أنا سواريز - (7) عرض أرسنال وانزلاق جيرارد وضياع الحلم
الثلاثاء، 30 أغسطس 2016 - 16:07
كتب : محمد الفولي
قال ديفيد كاميرون إنني "مثال رهيب" وطالب بتوقيع عقوبة ضدي. حينما يصل الأمر لأن يعلق رئيس الوزراء على تصرفاتك، فربما تكون هذه هي اللحظة الأمثل للتفكير في الرحيل عن البلاد.
كان لدى الجميع شيء لقوله بخصوصي ولم يكن أي منه جميلا. كنت أرغب في الرحيل وكان هذا الشعور ناتجا عن تراكم الكثير من الأشياء: الفشل في التأهل لدوري الأبطال والإيقاف لـ10 مباريات عقب عض برانيسلاف إيفانوفيتش بخلاف تحولي إلى العدو رقم واحد للشعب، لدرجة أنني لم أتمكن بالذهاب بابنتي للحديقة. الجميع كان قاسيا معنا.
- عرض أرسنال:
كان يجب على وكيلي بيري جوارديولا البحث عن الخيارات المتاحة. لم تكن مهمته سهلة؛ فأنا ذلك اللاعب الذي تعرض للإيقاف 10 مباريات بسبب عض الخصم وقبلها بعام كان يواجه تهمة العنصرية.
أعتقد أنه كانت هناك أندية كبرى تعتقد أنني مصدر للمشاكل. كان هناك صوت داخلي يقول لي: "سيقدروني بسبب ما أفعله في الملعب"، ولكن.. العضة كانت في الملعب.
في النهاية كانت هناك أندية مهتمة فعلا بضمي ولكن كان هناك عرض واحد فقط تخطي 40 مليون استرليني وصاحبه هو أرسنال.
لم يتوقف رأسي عن العمل: من جانب كنت أرغب في الرحيل عن إنجلترا ولكن في نفس الوقت كنت أسعى للعب في ناد تأهل لدوري الأبطال، وحينها ظهر ناد مستعد ولكن بنصف المواصفات. أثر الأمر عاطفيا بشكل كبير على حياتي وفي التدريبات أيضا.
كانت عائلتي تشعر بالضغط أيضا، فكرت كالتالي: لندن مدينة ضخمة وكبيرة وسيكون الضغط الإعلامي تجاهي أقل. كانت هناك أسباب تدفعني لقبول عرض أرسنال ولكن حينها ظهر ستيفن جيرارد.
- جيرارد:
أكد لي جيرارد أننا سنعود لدوري الأبطال إذا ما بقيت في الفريق وأنه إذا ما رحلت فيجب أن يكون الأمر نحو أحد الأندية العملاقة الأجنبية وأنه لا يمكنني قبول صفقة لست مقتنعا بها بشكل كامل.
قلت لنفسي: "لقد صارعت من أجل الوصول هنا. لن أفسد كل ما فعلته من أجل شيء غبي والسير في الطريق الخاطىء". تغيرت قناعتي بخصوص الحل. لم يعد الحل هو الرحيل، بل البقاء.
يتفهم اللاعبون غالبا قصة الرحيل إذا ما رحل زميلهم لمكان أفضل فيأتون لتقديم التهنئة لأنهم يعرفون أن السبب رغبته في التقدم. كان ستيفين يدرك أنني لا أرغب في التقليل من احترام زملائي، ولكنه أخبرني في الوقت نفسه أنني لم أكن سواريز الذي يعرفه في التدريبات.
قبلت كلماته لأنني كنت أعتقد أنه محق واتخذت قرارا في تلك اللحظة بأني سأتدرب أقوى من أي وقت سابق.
بخلاف هذا فإن ليفربول نفسه كان من ضمن أسباب بقائي. قالوا إنهم لا يريدون رحيلي لأي مكان وأنني لست للبيع. كانت هناك مجموعة من الرسائل النصية بيني والرئيس توم ويرنر.
كنت مستعدا للسفر للولايات المتحدة لشرح الأمر لملاك النادي ولكن الرد كان "لويس. لا داعي لمجيئك. موقفنا هو ما يقوله رودجرز. لا نرغب في بيعك".
- أزمة مع رودجرز:
مرت الشهور وعدت لتسجيل الأهداف ولكن كنت لا أزال أشعر بالسوء بسبب ما قلته في الصيف. لم أتحدث كثيرا مع المدرب.
خلال سبتمبر وأكتوبر كانت المحادثات بيننا مقصورة على الأمور الكروية. كان برندان يرى أنني انتقصت من احترام باقي اللاعبين حينما تحدثت علانية حول رغبتي في الرحيل.
أظن أنني لو كنت تحدثت معه وجها لوجه لأصبحت الأمور مختلفة. لا أعرف لماذا تحدث عن الأمر أمام وسائل الإعلام وليس معي مباشرة. ربما سيقول البعض ولماذا لم تفعل أنت هذا؟ ولكن الوضع كان مختلفا: النادي كان يدرك ما يحدث وكنت أشعر بأنني محاصر ويجب أن أفعل هذا.
بدأت العلاقة في العودة لطبيعتها خلال أكتوبر حيث تحدثنا مرة أو اثنتين حول الموضوع وأغلق تماما. كانت هذه هي لحظة النسيان واللعب وبدء صفحة جديدة. كان سكرتل يمازحني في بعض الأحيان ويقول لي "لا زلت أنتظر منك أن تعتذر علانية للجميع في غرفة الملابس".
