يوم الجنرال – حازم إمام يحكي لـ في الجول.. عن "ماتش كورة في الأوتوبيس مع الجوهري"
السبت، 03 سبتمبر 2016 - 14:04
كتب : أحمد عز الدين
من أجل الإيمان بفكرة، عرف عن محمود الجوهري أنه لا يدخر جهدا للعناية بأدق التفاصيل والاشراف على تنفيذها بنفسه، ولكن ما كان يفعله لإيمانه بفكرة قد يتخطى الحدود، خاصة إن كانت هذه الفكرة هي "حازم إمام".
عن ملك التفاصيل الدقيقة كابتن محمود الجوهري، يحكي حازم إمام حكايات لا ينساها عن رحلته مع الجنرال.
رحلة بدأت في الزمالك والثعلب الصغير لازال في الـ19 من عمره وانتهت قبل رحيل أعظم مدرب مصري في التاريخ.
ويروي الثعلب الصغير قصته مع "الجنرال"..
--
"حين أخبرني والدي نائب رئيس الزمالك وقتها بموعد أول تدريب للفريق بعد التعاقد مع كابتن محمود الجوهري، ذهبت إلى ملعب حلمي زامورا مهرولا".
"ربما هي من المرة الأولى والأخيرة التي ترى فيها ملعب حلمي زامورا ممتلئا عن أخره من أجل مدير فني. كان مشهدا لا يصدق".
الخضة
"بداية حكايتي مع كابتن محمود الجوهري غريبة بعض الشيء. هذا الرجل حرفيا أدين له بأني وصلت للفريق الأول للزمالك".
"كنت في قطاع الناشئين ألعب تحت قيادة ماجد شلبي ومحمود سعد. ثم جاء كابتن محمود الجوهري مديرا فنيا للفريق الأول وأصبح كابتن محمود سعد مساعدا له، وأنا تحت قيادة ماجد شلبي وحده".
"وقتها لم يكن كابتن ماجد شلبي مقتنعا بقدراتي. ثم شاء القدر أن أصيب العديد من لاعبي الفريق، وبات ماجد شلبي مضطرا لأن يدفع بي في مباراة أمام السكة الحديد".
"سجلت هذا اليوم 4 أهداف".
"المباراة التالية أمام الشمس. هنا حدث مالم أتوقعه، علمت أن كابتن محمود الجوهري وكابتن محمود سعد سيحضران اللقاء لمشاهدتي".
"عن الخضة والسعادة الغامرة أتحدث. في هذا اليوم قدمت مباراة عالمية، سجلت هدفين منهم كرة رائعة، بعد اللقاء ابتسم، وقال لي انت هتتدرب معانا يا حازم".
مدرب أحمال!
"حين بدأت رحلتي مع الفريق الأول للزمالك تحت قيادة الجوهري كنت لم أتجاوز عامي الـ19، مجهول للجميع".
"لهذا حين طلب مني كابتن محمود الجوهري أن أتدرب يوميا الساعة 9 صباحا في الجيم لتقوية عضلاتي، لم ما سيحدث".
"بدلا من أن يعطي تعليماته ويترك المهمة بأكملها لمدرب الأحمال كما توقعت، كنت أذهب للجيم الساعة 9 باحا لأجد الجوهري بنفسه في انتظاري ليشرف على تدريبي!".
"كان لا يترك شيئا للظروف".
ماتش كورة في الأوتوبيس
"هذا الرجل كان لا يفكر إلا في كرة القدم".
"حين أصبحت لاعبا في منتخب مصر تحت قيادته، كان يهتم بكل تفصيلة ممكنة في المعسكر وداخل الفريق. سأضرب لك مثالا بسيطا يوضح لك كيف كان هذا الرجل".
"في المعتاد حين نسافر بالحافلة مع المنتخب في الطريق يقوم السائق بعرض فيلم أو مسرحية. أي شيء لتزجية الوقت حتى نصل".
"مع الجوهري كنا نشاهد مباريات كرة قدم. مباريات لنا ليصلح أخطاء ارتكبناها، مباريات لخصومنا لنحفظ أكثر كيف يلعبون ونستعد، أو حتى مباريات عالمية ممتعة للتعلم منها".
"هل تصدق أن الرجل الذي أعتبره والدي وكنت بمثابة مجرد ابن له كان يسألني عن كيفية تدريبات أودينيزي ويعطيني ورقة وقلم لأكتب له تمرينات الفرق في الدوري الإيطالي ليتعلم منها!".
"لم يكن يتوقف لحظة عن العمل. وفي الوقت نفسه كان يعاملنا نفسيا باحترافية وإدارة يٌضرب بها المثل".
أنت لست مريضا
"في إحدى البطولات كنت مريضا. ارتفعت درجة حرارتي في الساعة الثانية والنصف مساء وهرع زميلي في الغرفة عبد الستار صبري لكابتن الجوهري ليخبره".
"حين جاء الجوهري قال لي، أنت لست مريضا. قم معي، وأخذ يجعلني اقفز في مكاني وأركض!".
"لماذا؟ كان يرغب في إشعاري بأني جيد ولست مريضا، كان يرغب في ألا أعترف بالمرض".
"الجوهري حين تقوم بتدريب سيء قد يغضب منك ويصرخ في وجهك، لكنه لا يتركك على تلك الحالة طويلا"
"مع الجوهري بعد أن يصرخ في وجهك بساعات يأتي إليك. يقول لك انت النهاردة كنت ما شاء الله، حجم عضلاتك يزداد. ممتاز يا حازم".
"كنت أحب فيه أمر مهم. حين نسجل هدفا جميلا في من جملة خططية مرتبة في التدريبات ينهي المران، كان يحب أن ينهي المران بشيء جميل وبلقطة تعلق في أذهاننا. لم يكن يترك تفصيلة للظروف".