كان ستانلي دائماً هدفاً مهماً للزمالك وكان المقابل المالي الكبير المطلوب في اللاعب عائقاً أمام إنجاز الأمر إلى أن وجد الزمالك نفسه في مأزق متعدد الأبعاد بإصابة محمد إبراهيم مباشرة بعد إعارة كهربا والذين تزامنا مع حالة عدم اتزان يعيشها حمودي جعلت موقفه غير واضح. هذا في ظل حاجة الزمالك أصلاً للتعاقد مع مهاجم، فكان ستانلي هو الإجابة النموذجية لكل تلك الأسئلة. اللاعب القادر على تعويض مركزي المهاجم و الجناح باسم واحد.
بادر مرتضى منصور بالاتصال بماجد سامي مباشرة لحسم الأمور وبعد سلسلة من المداولات حدث اتفاق مبدئي على الصفقة على أن يتممه وفد زملكاوي لهولندا (مقر إقامة ماجد سامي الحالي) مكوناً من أمير مرتضى منصور وخالد رفعت لهندسة تفاصيل الصفقة.
سافر الوفد واجتمع بماجد سامي الذي بدأ في تقديم عرضه كالتالي:
1- التنازل عن ستانلي بنفس المقابل المادي الذي انتهت به الصفقة بالفعل.
2- الحصول على كل من شيكابالا، إبراهيم عبد الخالق، معروف يوسف على سبيل الإعارة لمدة عام بدون مقابل.
في هذه الأثناء لم تكن أزمة كوفي تصاعدت للشكل التي هي عليه الآن فكان التنازل عن معروف على سبيل الإعارة مطروحاً للنقاش نظراً لأهمية كوفي كأحد أعمدة الفريق مع المهاجم مايوكا في ظل تعثر كل من محمد سالم وأحمد مكي في انتزاع جدارة القميص الأبيض.
ولكن..
رفض الزمالك التنازل عن معروف بلا مقابل كما رفض فكرة التنازل عن شيكابالا نهائياً سواء على سبيل الإعارة أو البيع.. المقبول الوحيد في طلبات ماجد سامي كان إبراهيم عبد الخالق مع التفاوض حول استبدال اللاعب الثاني باسم آخر.
فجأة دخل الأهلي حلبة السباق بعرض كبير بحسب معلوماتي يتمثل في التالي (ركز معايا هنا شوية):
1- تقديم نفس المقابل المالي المطلوب من وادي دجلة.
2- التنازل عن: واحد من عمرو جمال وجون أنتوي + واحد من عمرو السولية وصالح جمعة + واحد من سعد سمير و محمد نجيب مع طرح خيارات أخرى مثل كريم نيدفيد ومحمد حمدي زكي وأحمد الشيخ.
عرض الأهلي إما حصول دجلة على 3 لاعبين من كل هؤلاء (مع الأخذ في الاعتبار الا يتضمن الـ3 أسماء صالح والسولية معاً او عمرو جمال و أنتوي معاً .. إلخ) على سبيل الإعارة لمدة عام بدون مقابل أو الحصول على 2 فقط على سبيل الإعارة مع تنازل نهائي عن عقد الأسم الثالث بمليون جنيه.
مثال: كان يمكن لدجلة الحصول على جون أنتوي و عمرو السولية و سعد سمير على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد بلا مقابل أو عمرو السولية وسعد سمير على سبيل الإعارة لمدة موسم بلا مقابل مع الحصول على عقد جون أنتوي بالكامل مقابل مليون جنيه.
تردد ماجد سامي أمام العرض الأهلاوي الكبير مع رفض الزمالك النهائي في التفريط في شيكابالا أو معروف يوسف (كانت أزمة كوفي قد انفجرت بالفعل مما أدى لتأزم كبير في قائمة الزمالك الإفريقية المتأزمة اصلاً) تعقدت الأمور.
هنا كان السؤال في ظل وجود منافسة على صفقة صعبة: هل ستانلي بالأهمية الفنية الكافية لتكون صفقة انتقاله بهذه الصعوبة وتثير كل خطوة فيها كل هذة الضجة؟
لنجيب على هذا السؤال لابد من التأكيد على عدة نقاط:
1- يعاني الزمالك من نقص عددي في مركز الجناح بشكل عام ونوعي في ندرة الجناح القابل للتحرك كمهاجم خصوصاً بعد إعارة كهربا.
2- يعاني الزمالك من نقص نوعي في مركز المهاجم الصريح.
3- يعاني الزمالك من اختناق قائمته الإفريقية (نقص في مراكز كثيرة في ظل وجود 4 أماكن شاغره فقط).
4- السوق المصري (باستثناء ستانلي) غير قادر على توفير احتياجات الزمالك المذكورة أعلاه لأنه ينقسم لقسمين:
ا- لاعبون واعدون غير مختبرين في منافسات قوية.
ب- لاعبون جيدون ولكنهم شاركوا بالفعل مع أنديتهم في النسخ الحالية من بطولات إفريقيا وبالتالي انتقال أي منهم للزمالك لن يسعف قائمته القارية.
كما أن التعاقد مع أي لاعب من خارج الدوري المصري به نسبة مخاطرة كبيرة فيما يتعلق بالتأقلم مع الأجواء المصرية وهي مخاطرة لا يمتلك الزمالك رفاهية خوضها في ظل معترك دوري أبطال إفريقيا المحتدم.
5- لو لم يظفر الزمالك بخدمات ستانلي كان سيقع اللاعب في أيدي الأهلي (منافس الزمالك المباشر محلياً وإفريقياً) و كما هو معروف تدعيم منافسك ينقص من حظوظك في البطولات التاني تنافسه فيها.
بالعودة إلى الكواليس.. حين كان ماجد سامي مترددا لمن يحسم الصفقة، ظهرت مرونة الوفد الزملكاوي بهولندا في توفير بدائل وحلول متنوعة لماجد سامي ثم تدخل مرتضى منصور شخصياً.
بعد تدخل منصور خرج الأهلي من السباق ليبقى الجدال فقط حول من الأسم الثاني الذي سنضم لدجلة مع إبراهيم عبد الخالق مع إصرار وادي دجلة أن يكون هذا الأسم هو شيكابالا.
استمر رفض الزمالك لرحيل شيكابالا فرضخ وادي دجلة للأمر وقرر البحث في أسماء جديدة منها يوسف أوباما وصلاح ريكو فرفض الزمالك التفريط في الثنائي ايضاً وهذا سبب معاناة الصفقة في يومها الأخير
بعد سلسلة من المداولات انتهى الأمر باختيار يوسف أوباما للإعارة لدجلة ولكن مقابل 2 مليون جنيه وليس مجاناً.
وبالنظر إلى جميع ما سبق ستجد أن الإجابة: نعم تستحق صفقة ستانلي كل هذه الضجة. يبقى فقط أن ينسجم اللاعب مع الفريق و الذي سيحتاج من الجماهير شيئين:
1- تفهم صعوبة البدايات.
2- وضع سياج عقلاني حول الطموحات الجامحة المصاحبة لكل صفقة قوية. تلك الطموحات المبالغ فيها التي تهدم أي مشروع قبل بدايته.