في الجول كلاسيك - صالح سليم.. حقيقة عدم رغبته في الاعتزال وشائعات انتقاله للترسانة
الأحد، 11 سبتمبر 2016 - 13:12
كتب : عمرو عبد المنعم
هذا ما قاله أحد جماهير نادي الترسانة وقتما انتشرت شائعات تشير إلى رغبة صالح سليم في الرحيل عن الأهلي والانضمام للشواكيش.
FilGoal.com يعود معكم بالزمن إلى هذه الحقبة الزمنية ويسرد لكم حقيقة انتقال المايسترو للترسانة في ذكرى عيد ميلاده.
وكل ما يلي نشر في كتاب "صالح سليم أبيض وأسود" للكاتب سلامة مجاهد.
فكرة الاعتزال راودت صالح سليم لأول مرة بعد إصابته بكسر في عظمة مشط القدم خلال مباراة الأهلي والترسانة في يوم 23 فبراير 1962 في مباراة خسرها الفريق الأحمر بخمسة أهداف مقابل هدف سجله صالح.
ابتعد عن الملاعب لمدة شهرين للعلاج ومع بداية موسم 1962/1963 راودته فكرة الاعتزال عقب نهاية هذا الموسم لأنه يعتز بماضيه وبنفسه ويجب عليه أن ينسحب من الملعب ولا يستمر في اللعب حتى يطالب الجمهور برحيله عن الفريق.
بدأ الموسم وصالح سليم تجاوز سنه الثانية والثلاثين وتلقى عرضا للاحتراف في فريق جراتس النمساوي وبالفعل سافر ليرد على المطالبين باعتزاله من النقاد والصحفيين، ثم عاد مرة أخرى ليكمل مشواره مع الأهلي ويعمل مساعدا لمدرب الفريق بروشتش اليوغسلافي بجانب دوره كلاعب.
في هذا الوقت انقسمت إدارة الأهلي بين مؤيد ومعارض لصالح سليم، كانت له كلمة وقوة شخصية في الفريق بحكم تاريخه وهنا دارت الكثير من الأقاويل حوله، إذا غاب لاعب عن مباراة لأنه غير جاهز اعتقد هذا اللاعب أن صالح غير راض عنه وإذا اشترك آخر أيقن أن صالح يحبه.
إذا خرجت تمريرة من صالح خاطئة تجاه لاعب آخر لم يلحقها مثل عوضين على سبيل المثال، يثير عليه الجمهور وينهره لأنه يحب صالح وهنا تأثر مستوى عوضين وانخفض كثيرا بسبب هجوم الجماهير عليه.
بعد انتهاء الموسم دخل صالح في فترة إعداد قاسية تحت إشراف المدرب بروشتش وتألق خلال موسم 1963/1964 وسجل 12 هدفا تصدر بهم قائمة هدافي الفريق وجاء بعده طه إسماعيل برصيد 7 أهداف وفي هذا الموسم احتل الأهلي المركز الخامس في مجموعته لأن الدوري كان بنظام المجموعتين.
ودخل سليم في موسم 1964/1965 سجل خلاله 4 أهداف فقط متساويا مع رفعت الفناجيلي وحسن جبر وأنهى الأهلي الدوري في المركز الرابع وخرج من كأس مصر، وهنا ازدادت حدة المناقشات حول اعتزال صالح سليم، البعض طالب بضرورة اعتزاله والبعض الآخر طالب باستمراره في الملاعب.
واستمر صالح في الملاعب خلال موسم 1965/66 وفي يوم 10 أكتوبر 65 تعادل الأهلي سلبيا مع الطيران ولم يقدم المستوى المعهود بسبب تعرضه لأكثر من إصابة وبدأ بعض الصحفيين يطالبوه بالاعتزال.
وكان ما كتبه الناقد الراحل نجيب المستكاوي من أشهر ما كتب في هذا الموضوع، إذ كتب تحت عنوان "صالح الرهيب.. هل يعتزل أم يعزل".
يقول المستكاوي "صالح يملك قدرات مغناطيسية هائلة ليكون له مثل هذا التأثير الهائل على المسؤولين بالنادي الأهلي، لا ينكر أحدا كفاءة صالح سليم زمان كـ"مايسترو" لفريق الأهلي لكنه الآن عاجز قطعا عن الحركة، ومن ثم لعبه لمدة ثلث ساعة يضر بالأهلي، مجلس الإدارة يعلم هذا ومدير الكرة والمدرب والجماهير جميعهم يعلمون هذا ومع ذلك يصر صالح على اللعب فيهلل الجميع وكأنهم واقعون تحت تأثير المخدر".
وعندما سئل صالح عن هذا الأمر رد قائلا" شأني مثل شأن أي لاعب آخر ولا أملك سلطات تجعلني قادرا على اللعب بشكل أساسي لأن هنا مسؤولين عن الفريق، لم يحدث أنني فرضت نفسي على أحد أو تدخلت في شؤون الفريق".
"فكرت في الاعتزال أكثر من مرة لكنني كنت مترددا حين أشعر أن الفريق في حاجة لي، سأعتزال يوم يقف الفريق على قدميه عندما أشعر أنه غير محتاج لي، واثق في لاعبي الأهلي على استعادة الانتصارات، قد تنقصهم القيادة الواعية أو الثقة أو الخطة في الملعب لكنهم يستطيعون ذلك".
