تقرير #في_اليورو - منتخب الأسود الوديعة.. بطل من ورق
الأربعاء، 29 يونيو 2016 - 13:56
كتب : إسلام مجدي
يعرف من يشجع منتخب إنجلترا في قرارة نفسه أنه لن يحصل على شيء على الإطلاق، دائما يكون منتخب الأسود الثلاثة مرشحا للفوز بالألقاب لكنه يودع البطولة في مرحلة ما بطريقة مخيبة للآمال كليا.
حدث ذلك في كأس العالم 2014، ثم حدث مرة أخرى في يورو 2016 وتوديعه للبطولة على يد أيسلندا بالخسارة بنتيجة 2-1 في دور الـ16، فلماذا وكيف يسقط دائما؟
على صعيد المنافسات والترشحيات
كأس العالم
منتخب إنجلترا في بطولة كأس العالم لم تتخطى مشاركاتها الدور نصف النهائي لأول مرة سوى في 1966 حينما
توج بطلا للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه.
ثم عاد لتوديع البطولة من الدور ربع النهائي، حتى كأس العالم 1990 حينما حصل على المركز الرابع، وعاد مجددا لتوديع البطولة من دور الـ16 تارة ومن ربع النهائي تارة ولكنه في 2014 ودع من دور المجموعات.
في بطولة اليورو وصل المنتخب الإنجليزي لنصف النهائي مرتين، المرة الأولى في 1968 وحصل على المركز السادس والمرة الثانية في عام 1996 واحتل المركز الثالث، ما بين تلك المرة وما بعد الأخيرة، كان يودع اليورو من دور المجموعات أو ربع النهائي، وفي 2016 ودعه من دور الـ16.
إذ المرشح الذي لم يفز سوى في 6 مباريات في الأدوار الإقصائية منذ 1966 وهم باراجواي في 1986 وبلجيكا في 1990 والكاميرون في 1990 وإسبانيا في 1996 والدانمارك في 2002 والإكوادور في 2006، يودع في كل مرة فلماذا يتم ترشيحه ولماذا يودع البطولة؟
"نحن في الأدوار الإقصائية حيث نرغب أن نكون". روي هودجسون مدرب منتخب إنجلترا السابق.
نظرا لقوة الدوري الإنجليزي، والأسماء التي من المفترض أن تقود المنتخب في غمار المسابقات القارية، فيتم ترشيح منتخب الأسود الثلاثة على الأقل لبلوغ الدور نصف النهائي وهو أمر لم يفعلوه منذ وقت طويل.
"منتخب إنجلترا لم يفعل شيئا بعد ويمجد في نفسه". جاريث بيل نجم منتخب ويلز وريال مدريد.
لماذا أصبح منتخب إنجلترا بطلا من ورق؟
أولا – الدوري الإنجليزي
لا شك أنه من ضمن الدوريات الأقوى في العالم، وربما يأتي على القمة لما به من تنافس، لكن بنظرة قريبة عن كثب ورؤية أعمق، النجوم الإنجليز الشباب مثل جاك ويلشير ورحيم سترلينج لم يلمعوا في سماء منتخب بلادهم، أيضا اللاعبين الإنجليزي قلائل في الأندية الكبرى، والنجوم أصحاب الأهداف والتأثير الأكبر من جنسيات أخرى، كان هناك كريستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد، وحاليا أليكسيس سانشيز مع أرسنال، ورياض محرز مع ليستر سيتي، وفيليب كوتينيو في ليفربول، هؤلاء ليسوا لاعبين إنجليز.
ثانيا- قلة الإنجليز
لماذا يعد اللاعب الإنجليزي هو الخيار الأخير لأي فريق في الدوري؟ قاعدة كان قد وضعها جريج دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وضع قاعدة بأن يضم الفريق على الأقل 8 لاعبين إنجليز، وذلك لكي يفوز منتخب الأسود الثلاثة ببطولة كأس العالم 2022 حسب تصريحاته في ذلك الوقت.
لذا نرى سعر بعض اللاعبين مرتفع للغاية على الرغم من قلة جودته، أقرب مثال هو رحيم سترلينج الذي انتقل لمانشستر سيتي بمبلغ 50 مليون جنيه إسترليني وشارك في 31 مباراة بالدوري سجل 6 أهداف وصنع هدفين.