أظهر النادي لي أكثر من أي وقت ماضي أنه كان يثمن العمل الذي أقوم به في الملعب. كانت هناك مرة وضع فيها المالك جون هنري طائرة خاصة تحت تصرفي للعودة سريعا من مباراة دولية مع أوروجواي لكي أتمكن من المشاركة أمام إيفرتون. أظهر هذا الأمر لي أن الود تجاهي لا زال موجودا داخل النادي.
- الحلم:
كلما تقدم موسم 2013-2014 ازداد شعوري بالراحة. كنت سعيدا باتخاذي القرار الصائب وعلاقتي الجيدة مع الجماهير، ففي النهاية الأهداف تعالج كل الشرور حتى مع أصعب المشجعين. كنا جميعا نظن أننا على وشك تحقيق شيء كبير.
قبل مواجهة مانشستر سيتي بعدة شهور كان برندان رودرجز يقدم محاضرات من نوع خاص. كان اتصل بأم كل واحد من اللاعبين وطلب منها كتابة شيء خاص عن ابنها. قبل كل مباراة كان يقرأ الخطاب وعلينا أن نخمن أي أم تكون.
في بعض الأحيان كانت الأمور صعبة، ولكن في مرات أخرى كانت واضحة عبر عبارات مثل "ابني بدأ اللعب في شوارع البرازيل" أو "ابني كان يرغب في أن يصبح حارسا منذ الصغر".
كان برندان يسعى لاستخدام الأمومة كدافع لتحفيزنا. في يوم مباراة مانشستر كان الخطاب يخص والدة كوتينيو.
كنت تحدثت معه قبل المباراة ولكن حينما جاءت اللحظة المهمة لم يستمع لي لحسن الحظ. حينما وصلت الكرة له بعد تشتيت خاطيء من كومباني لذا صرخت منه طالبا تمريرها ولكنه كان بالفعل قد وضع الكرة في الشباك.
جاء الهدف في توقيت لم نكن نلعب فيه جيدا حيث كانت المباراة تهرب من بين أيدينا بعض الشيء. كان مان سيتي تعادل بعد تقدمنا بهدفين وهم كانوا أقرب للتسجيل منا.
حينما هزمنا مانشستر سيتي ومع تبقي أربع مباريات كنت مؤمنا حقا بأننا ربما نتوج باللقب. كان في متناولنا.
تحدث معنا رودرجرز بعد المباراة بشكل موجز حيث قدم لنا التهنئة على ما قمنا به وقال لنا إن الطريقة التي لعبنا بها أظهرت لماذا نحتل المركز الذي كنا نحتله.
في الأسبوع التالي فزنا على نورويتش بعد صعوبة كبيرة. ربما كان هذا الأمر بمثابة إنذار من القدر بخصوص قسوة ما هو قادم.
- الانزلاق:
رأيت كيف حدث كل شيء من مكاني في الملعب. في تلك اللحظة بدأ كل شيء يهرب. رأيت الكرة تمر من تحت قدم ستيفي وشاهدت كيف كان ديمبا با يجري وحيدا. الأمر الوحيد الذي كان بإمكاني فعله هو الدعاء لكي يتمكن سيمون بشكل ما من التصدي للكرة ولكن الأمر لم يحدث.
لو كنت في مكان ستيفي، لا أعرف إذا ما كان بإمكاني الاستمرار في اللعب مجددا.
الأمر بكل تأكيد كان صعبا عليه للغاية من الناحية العاطفة. التطلعات كانت كبيرة. قبل أنه سيقودنا نحو اللقب بعد غياب استمر أكثر من 20 عاما في الذكرى الـ25 لحادثة هيلزبره والتي توفي فيها أحد أقاربه، ولكن ما حدث قد حدث.
كان الحديث معه في الاستراحة صعبا وعلى أي حال لم يكن هناك شيئا يمكننا قوله. فعلنا في الشوط الثاني كل ما هو ممكن. سدد كثيرا خلال الشوط الثاني. البعض يقول أنه كان يفعل هذا لتعويض ما حدث ولكن تشيلسي لم يكن يترك لك حلا سوى هذا.
كانت مباراة قبيحة وصعبة اللعب. لا يستمتع أي لاعب باللعب بهذه الطريقة حتى ولو كنت أنت الخصم المتكتل. أكثر ما أثار استيائي كانت الطريقة التي لعبوا به منذ البداية والساعية لإضاعة الوقت، لدرجة أنني سألت أحدهم عن السبب وأجابني "وما الذي ترغب في أن أفعله؟ إذا ما كان هو (جوزيه مورينيو) يأمرنا باللعب بهذه الطريقة، سنلعب بهذه الطريقة. ما الذي سأفعله؟ في النهاية إذا لم أفعل ما يقوله لن ألعب".
بعد الهزيمة من تشيلسي تعادلنا بثلاثة أهداف أمام كريستال بالاس. هذا كان أكثر ألما من الخسارة السابقة. يمكنك أن تتعادل بثلاثة أهداف مع تشيلسي أو أرسنال أو مانشستر سيتي ولكن أمام كريستيال بالاس؟ نحن نتحمل كامل الذنب خاصة وأننا كنا نتقدم بثلاثة نظيفة.
انتهت الأمور دون لقب بالنسبة لنا بعد أن كنا قريبين للغاية ولكننا خسرنا بشكل مؤلم. كانت فرصة فريدة ولكنها هربت من بين أيدينا. شعرت بالضياع. العجز والضياع.