كتب : خالد طه
ونعرض في السطور التالية أكثر 6 خرافات وأساطير رائجة بين المشاهدين حول رياضة المصارعة الحرة، كي نتمكن من إلقاء الضوء على أغرب الشائعات التي تطالها من خلف الستار:
الأسطورة الأولى: المصارعة "مزيفة"
هذا يتوقف على ما تعنيه بأن المصارعة "مزيفة"، فالذي لا مجال للتشكيك فيه أن المصارعين يفقدون أسنانهم، وتتحظم عظامهم في سبيل أن يقدموا أداء جيد للمعجبين، وهذا يتوقف في النهاية على براعة المصارع في إيهام المشاهد بأن المصارعة حقيقية من دون أن يؤذي خصمه.
وفي المقابل نود أن نؤكد أن نتائج المباريات تكون معروفة سلفا، ومكتوبة في صورة سيناريوهات من قبل الكتّاب والمراهنين.
الأسطورة الثانية: دماء المصارعين مزيفة
تقول الأسطورة أن دماء المصارعين أثناء نزالاتهم تكون عن عمد، وليس عن إصابة حقيقية لإضفاء المزيد من الإثارة، وذلك باستخدامهم لشفرات حديدية صغيرة تكون مخبأة في أصابعهم أو في رسغهم، مثلما شاهدنا في فيلم The Wrestler أو "المصارع" من بطولة ميكي رورك في سنة 2008، وأحيانا تكون تلك الشفرات في حوزة حكام المباريات كي يمرروها إلى المصارعين في الوقت المناسب.
وإذا شاهدت مصارع وهو يتلقى ضربة على رأسه بكرسي من حديد، فإنك ستراه يحجب الضربة بيده في الثانية الأخيرة، وغالبا ما ستراه من بعدها وهو يتلوى من الألم على أرض الحلبة، وذراعاته حول رأسه، لتعلم في الحال أنه يستعد لجرح نفسه بشفرات حديدية.
ودائما ما يكون نزيف المصارعين من جبهة الرأس، لأنها المكان الأكثر نزيفا عن أجزاء الجسم الأخرى، مثل الظهر والأطراف والجذع.
الأسطورة الثالثة: المصارعين يرفعون خصومهم بأنفسهم
دائما ما نتعجب عندما نشاهد مصارع يزن 300 رطلا وهو مرفوع في الهواء بكل سهولة من جانب خصمه الأقل منه في الوزن، وهذا لسبب بسيط للغاية، وهو أنه يساعده على رفعه، وليس بسبب امتلاكه لقوة مذهلة.
ولنؤكد صحة حديثنا، فإنك ستلاحظ أنه قبل أن يتم رفع المصارع مباشرة فإنه يضع يده على خصمه من أجل تخفيف بعض الوزن اللازم لرفعه، كذلك يقوم بعض المصارعين بالقفز بصورة خفيفة في حالة ضربات "السوبلكس" الألمانية.
وهنا نود أن نؤكد على أمر مهم: رفع المصارعين خطير، وقد يؤدي لأذى بسهولة إذا لم يتم تنفيذه بصورة صحيحة، كما أننا نود الإشارة أن بعض المصارعين يتعرضون لإصابات مزمنة في الركبة والعمود الفقري، بسبب رفعهم لزملائهم لمرات عديدة لسنوات طويلة.
الأسطورة الرابعة: الحكام متواجدين لفرض القوانين
إذا كنت تعتقد أن الحكام متواجدين فقط من أجل فرض القوانين على المباريات فأنت حتما مخطئ؛ فهم يشتركون أحيانا في حبك السيناريوهات المعدة مسبقا، مثلهم مثل المصارعين تماما، كما أنهم يلعبون دورا في إعلام المصارعين عن الوقت المتبقي من المباراة، وعن الوقت المناسب لإنهائهم لها بصورة مناسبة ومشوقة، أيضا لإخبارهم عن أي تغييرات طارئة على المباراة بالهمس لهم في أذنهم.
الأسطورة الخامسة: المصارعين يضربون خصومهم بصورة جدية
المصارعين لا يضربون خصومهم بصورة حقيقية كما تعتقد، وذلك بسحبهم للكماتهم وركلاتهم في الثانية الأخيرة، بينما يوهم المتلقي للضربة المشاهد أنه تعرّض لها بالفعل، وهي الخدعة التي يلجأ إليها رجال المجازفات "الدوبلير" في الأفلام.
وإذا أردت دليلا على ما نقوله، فتابع ركلة النجم شون مايكلز الشهيرة في الوجه، التي ستلاحظ أن من يتلقاها يرفع يديه على وجهه قبل أن ينالها في الثانية الأخيرة.
الأسطورة السادسة: المصارعين يحتفلون كنجوم الروك
للأسف الشديد، فإن الشهرة الطاغية التي طالت نجوم المصارعة في الثمانينيات والتسعينيات، فضلا عن مشاركتهم في جولات على مدار 300 يوما دفعتهم للجنون وفقدان صوابهم.
ونحن نتحدث هنا عن لجوء هؤلاء المصارعين لإقامة حفلات جامحة، وتناول مخدرات ومعاقرة الكحوليات، كما لا ننسى تعرض أجساد هوؤء المصارعين لضغط شديد، يدفعهم لتناول مسكنات بجرعات مفرطة.
ويضم تاريخ WWE نجوم مصارعة عانوا من تعاطي المخدرات، أمثال شون مايكلز، ولكس لوجر، وجايك "ذا سنايك" روبرتس، وسكوت هول، بينما توفي البعض منهم وهم في سن صغير نتيجة أزمة قلبية، مثل إيدي جيريو وذا بريتيش بولدوج، وذلك بسبب ممارستهم لعادات سيئة ولأسلويهم الخاطئ في الحياة.
ومن حسن الحظ، فإن المصارعين في WWE حاليا أصبحوا يتجنبون كل أشكال الاحتقالات الخارجة عن القانون والمنافية للصحة العامة، كما أن الشركة توفر حاليا برامج علاج ورعاية لمصارعين سابقين يعانون من مشاكل من الإدمان.