وحصد الأهلي لقبه رقم 38 في الدوري المصري، وفي المقابل فشل الزمالك في الحفاظ على لقبه وأيضا لذلك أسباب عديدة.
للإجابة على سؤال.. لماذا فاز الأهلي بالدوري، أو لماذا خسر الزمالك اللقب.. عد بالذاكرة لما قبل انطلاق الموسم الجاري.
لنلعب لعبة، نضع عوامل النجاح لأي فريق.. ونقارنها بين الزمالك والأهلي وأنت بنفسك ستحدد الأسباب:
- الصفقات
قبل بداية أي موسم.. يبحث كل فريق على تدعيم صفوفه والمراكز التي تبين وجود عجز بها في العام السابق.
كان الأهلي قد أبرم تعاقدات ضعيفة في الموسم الماضي، مقابل خيرة شباب الدوري المصري الذين انضموا للزمالك وحصدوا الثنائية.
فتداركت إدارته الأمر، وبدأت بالاستعانة بعناصر لها خبرة ووعي ورؤية في الأسماء المطلوب التعاقد معها.
فجاء ماليك إيفونا، جون أنطوي، أحمد حجازي، رامي ربيعة والرباعي تحديدا ساهم في تتويج فريقه.
وفي المقابل اكتفى الزمالك بمحمود كهربا الوحيد الذي تستطيع أن تقول إنه مؤثر مع فريقه كونه هداف الأبيض حتى الآن. فيما تأخر وصول محمد إبراهيم.. أحمد حمودي لم يبرز بقوة، عادل جمعة مؤخرا.. إيمانويل مايوكا حضر في يناير.
الآن دورك.. من خلال العرض السابق، من يتفوق في بند الصفقات؟
- الاستقرار الفني
كان الزمالك هو البطل في الموسم الماضي ومطلع الجاري، يقوده مدربه المخضرم جوزفالدو فيريرا الذي أنهى الدوري العام الماضي وفاز على الأهلي في نهائي الكأس محققا العديد من الأرقام القياسية.
الزمالك أكثر استقرارا من الأهلي الذي نظريا تفوق في رأيي في بند الصفقات فباتت قائمته أفضل من نظيره.
فالأهلي استعان بجوزيه بيسيرو الذي سيتعرف على الفريق والدوري المصري لأول مرة، بينما فيريرا أكثر خبرة وعلم خباياه.
تفوق بالفعل الزمالك في بداية الموسم.. وفجأة رحيل فيريرا بسبب خلافات مع مرتضى منصور.
هنا تساوت كفة الفريقين في هذا البند.. أصبح الزمالك مطالبا باستقدام مدرب جديد يتعرف على اللاعبين من جديد دون فترة إعداد كالتي حظى بها فيريرا أثناء توقف المسابقة عقب مذبحة الدفاع الجوي.
استبدل الزمالك ستة مدربين، والأهلي ثلاثة.. هنا ستسأل، "طيب ما الأهلي محصلش عنده استقرار فني يا نجم؟"
نعود لدورك في اللعبة، اختر قبل أن تقرأ الإجابة
بعد أن اخترت رأيك، أجيب عليك..
كما ذكرنا في بند الصفقات، فإن الأهلي قد تفوق على الزمالك كقائمة.. وهنا خسر الفارس الأبيض بند الاستقرار الفني في رأيي.
هذا إثبات على أن القاعدة تقول مدرب يقود فترة الإعداد ثم يخطط لفريقه ويحفظ لاعبيه، أما الاستثناء فهو ما فعله الزمالك الموسم الماضي بتغيير كل هؤلاء المدربين وأراد تكراره الموسم الحالي.
- الاستقرار الإداري
لا يعني الاستقرار الإداري هو تغيير مجالس الإدارات.. فكل من مرتضى منصور ومحمود طاهر تولى المسؤولية في التوقيت ذاته، وبات الثنائي في مقعده إلى يومنا هذا.
الاستقرار الإداري المقصود هو ما يؤثر على فريق الكرة.. فانظر كم مديرا للكرة تم تعيينه في الأهلي والزمالك؟
في الزمالك، بدأ الموسم إسماعيل يوسف كمدير للكرة، واستمر مع ماركوس باكيتا ثم تم توظيفه كرئيس للقطاع الكرة أو شيء من هذا القبيل في وجود حازم إمام وميدو، ثم عاد مرة أخرى بمسمى مدير الكرة، ثم رئيس للجهاز مع محمد حلمي وظهر جمال عبد الحميد كمدير للكرة.
وجود إسماعيل يوسف كان عامل مشترك في الجهاز الإداري لنادي الزمالك. ربما منح ذلك بعض الاستقرار الإداري بعدم وجود أزمات كبرى في الفريق.
على صعيد الأهلي، فقد تم تعيين علاء عبد الصادق بعد رحيل وائل جمعة كمشرف عام على الكرة.. اندلعت أزمات عديدة في وجوده حتى رحل.
جاء سيد عبد الحفيظ في جهاز مارتن يول. واستقرت الأمور.
دورك الآن..
أعتقد أن الزمالك كان أقرب للتفوق على الأهلي لولا التغييرات والمسميات الكثيرة، لكن يبقى دور إسماعيل يوسف في جهاز الزمالك لقدرته على احتواء اللاعبين واحتواء رئيسه هاما جدا.
وفي المقابل، وجود سيد عبد الحفيظ أكثر اتزانا من سابقيه في هذا المنصب لخبرته السابقة به يمنح الأهلي استقرارا إداريا.
- استقرار مالي
لم تندلع أزمات الزمالك المالية إلا مع نهاية الموسم.. لكنها أثرت على قوته الشرائية للصفقات الثقيلة.
ورئيس الزمالك أكد أنه مع آخر مباراة للفريق في الدوري سيقوم بصرف النسب المتبقية من الموسم الماضي ومقدمات عقود الموسم الجديد.
أما الأهلي، فلم تخرج أي أزمة معلنة، بل وأبرم العديد من عقود الرعاية التي تمنحه استقرارا ماليا ممتازا لفترات طويلة.
الإجابة واضحة..
- الدوافع
دوافع لاعبي الأهلي والزمالك مختلفة لكنها متساوية في الحماس.. فالأبيض يريد الحفاظ على لقبه ورغبة في إثبات أن الموسم الماضي ليس طفرة ستختفي.
بينما الأهلي يطمع كبريائه في استعادة اللقب الذي غاب عنه لغريمه التقليدي الموسم الماضي.
طموح لاعبي الزمالك ساهم في اشتعال المسابقة رغم أنه خسر 90 % تقريبا من عوامل التتويج لصالح الأهلي.
وكما قال الإمبراطور حازم إمام: "أتمنى أن يستمر لاعبو الزمالك على ما أنهوا به هذا الموسم في الموسم المقبل" وأزيد عليها، حتى تشتعل المنافسة.
بينما صراع لاعبي الأهلي وحفاظهم على عدم الابتعاد عن منصات التتويج المحلية أكثر من عام ونجحوا في ذلك، يجعلك في حيرة.. من يتفوق على من؟
لن تلعب هذه المرة..
-------
هنيئا لجمهور الأهلي لقبه الـ38 في الدوري.. وهنيئا للزمالك روح لاعبيه حتى الرمق الأخير.
القمة ستكون نارية.. ويارب نوصل كاس العالم :)