنافس لكنهما يميلان كثيرا لوسط الملعب تاركين مساحة كبيرة على الأطراف خاصة الجهة اليسرى يستطيع الزمالك استغلالها عن طريق الانطلاقات السريعة.
خطة الزمالك؟ حيرة مؤمن
لن يكون الأمر سهلا على المدير الفني للزمالك مؤمن سليمان في اختيار الطريقة المناسبة والتشكيل لمواجهة الوداد، وذلك للغيابات التي ضربت الفريق بالإضافة لقوة المنافس.
إذا ما لعب مؤمن سليمان بطريقة 4-3-2-1 ، رباعي في الخط الخلفي وأمامه ثلاثي وسط دفاعي، ومهاجم صريح خلفه ثنائي وسط هجومي يميلان للعمق مثلما حدث أمام الأهلي سنجد الآتي
- وجود باسم مرسي في الأمام هو الخيار الأول والأفضل، وخلفه ستانلي لاستغلال المساحات الموجودة بين وسط ودفاع الوداد لكن حينها سيحتاج الثنائي لتمويل من حفني الذي سيواجه حين يتسلم الكرة في وسط ملعب الزمالك لنقل الفريق للأمام الثنائي النقاش والسعيدي في الوسط وعلى الأطراف الحداد وهجهوج.
والحل هو أن يتسلم حفني خلفهم الكرة لا أمامهم، لكن هل يجد حفني من يموله بالكرات من الثلاثي الأقرب للمشاركة في وسط الملعب؟ هل يستطيع الزمالك الخروج بالهجمة عن طريق معروف يوسف أو طارق حامد أو إبراهيم صلاحوإدخار مجهود حفني بشكل أكبر بالقرب من المرمى؟
- ربما يكون في تقدم الظهيرين رمزي خالد وأحمد توفيق للأمام لنقل الفريق أحد الحلول المتاحة في هذه الطريقة على أن يتم ترحيل اللعب ناحية من يتقدم منهما مثلا إذا تقدم توفيق من اليمين يتحول أحد لاعبي الوسط لمركز الظهير وذلك تفاديًا لمرتدات الوداد.
سناريو بديل
قد يبدو الأمر محبطا في السيناريو الأول كما أن الزمالك يلعب للفوز ولن يدفع بثلاثي في وسط الملعب، سيتواجد ثنائي فقط على أن يدفع مؤمن سليمان بشيكابالا إلى جوار حفني خلف باسم مرسي وستانلي في الهجوم.
لكن حفني وشيكابالا لا يقومان بالدور الدفاعي كما يجب حين يفقد الفريق الكرة، حينها ربما سيعود باسم أوستانلي لأداء الواجب الدفاعي على أن يظل أحدهما مع حفني أو شيكابالا في الأمام من أجل استغلال سرعتهما حين يملك الفريق الكرة، بالإضافة للهجمات المنظمة التي ستشهد تفوق هجومي للأبيض.