كتب : هشام إسماعيل
سام ألارديس يعرفه كل متابع للدوري الإنجليزي، ليس لأنه بطلا للدوري من قبل فهو لم يحقق أي بطولة كبيرة من قبل لا دوري ولا كأس.
لكن ألارديس منذ أن ظهر في الدوري الإنجليزي الممتاز مع بولتون في عصر قوي بملعب ريبوك الذي كان الأبيض صعب المنال هناك ثم استمر مدربا مزعجا للكبار تحديدا مع بلاكبيرن ووست هام وأخيرا سندرلاند.
الحلم
عام 2006 بعد رحيل السويدي زفين جوران أريكسون المدير الفني الأسبق لمنتخب إنجلترا، لم يكن يحلم ألارديس سوى بمنصب المدير الفني للأسود الثلاثة قبل أن يفضل الاتحاد الإنجليزي في النهاية ستيف مكلارين عليه.
"كان يجب أن أحصل أنا عليها".. هكذا قال ألارديس بعد أن خسر المعركة في 2006 ليظل الحلم يراوده منذ هذا الحين.
ألارديس رحلته مع التدريب لم تكن سهلة رغم أن بدايتها كانت رائعة في موسمه الأخير كلاعب والذي عمل فيه أيضا كمدرب في نفس الوقت مع ليمريك الأيرلندي وقاده للصعود للدوري الممتاز بعد أن فاز بدوري الدرجة الثانية لينتقل بعدها مع بريستون كمدرب مؤقت ثم مدربا لفريق الشباب.
اضطر أن يعمل مدربا لفريق الشباب من أجل الحفاظ على منزله الذي تعيش فيه زوجتها وولديه كريج ورايتشل، ثم الأزمات المالية بسبب الإفلاس الذي ضرب الحانة التي يمتلكها واضطر لبيعها.
في نفس الوقت اكتشف بيج سام أنه يعاني من مرض "عسر القراءة" فهو لا يجيد القراء والهجاء بسبب اضطراب ذهني وليس بسبب صعوبة النظر، لكنه استطاع أن يتغلب على هذه الظروف الصعبة في النهاية بتدريب بلاكبول ثم نوتس كاونتي الذي عاد من خلاله لفريق الطفولة بولتون وعرفنا من خلاله سام ألارديس.
مدرب القرن الـ19
لو كنت متابعا للدوري الإنجليزي ستعرف أن ألارديس كثيرا ما يتم اتهامه بلعب كرة قدم قديمة، كرات طويلة مع لاعبين فارعين الطول يربحون كل كرة هوائية مشتركة، تكتل دفاعي أمام الفرق الكبيرة التي تضطر تعتمد على العرضيات التي يجيدها هؤلاء العمالقة.
اتهامات نفاها ألارديس، الذي أكد أنه لا يلعب كرة القدم هذه ولا يتعمد إن حدثت فهو يعتمد على الأساليب الحديثة في الإحصائيات والتكنولوجيا الجديدة.
لكن منذ عامين تحديدا كان يواجه تشيلسي بقيادة مورينيو فريق وست هام بقيادة ألارديس على ملعب ستامفورد بريدج في مباراة سدد فيها تشيلسي 38 مرة مقابل واحدة فقط للهامرز، الاستحواذ تخطى 70% لتشيلسي.
مورينيو أغضبه ما فعله وست هام ليخرج واصفا الكرة التي لعبوها بأنها من القرن الـ19 وأنهم لا يستحقوا اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
رد ألارديس كان مقتضبا وقال "لكن هل فازوا؟ لا لم يستطعوا لأننا تغلبنا تكتيكيا.. رؤية مورينيو يقفز غضبا في المنطقة الفنية كان أمرا رائعا".
ألارديس دائما لا يرى نفسه هذا الرجل الذي يلعب كرة مملة، أحيانا يلوم المظاهر على هذا الاعتقاد.
قبل أعوام قال ألارديس "أرسين يعطيك الإيحاء أنه شخص فرنسي مثقف ومن خلفية رفيعة، فيما أبدو أنا مدافعا إنجليزيا خشنا تتسم لغته بلكنة غريبة".
وأضاف "ولكن هل يجعل ذلك فينجر متقدما عني في علوم التدريب؟ بالطبع لا".
وأوضح "هل يعتمد على التحليل البدني للاعبيه أثناء المباريات؟ هل يدرس علم النفس الرياضي يوميا؟ هل يستخدم العلوم الرياضية بالقدر الذي أستخدمه؟ أشك في ذلك".
هل سنشاهد منتخبا إنجليزيا قويا مع هذا الرجل ليفاجيء الجميع في كأس العالم المقبل أو على الأقل في يورو 2020؟ أم سيكون مجرد صفحة جديدة في كتاب الفشل الذي طال مدربي الأسود الثلاثة في العقود الأخيرة.