أنا هاني رمزي – (1) "هل ركضت في حياتك من بوكس وزارة الداخلية بسبب كرة القدم؟"

ما هو أصعب مكان لعبت فيه كرة قدم؟ ربما تحت منزل سيدة تعالج الإزعاج بإلقاء الماء عليك ورفاقك من شرفة منزلها. ربما أمام مكتب محام خرج يصرخ في وجهك أنت وأطفال تظنون أنفسكم ميسي +10..

كتب : أحمد عز الدين

الأحد، 21 أغسطس 2016 - 14:00
ما هو أصعب مكان لعبت فيه كرة قدم؟ ربما تحت منزل سيدة تعالج الإزعاج بإلقاء الماء عليك ورفاقك من شرفة منزلها. ربما أمام مكتب محام خرج يصرخ في وجهك أنت وأطفال تظنون أنفسكم ميسي +10..

هل منكم من لعب أمام مبنى وزارة الداخلية وكان لأجل كرة القدم على استعداد للركض من "بوكس" لا يملك البال الرائق للمزاح؟ لو كانت الإجابة نعم، فأنت تسير على خطى أحد أيقونات مصر، هاني رمزي.

أنا هاني رمزي.. سلسلة يقدمها FilGoal.com تحكي مسيرة أحد أعظم محترفي الكرة المصرية في ملاعب أوروبا.

فكثير من لاعبي مصر احترفوا في أوروبا، لكن من منهم استطاع أن يظل في القارة العجوز 11 سنة يلعب بانتظام ويصل لمرتبة قائد يساعد لاعب صاعد مثل ميروسلاف كلوزه ومايكل بالاك وقتها على البزوغ؟

ليسوا كثيرون من وصل لمرتبة هاني رمزي.. هذه رحلة نجاح تستحق أن تروى، يحكيها نجم الأهلي ومنتخب مصر الأسبق لـFilGoal.com على حلقات.

هذه هي الحلقة الأولى.. وكل ما يلي يأتي على لسان هاني رمزي:

وزارة الداخلية

"لم أكن أرغب في لعب كرة القدم بشكل احترافي.. كل شيء جاء بالصدفة البحتة".

"كنت فقط أمارس حياتي كطفل مصري أصيل. يحب لعب كرة القدم في كل مكان ممكن، وكنت أسكن في عابدين".

"مكاننا المفضل للعب كرة القدم أنا ورفاقي هو أمام الجامعة الأمريكية، بجوار وزارة الداخلية. وتخيلوا كيف كانت حياتنا حين تحيد الكرة عن اتجاهها الصحيح!".

"ياما البوكس جري علينا. كنت وقتها أستعرض قدراتي العالية في الركض والتي بعدها أهلتني للعب كجناح أيمن في بداية حياتي".

"مع تلاحق المباريات والركض من البوكس، والدي شعر بالقلق. كان يخاف علي بشكل طبيعي، وقرر بعدها أن يغير حياتي".

"في يوم جاء والدي يقول لي، اشتريت لك تذكرة لخوض اختبارات كرة القدم في الأهلي. فأسرتي بالكامل تشجع الأهلي".

"لم أفكر من قبل في أن أصبح لاعب كرة قدم. لكني فكرت في الأمر بشكل بسيط، موافق على شرط واحد. أن يأتي كل أصدقائي معي الاختبارات".

"لم أكن لأترك أصدقائي. فأنا اعتدت على اللعب معهم، اتركهم فقط حين تركض خلفنا سيارات الشرطة!".

وينج يمين

"تذكرة الاختبار ثمنها 50 قرشا. دفعنا كلنا، وذهبنا الاختبارات. ومن هنا بدأت الرحلة".

"الله وفقني دون أصدقائي للنجاح في اختبارات امتدت 6 أو 7 أسابيع. يا الله، كانت لحظة لا تنسى حين طلبوا مني 6 صور ووشهادة ميلادي. وقتها علمت أن حياتي تغيرت".

"بدأ الأهلي يتحول إلى وتيرة حياتي. أنهي يومي الدراسي في مدرسة مصطفى كامل الإعدادية وأذهب من لاظوغلي إلى ميدان التحرير سيرا على الأقدام. من هناك أركب حافلة إلى الأوبرا، وأسير للنادي".

"في بداية حياتي لم أكن ألعب كمدافع أو كلاعب وسط متأخر. بل بدأت مسيرتي كجناح ناحية اليمين بسبب قامتي الفارعة".

"لكن نفس الشخص الذي منحني الفرصة في الأهلي كابتن مصطفى حسين هو من طلب مني اللعب متأخرا نوعا ما في الملعب، تأخرت حتى أصبحت ليبرو. أخر لاعب في الملعب".

"هنا ترى الملعب كله. هنا وجدت مكاني. لعبت الصدفة دورا في أن أدخل النادي، ولعبت دورا في أن أكتشف موقعي".

"كل هذا وحتى وصلت 18 عاما لم أكن أظن أني سأصبح لاعبا معروفا في كرة القدم. كانت الأمور لاتزال في البداية، حتى اليوم الذي طلبوا مني فيه مشاركة الفريق الأول في غرفة خلع الملابس".

"هنا بدأت الحكاية تختلف".