كتب : أحمد عفيفي | الجمعة، 17 يونيو 2016 - 17:30

بلوج عفيفي – إلى من تنتمي جماهير الكرة؟

بعد عودة الزمالك من العدم لسباق الفوز بدرع الدوري العام وبينما تدق إفريقيا الطبول في موعدها السنوي إيذاناً ببداية دوري المجموعات لدوري الأبطال اختار بعض لاعبي الزمالك هذا التوقيت بالذات للتخلف عن بعثة الفريق المتوجهة لنيجيريا لمواجهة إنيمبا غضباً من تأخير بعض المستحقات المالية لتنقسم الجماهير بين مؤيد ومعارض لموقف اللاعبين.

ولتحليل الصورة علينا العودة بضع خطوات للخلف لنسأل سؤالاً عاماً غير مرتبط بالزمالك بالذات:

- إلى من تنتمي أصلا جماهير الكرة؟ للنادي أم للاعب؟

أعتقد أن معظم الجماهير ترتبط بالنادي أولاً.. تحبه تتابعه فترتبط بكل ما يرتبط به وكنتيجة طبيعية يحدث الارتباط باللاعب والذي يترسخ مع الوقت في قلوب الجماهير ويأخذ شكلا استثنائيا للاعب الأكثر إبداعاً أو الأكثر إخلاصاً أو الأكثر عطاءً... إلخ. فلكل مشجع معاييره الخاصة التي تحكم مدى ارتباطه بكل لاعب.

- لكن ماذا لو لم يكن هذا اللاعب المميز المخلص المعطاء لاعباً بالنادي الذي تنتمي له تلك الجماهير؟

لن تتابعه تلك الجماهير. لن تتكون شعبيته لدى تلك الجماهير. لن يكون اللاعب أصلا على خريطة اهتمامات تلك الجماهير.

إذن تبدأ الرحلة بحب النادي ثم حب من يرتبط بالنادي.

عودة للزمالك

مباراة الزمالك عند جماهيره هي الحياة في 90 دقيقة.. كل ما يحدث دونها في كوكب الأرض أمر جانبي هامشي يمكن تأجيله.

نيزك ضرب كوكب الأرض وقت مباراة الزمالك؟ حسناً سوف نرى هذا الأمر بعد انتهاء المباراة.. بالتالي تخلف أي لاعب عن هذا الموعد المقدس بإرادته هو تخلف عن أهم ما يربط الجماهير بالنادي.. ولكن...

- أليس هذا اللاعب بشراً؟ أليست له احتياجات والتزامات وكل ما ينتهي بـ "ات"؟

بالتأكيد.. لكن ليغيب عن مباراة فريقه (الموعد المقدس) لابد أن تكون أعذاره قهرية.. أعذار يستحيل معها التواجد في أهم المواعيد.. موعد المباراة.

- هل تدخل تأخر المستحقات المالية (لفترة قصيرة) ضمن تلك الأعذار القهرية؟

دعنا نفكك المصطلح أولا.. هو (تأخير مستحقات) وليس (خصم مستحقات).. هي مسألة وقت إذن.

- هل تأخير المستحقات هنا هي مشكلة لاعب بعينه أم مشكلة كل اللاعبين؟ هل هي مشكلة حصرية على ناد معين أم تعاني منها معظم الأندية؟ ألا يستحق النادي الذي كان سبباً في كل ما حققه اللاعب من جماهيرية بعض الانتظار؟ ألا تستحق الجماهير التي تحبه وتسانده وتدافع عنه بعض الانتظار؟ ألا يستحق موقف النادي الحرج في بطولة كبيرة تنتهي وبطولة أكبر تبدأ بعض الانتظار؟

مرتضى منصور

في سياق متصل يدرك البعض الخلاف بين قطاع عريض من جماهير نادي الزمالك ورئيس مجلس إدارته مرتضى منصور.

ولأن جماهير الكرة عاطفية بالأساس ففي كثير من الأوقات يُلغي العقل وتُترك للعاطفة وحدها مقاليد الأمور بالتالي من أحبه هو ملاك لم يخطيء في أي موقف، ومن أكرهه هو شيطان لا يصيب أي موقف.. وكثيراً ما تتوه في تلك العاصفة مصلحة النادي نفسه.

كن خصماً لمرتضى منصور وأي كان موقفك من الصواب والخطأ ستضمن مساندة قطاع عريض من الجماهير.. نقطة يعرفها البعض ويراهن عليها لتسويق مواقفه جماهيرياً.. مرتضى منصور يكرهني إذن فلتحبوني.

- هل يخوض مرتضى منصور معارك شخصية؟

طبعاً.

- هل (كل) معارك مرتضى منصور شخصية؟

لا.

يعتقد البعض - وأنا منهم - أنه من الطبيعي أن تجاهل جماهير الزمالك معارك مرتضى منصور الشخصية فهي لا تخصها في شيء وتسانده إن كانت معركته معركة الزمالك، فالزمالك يخصها في كل شيء.. لكن عندما تتحكم العواطف ينتهي تأثير العقل يختفي المنطق ولا يظهر بالصورة غير ملائكة وشياطين.

في النهاية و أي كان اتجاه البوصلة التي تحكم تفكير الجماهير فموقفها من الأزمة الحالية سيكون سبباً إما في أن يعتمد لاعبون أخرون الوسيلة نفسها للضغط على النادي أو جرس إنذار قوي لكل من تسول له نفسه مساومة الزمالك.

إن كنت متردداً غير قادر على تكوين رأي مطمئن يمثلك في هذه القضية فعليك أن تبدأ التفكير بنفس السؤال: إلى من تنتمي جماهير الكرة؟

اضغط هنا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات
مقالات حرة