ثالثا – التكتيك الإنجليزي وتأثره بالصحافة
"سفين جوران إريسكون أراد أن يتأكد أن نلعب سويا أنا وسكولز ولامبارد، لكنها كانت غلطة، كان عليه أن يغضبك أحدنا أو اثنان منا ويستبعده من أجل المنتخب". ستيفن جيرارد ينصح روي هودجسون.
هناك مشكلة كبيرة تطارد منتخب إنجلترا دوما، أولا المدرب ضعيف الشخصية الذي ينبهر بالأسماء وينصاع لأوامر الصحافة فيقرر أن يدفع بكافة من لديه، وثانيا التضخيم.
ستيفن جيرارد كان قد حذر روي هودجسون من اختياراته التكتيكية، وطالبه بأن يكون أجرأ وأكثر تخيلا ويفكر بطريقة هجومية وليس بطريقة إنجليزية.
الأسماء الموجودة حاليا مع منتخب إنجلترا احتاجت لطريقة 4-1-2-1-2 أو طريقة 4-3-3 أو أي طريقة تستوعب الأسماء وتتسق مع متغيرات البطولة التي يشارك بها المنتخب، وحتى إن كنت تصطحب أفضل الأسماء لديك في الدوري، فأنت بحاجة لوضع خطة قوية لاحتوائهم جميعا.
نار الإسكندر تحرق إنجلترا.. "أين أخطأنا يا هودجسون؟"
نار الإسكندر تحرق إنجلترا.. "أين أخطأنا يا هودجسون؟"
رابعا – الإعلام الإنجليزي
يشكل دوما ورقة الضغط الأسوأ على منتخب بلاده، ويخلق مزيدا من التوتر للاعبين والمدرب، ودائما يسير عكس الاتجاه، على سبيل المثال لا الحصر المطالبة بضم ماركوس راشفورد جاءت على حساب ضم داني درينكووتر، الأول أخذ مقعد الأخير على الرغم من أن لاعب ليستر سيتي كان سيقدم الإضافة المثالية لخط وسط المنتخب، أما جاك ويلشير فعددت بعض الصحف مزايا استدعاؤه مما جعل هودجسون ينصاع في النهاية ويضمه.
خامسا – اختيار المدرب الخاطيء وعدم توافر بدائل
هناك أسماء تولت تدريب منتخب إنجلترا على مر التاريخ منهم ستيف ماكلارين، وكان متواضعا للغاية، إنجلترا لم تجلب بعد مدربا قويا قادرا على قيادة المنتخب وربما حالة العجز الفني تلك ستسبب الحيرة الشديدة في اختيار المدرب القادم، خصوصا وأن الأسماء المرشحة ليست قوية بما يكفي.
سادسا – حالة الغرور غير المبررة
قد يصاب بالغرور كل من يصل لشيء ما كبير، لكن دوما يفتخر منتخب إنجلترا بأنه حقق شيئا ما حتى وإن كان قد تأهل من دور المجموعات فقط.
بعد التعادل مع سلوفاكيا سلبيا بدور المجموعات من يورو 2016، كانت تلك هي تصريحات روي هودجسون:
"لم ننته بعد، لا يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك، كان لدينا العديد من الفرص لكننا لم نسجل، لا يمكنني أن ألوم على اللاعبين ومجهودهم".
"الوضع محرج قليلا، كنا نهاجم ضد خط دفاعهم، لم أتخيل أن أرى إنجلترا تهيمن على المباريات الثلاثة مثلما حدث لنا هنا".
"عاجلا أم آجلا سنحصل على مكافأتنا لطريقة لعبنا".
كانت تلك الكلمات بعد مباراة سلوفاكيا التي كانت أخر مباراة في دور المجموعات، بعد تلك المباراة واجه أيسلندا ولم تتم مكافأته على طريقة لعبه، لم يعترف بأن هناك خطأ ما في طريقة اللعب والتكتيكات وتلك كانت مشكلة أكبر.
في بعض الأحيان يحتاج المنتخب لأن يكون جيدا فقط ويجيد استعمال الفرص من أجل الفوز والتأهل، العظمة تأتي من الإنجازات، منتخب إنجلترا في تلك المباراة سدد 30 مرة على المرمى لكنه لم يسجل.