كتب : عمر ناصف
الصيف الماضي بيب جوارديولا قرر التخلي عن واحد من أساطير بايرن ميونيخ وذلك بسبب الانخفاض الواضح في اللياقة البدنية للاعب الألماني وكثرة إصاباته وهو ما لا يفضله ولا يريده جوارديولا في لاعب في فريقه.
رحيل باستيان أثار العديد من الجدل وأدخل الحزن في قلوب محبي البافاري الذي كانوا يعتبرون شفاينشتايجر أسطورتهم الحية ورؤيته يرتدي قميص فريق أخر ما كانوا يفكرون فيه.
لويس فان جال استغل ذلك وقرر ضم اللاعب الألماني إلى مانشستر يونايتد وعينه على أهمية شفايني كقائد وملهم لزملائه سواء داخل غرف الملابس أو خارجها بسبب خبراته وشخصيته القيادية.
يونايتد افتقد شخصية القائد في الملعب برحيل واعتزال بول سكولز ومن بعده ريان جيجز فقرر فان جال استغلال الأمر للتعاقد مع قائد جديد يضمن له السيطرة والقيادة وسط اللاعبين.
شفاينشتايجر خارج الملعب كان يقوم بدوره على أكمل وجه عن طريق حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي وتحديدا إنستجرام والرسائل التي استخدمها ووجها لجماهير يونايتد من خلالها والتي تتجاوز الطبيعي والمتوقع من اللاعبين نحو أنديتهم وجماهيرها.
الأمر وصل إلى ظهور صور لشفايني في صغره وهو يرتدي قميص يونايتد وتصريحات شقيقه بأنه مشجع للشياطين الحمر منذ الصغر وهم عشقه الإنجليزي الأول.
ولكن داخل الملعب شفاينشتايجر لم يكن ناجحا واللاعب كان بعيدا كل البعد وغير ملائم لقوة وسرعة الدوري الإنجليزي فظهر ضعيفا في بعض الأحيان وكان مصابا في أخرى.
18 مباراة فقط شارك فيها اللاعب الألماني طوال الموسم الماضي في الدوري الانجليزي من أصل 31 مباراة هي كل مشاركاته طوال موسم كامل في كل البطولات مع الفريق الأحمر.
سجل هدفا وصنع هدفين فقط وبقية المباريات قضاها إما على دكة البدلاء وإما في مستشفى الفريق للعلاج من الإصابات المختلفة.
صنع 8 فرص تهديفية فقط ونسبة تمرير صحيحة هي 85% بينما متوسط تمريراته الصحيحة طوال مسيرته هو 88% ليس فقط هذا المعدل انخفض ولكن أيضا معدلاته في الفوز بالالتحامات الهوائية والذي أنخفض من 1.1 متوسطه طوال مسيرته إلى 0.8 في المباراة الواحدة.
عدد تسديداته في المباراة الواحدة انخفض أيضا من 1.4 تسديدة إلى 0.7 تسديدة في المباراة الواحدة أي أنه تراجع بمعدل النصف.
حركة اللاعب أصبحت أثقل مما يعطل اللعب إن كان سريعا ويصبح وجوده في الملعب عبئا على زملائه في حال مواجهة فريقا سريعا.
ورغم أن خبرات اللاعب وإمكانياته كانت تظهر في بعض اللقطات إلا أن إجمالا شفايني لم يكن ذاك النجم الأسطوري ولاعب الوسط الإعجازي كالذي كان في بايرن ميونيخ.
قرار مورينيو في التخلي عن اللاعب يبدو صحيحا من الناحية الفنية فشفاينشتايجر لن يقدم أي شيء للمدرب البرتغالي وإن كانت طريقة التعامل معه لإجباره عن الرحيل تبدو سيئة بنقل متعلقاته إلى فريق الرديف ولكن هذا حدث سابقا مع فيكتور فالديز وهي نقطة مهينة لثنائي قدم الكثير في كرة القدم.
داخل الملعب مورينيو قرر التخلي عن شفاينشتايجر كما تخلى عنه خارج الملعب ولكن السبيشال وان لم يأخذ قراره إلا بعد أن ضمن وصول المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى الفريق.
السلطان سيقدم ما أراده فان جال من شفاينشتاجير عندما تعاقد معه الموسم الماضي القيادة لغرفة الملابس خارج الملعب ومن أفضل من إبرا يلتف حوله اللاعبين؟!
أما داخل الملعب فعلى عكس شفاينشتايجر الذي وصل إلى يونايتد وهو شبه منتهي بسبب الإصابات والتراجع البدني فإن إبرا سينضم بعد واحد من أفضل المواسم في تاريخه الكروي.
زلاتان صاحب الـ34 عاما سجل 50 هدفا في 51 مباراة مع الفريق الباريسي الموسم الماضي بجانب صناعته لـ19 آخرين لزملائه ويبدو المهاجم العجوز في أوج عطاءه رغم كبره في السن.
الإصابات بعيدة عن إبراهيموفيتش الذي مازال محتفظا بلياقته وقوته البدنية وإن كانت سرعته قد تراجعت قليلا ولكن ذلك لا يبدو مهما فهو طوال مسيرته لم يكن بالفهد السريع معوضا ذلك بحسن تمركزه ولدغاته القاتلة أمام المرمى.
إبرا لن يكون قائدا بالإسم فقط داخل الملعب وخارجه ولكنه سيكون قائدا كرويا وتهديفيا للشياطين الحمر بكل إمكانياته وقدراته التهديفية والتي سيكرسها لصالح فريقه.