وقتها كانت قائمة الفريق مفتوحة ولا تعرف رقما محددا لعدد اللاعبين وتواجد صالح بها لا يكون على حساب لاعب آخر، كان يرى أن من حقه الاستمرار في التدريب ومن حق المسؤولين إشراكه أو عدم إشراكه في المباريات.
في نهاية عام 65 تولى علي زيوار منصب مدير الكرة في الأهلي وقال إن صالح لن يشارك إلا عندما يكون جاهزا.
دخل صالح سليم فترة إعداد في الجيمانيزوم وبالفعل عاد صالح ليشارك في المباراة الأخيرة في الدوري أمام الاتحاد وفاز بها الأهلي 3-1 وصنع المايسترو هدفين، وكان هذا اللقاء بروفة أخيرة لمواجهة الترسانة في نهائي الكأس.
لكن زيوار ومدرب الفريق وقتها الجندي قررا استبعاد صالح من المباراة النهائية عام 66 أمام الترسانة التي فاز بها الأهلي 1- صفر، ولم يشارك أيضا في مباراتي ربع ونصف النهائي.
غضب صالح سليم من عدم مشاركته في نهائي الكأس لأنه كان يرى أنه التوقيت المناسب للاعتزال وهو متوج ببطولة مع الأهلي ودخل في خلاف مع علي زيوار.
ونسبت صحيفة الجمهورية وقتها تصريحات لصالح سليم أنه قرر اللعب للترسانة في موسم 66/67 ثم يعتزل بنهاية هذا الموسم بعدما حاول أن يختتم حياته في الأهلي لكنه لم يجد الجو المناسب، وبررت الصحيفة هذه الأخبار بأن فريق الترسانة لا ينقصه سوى صانع ألعاب ومع وجود صالح سليم في هذا المركز خلف مصطفى رياض وحسن الشاذلي سيكون ثلاثيا هجوميا مميزا بالإضافة إلى عدم وجود حساسية بين الأهلي والترسانة.
ونشرت الصحيفة تصريحات نجوم الترسانة حول هذا الأمر:
الشاذلي "أمنيتي منذ سنوات هي اللعب بجانب صالح سليم، أنا أعشقه منذ الطفولة".
مصطفى رياض "نتمنى انضمامه وسوف نجد من يربط الفريق، صالح سليم مايسترو بمعنى الكلمة، سوف نصل لمرمى الخصم كل دقيقة أنا والشاذلي في وجود صالح، إنه لاعب كبير وفاهم لتحركات كل لاعب كما أنه غير أناني في الملعب وإذا لعب للترسانة لن يعتزل قبل ثلاث أو أربع سنوات على الأقل.
ونشرت الصحيفة أيضا ردود أفعال بعض جماهير الترسانة وقال المهندس حمادة البراد أحد كبار مشجعي الشواكيش "اننا جمهور الترسانة على استعداد لأن نقدم توقيعاتنا بالدم إلى الكابتن صالح سليم تعبيرا عن فرحتنا بانضمامه للترسانة نعتبر نادينا منافس للأهلي لكننا كجمهور نعشق لعب صالح سليم".
فيما قال الفنان محمد عبد المنعم رخا كبير مشجعي نادي الترسانة وقتها "بشرفي لو جاء صالح للترسانة لن يتمكن أي فريق من الصمود أمام الثلاثي صالح والشاذلي ورياض".. ثم أقسم بشرفه مرة أخرى "سيلعب صالح لمدة 5 سنوات كاملة".
على عكس جريدة الجمهورية خرجت الأخبار بنفي عائلة صالح حول هذه الشائعات ونقلت تصريحات الدكتور محمد سليم والد صالح سليم الذي قال فيها أنه كان في وداع صالح بالمطار أثناء سفره إلى لبنان بعد نهاية الموسم وتحدث معه عن ثقته في مسؤولي الأهلي.
كذلك تصريحات طارق سليم الذي قال إن صالح لم ولن يفكر في ترك الأهلي والدليل على ذلك أنه اتفق معه قبل سفره إلى بيروت على أن يبدأ معا تدريبات فردية خاصة قبل بداية الموسم لنتخذ مكانا من جديد في الأهلي خلال الموسم المقبل.
عاد صالح واستمر في الملاعب ولعب مع الأهلي موسم 66/67 واختفت شائعات انتقاله للترسانة مثل سحابة الصيف وخلال هذا الموسم لعب مباريات قليلة.
وبدأ مع الأهلي من جديد في موسم 67/68 وكان يبلغ وقتها 37 عاما وبعد ذلك توقفت الكرة في مصر بسبب الحرب وبعد عدة شهور على الحرب قرر الرئيس جمال عبد الناصر منح صالح سليم وسام الرياضة من الطبقة الأولى.
واستمر صالح في التدريب وشارك مع الأهلي في شهر ديسمبر 67 في مباريات الدورة التنشيطية بعدها توقف عن ممارسة كرة القدم بتوقف الكرة في مصر بسبب الحرب.
وفي عام 80 أقام الأهلي مهرجان تكريم لنجوم الفريق صالح سليم والفناجيلي وعادل هيكل وطه إسماعيل والشربيني وطارق سليم ومحمود الجوهري ليكتب مشهد نهاية مسيرة المايسترو في الملاعب.