كتب : أمير عبد الحليم
تطور شخصية بيل لم يبدأ هذا الموسم أو حتى في اليورو الذي قاد فيه ويلز لإنجاز تاريخي بالوصول لنصف النهائي، لكن مع زين الدين زيدان بات بيل قائدا حقيقيا حتى في غياب كريستيانو رونالدو.
هذه لم تكن المرة الأولى التي يحمل فيها بيل المسؤولية الأكبر لقيادة ريال مدريد، ففعلها الموسم الماضي عندما سجل هدفين في الفوز على رايو فايكانو 3-2 في غياب رونالدو ومع إصابة كريم بنزيمة في نفس المباراة.
ثم حافظ على حظوظ ريال مدريد في سباق الليجا بهدفه في ريال سوسيداد في الجولة التالية بمشاركة لوكاس فاسكيز وبورخا مايورال في الهجوم بدلا من رونالدو وبنزيمة.
ما قدمه زيدان
قال زيدان عقب الفوز على سوسيداد 3-0 في افتتاح الليجا: "بيل قال إن هذا العام مهم بالنسبة له، وها هو يظهر أهميته".
وتابع "أنا سعيد من أجل بيل، فهو أقل بدينا من زملائه في الفترة الحالية ولكننا لم نشعر بذلك في الملعب".
عملية تحويل بيل لم تبدأ من زيدان ولكن من رفائيل بينيتث الذي لم يخف أنه يريد أن يجعله أهم لاعب في الفريق.
لكن خطة بينيتث فشلت لسببين بحسب مقال سابق لكاتب "آس" ألفريدو ريلانو، أولهما أن بيل لم يدرك حجم المسؤولية وتعامل مع الأمر على أنه منحة من المدرب.
وبالتالي الحرية التي منحها بينيتث لبيل في الملعب جعلته يتحرك أكثر تحت كريم بنزيمة وحرم ريال مدريد من مساهمته في أداء الأدوار الدفاعية.
السبب الثاني هو أن هذا المركز أساسا لا يناسب بيل الذي يمتلك قدم يسرى قوية وليس إبداع إسكو وجيمس رودريجيز.
مع قدوم زيدان، كان السؤال هل سيغير من الطريقة التي تعامل بها بينيتث مع بيل؟
رد بيل بتسجيل 4 أهداف في أول مباراتين للفريق تحت قيادة زيدان، وبعدها غاب لشهر ونصف بسبب الإصابة ووقتها كان من المنطقي أن يخشى ضياع مركزه الأساسي.
لكن زيدان طمأن بيل سريعا وعاد أساسيا فور تعافيه حتى نهاية الموسم.
يقول بيل في حوار مع إذاعة إسبانية في مايو الماضي: "أنا سعيد هنا وأستمتع بكرة القدم، بدأت التعود على اللغة والثقافة وهذا يشعرني بالكمال أكثر مع الفريق".
بيل يحاول استغلال كل وقته في تطوير نفسه، ولذلك بدأ في دروس لتعلم اللغة الإسبانية.
وكما يشرح فهذا ساعده على التأقلم أكثر مع الفريق، وكان له تأثيره على ما يقدمه في الملعب.
ما يفعله بيل
لا يضيع بيل وقتا في تطوير مهاراته، فـ9 أهداف من الـ19 الذي سجلهم في الموسم الماضي كانوا من رأسيات وأضاف إليهم هدفا في سوسيداد، وهو رقم كبير بالنظر إلى أنه سجل 22 هدفا من رأسيات طوال مسيرته.
قال بيل في حوار سابق مع موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "اعتقد أنني لازلت أطور مهاراتي فيما يتعلق بالاستحواذ بالكرة، فإنهاء الهجمات أكثر أهمية في الدوري الإنجليزي. لكن في إسبانيا مهاراتك أهم".
وأكمل "أعرف أنني أصبحت أفضل في هذه النقطة وإنهاء الفرص، لكنني لازلت أحتاج التطور".
يبدو أن ما يريده بيل يتحقق مع زيدان فسجل 12 هدفا حتى الآن.
التحدي الأكبر لبيل هذا الموسم سيكون عدم التعرض لإصابة طويلة مثلما حدث في الموسم الماضي الذي غاب فيه عن 14 مباراة بواقع 5 تحت قيادة بينيتث و9 مع زيدان.
صحيح أن بيل لعب مباريات أقل في الموسم الماضي عن أول موسمين له مع ريال مدريد، إلا أنه قدم أفضل أرقامه حيث ساهم في 30 هدفا للفريق بتسجيل 19 وصناعة 11.
والآن بيل قدم في 82 مباراة مع ريال مدريد أرقاما أفضل من 146 مباراة شارك فيها في الدوري الإنجليزي.
لذلك لم يكن من الغريب أن تجده ضمن الثلاثي المرشح لجائزة أفضل لاعب في أوروبا، فهل يفعلها مع زيدان ويصل إلى الكرة الذهبية؟