كتيبة المدرب كونتي قدمت مباراة مميزة وقامت بقتل كل نقاط القوة في المنتخب الإسباني طوال دقائق المباراة الـ 90 وجعل المدرب ديل بوسكي حائرا في طريقة لاختراق دفاعات الأتزوري.
"أين نقطة ضعف هؤلاء؟!" سؤال طرحه المشجعين قبل ديل بوسكي حول كيفية الوصول إلى مرمى الحارس جانلويجي بوفون حتى الهفوات الدفاعية التي استغلها الإسبان لم تنجح مساعيهم لهز الشباك فهناك العنكبوت بوفون في المرمى واختراقه أصعب وأصعب.
الجميع انتظر من إيطاليا الدفاع وركن الحافلة أمام المرمى منذ الدقيقة الأولى تجنبا لرباعية أخرى كالتي نالتها في نهائي النسخة الماضية من البطولة ومع سمعة المدرب كونتي وحبه للكرة الدفاعية.
لكن الأتزوري وكونتي أبهرا الجميع فمنذ الدقيقة الأولى المنتخب الإيطالي الأخطر والأكثر فاعلية والاعتماد ليس على الدفاع ولكن الضغط العالي مبكرا على خط وسط ودفاعات إسبانيا.
خط وسط إيطاليا أفضل في الهواء من لاعبي وسط أسبانيا الحل كان بسيطا لكونتي بالضغط على كل لاعبي إسبانيا في الخلف خلال ضربات المرمى وتواجد الكرة مع دي خيا والذي مجبرا كان يرسلها عالية إلى الأمام حيث يسيطر الإيطاليين على الجو.
ذاك حرم إسبانيا من إحدى مميزاتها اللعب على الأرض والتمريرات القصيرة فكان إجبارهم على التمريرات الطولية والعرضية فغابت نصف قوة الإسبان.
لاعبو إيطاليا لم يتركوا أي فرصة للاعبي المنتخب الإسباني في التمرير المريح أو إرسال العرضيات أو حتى "تطويح الكرة" إلى الأمام ففي كل مكان تواجد ضغط الطليان فردي أو مزدوج.
نقطة الضعف الوحيدة كانت من عند فلورينزي الذي فشل في بعض اللقطات في الضغط بقوة على لاعبي المنتخب الإسباني ومن هنا كانت الخطورة الإسبانية التي كانت تقابلها صلابة ورد فعل بوفون المميز.
هجوميا إيطاليا كانت كدفاعها تضغط بكل قوة وفي معظم هجمات الأتزوري كان يظهر 4-5 لاعبين في الحالة الهجومية وهو ما لم ينتظره الكثيرين ولم يتوقعه أحد من منتخب يدربه كونتي بشهرته الدفاعية.
الهدف الأول جاء بسبب تحرك الثنائي جياكاريني وكيليني نحو المرمى بعد تسديد الركلة الحرة وهو ما لم يتوقعه أحد من مدافعي إسبانيا الذين وقفوا متعجبين لما يرونه.
الهدف الثاني في الثواني الأخيرة جاء من هجمة مرتدة لينقض لاعبي الأتزوري إلى الأمام، خمسة أزرق في نصف ملعب إسبانيا في الدقائق الأخيرة من أجل إحراز الهدف الثاني بدلا من رد الفعل المنتظر في تلك الحالة تضيع الوقت بها بين أقدام اللاعبين.
إيطاليا كانت تعرف مشكلة إسبانيا الدفاعية منذ بداية البطولة "التحليق" على حامل الكرة وعدم الضغط عليه فكان الهجوم بأكثر من لاعب وتضييق المساحات بينهم حتى لا يعطي الفرصة لمدافعي الخصم في التدخل لقطع التمريرات إن طالت.
"الجرينتا" الإيطالية لم تقم برسم الملعب كما فعل كونتي والشغف لم يحرك دارميان إلى الأمام في الهدف الثاني.
تكتيك وفنيات كونتي الذي درس الخصم جيدا مع التزام اللاعبين بطريقة اللعب وأوامر المدرب فكان الانتصار والتأهل.
قل فازت إيطاليا وكونتي ولا تقل انتصرت الجرينتا والشغف.