إذًا المطلوب من المدير الفني في حالة الدفاع هو إغلاق تلك المساحات سواء بين خطوطه أو بين لاعبيه، وفي حالة الهجوم استغلال تلك المساحات في صفوف الخصم، فهي الحل الأسهل في الهجوم والأصعب في الدفاع، والمدير الفني الجيد فقط هو من ينجح في هذين الأمرين.
أنطونيو كونتي الإيطالي المدير الفني لفريق تشيلسي في أول مواجهاته في الدوري الإنجليزي قدّم درسًا في إغلاق تلك المساحات في فريقه واستغلالها في الخصم في مباراة تشيلسي أمام وست هام والتي انتهت لصالح البلوز بثنائية مقابل هدف.
لاحظ تمركز ثلاثي العمق في وسط الملعب لإغلاق تلك المنطقة، مع تمركز الثنائي ويليان وهازارد في أنصاف المساحات اليمنى واليسرى.
شاهد المساحة بين أول مهاجم وأخر مدافع في الفريق لا تتعدى 18 مترًا لإغلاق المساحات تمامًا أمام الخصم مع استمرار تمركز ويليان وأزار بنفس المناطق.
وهو الأمر نفسه هُنا مع استمرار الدفاع بـ4-5-1.
حتى وصل الأمر إلى تقدم ثنائي الوسط المساند أوسكار وماتيتش للضغط خلف كوستا وارتداد الثنائي ويليان للتمركز في نفس المساحة لغلقها أمام ظهير وأجنحة الخصم.
يقولون في كرة القدم دائمًا يتم اختراق المنافس بنسبة تتجاوز 80% باستغلال المربع أمام منطقة جزاء الخصم والذي يُطلق عليه zone 14 كونتي يعرف هذا جيدًا لذلك أعطى تعليماته لماتيتش وأوسكار بالضغط على الخصم وترك كانتي لغلق تلك المنطقة.
وفي حالة ظهور أية مساحات لتقدم أي من الظهيرين للضغط يأتي دور كونتي بالتغطية في تلك المساحة.
كذلك حينما ييفقد الفريق الكرة في الحالة الهجومية يقوم لاعبوه بالضغط المرتد القوي على الخصم، والنجاح في استخلاصها يُعطيك فرصة لعمل هجوم مرتد.
أما على صعيد الهجوم فكان كونتي يستغل تلك المساحات بين قلب الدفاع والظهير الأيسر للاختراق، فكان ويليان على الخط ينطلق نحوه الظهير فينطلق أوسكار في تلك المساحة فيرتد معه لاعب الوسط الآخر فيصبح إيفانوفيتش حرًا على حدود منطقة الجزاء.
الأمر كان متكررًا نقل وجهة اللعب من اليسار لليمين، فتح ويليان الملعب بشكل عرضي، تقدم الظهير الأيسر له، ظهور المساحة، انطلاق أوسكار.