لا شك أن الأهلي منذ بداية الموسم قبل قدوم مارتن يول يُعاني من أزمة في ظهيري الجنب خاصة في إرسال الكرات العرضية، الفريق يقوم بكل شئ مثالي تحركات مُركبة وتمريرات سريعة وخلق مساحات على الأطراف للظهير ليصل لمناطق الخطورة دون رقابة ويرسل العرضية بكل أريحية ولكنه دائما لا يتقنها، والحل لن يكن في التدريبات فبالتأكيد يول قام بعمل تدريبات خاصة للاعبي الجنب في الفريق ومع ذلك لا يوجد تحسُّن، إذا عليك البحث عن حل آخر.
وهُنا بيب جوارديولا المدير الفني الإسباني السابق لبرشلونة وبايرن ميونيخ يُعطيك الحل، بالطبع كلنا يعلم الـoverlapping الذي يقوم به الظهير والجناح في نفس الجبهة لاختراقها، ولكن جوارديولا عدّل وغيّر في هذا الاختراق بابتكار جديد حتى أنهم أطلقوا عليه اسمه وهو Guardiola Overlapping حيث يقوم الظهير بالدخول لعمق الملعب سواء بجوار لاعب الارتكاز في الثلث الأوسط أو حتى بجوار المهاجم في الثلث الأخير ويسحب معه أنظار مدافعي الخصم فيصبح الجناح على الخط حرا تماما ومستعدا لإرسال العرضية، شاهد جيدا تمركز ظهيري بايرن ميونخ في وسط الملعب وترك الطرف تماما للجناح "المعدول" أي أنه عليك وضع وليد سليمان يسارا ورمضان صبحي يمينا، أو على الأقل أحدهما.
شاهد الأمر أكثر وضوحا هُنا، الظهير الأيسر للمنتخب الألماني هيكتور يخترق للعمق ويسحب معه الدفاع فيصبح دراكسلر الجناح حرا تماما على الخط ليتسلم الكرة ويرسل عرضية كادت تصبح هدفا.
هل تتذكر هدف اتحاد الشرطة الثاني في الأهلي في مباراتهما في الدور الثاني؟
شاهد هدف المصري الثالث أيضا، هل لاحظت شيئا مشتركا ؟
ترحيل حاد من قلبي الدفاع، يتسبب في تواجد ثنائي هجومي(الجناح والمهاجم) مع الظهير العكسي داخل منطقة جزاء الأهلي.
إذا الحل في لاعبي الارتكاز أحدهما عليه السقوط إما أمام قلبي الدفاع جهة تواجد الكرة وهو من يقوم بالترحيل إذا تطلب الأمر ويبقى قلبي الدفاع والظهير مكانهما، أو يسقط في العمق تماما بين قلب الدفاع والظهير بجواره لتصبح حالة دفاعية متزنة نسبيا، وبالفعل هذا الدور يقوم به أرتورو فيدال مع العملاق الألماني تحت قيادة جوارديولا.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، هل شاهدت جيدا هدف المصري الثاني؟ الأمر لا يتعلق بالأسماء فالخطأ ذاته تكرر أمام إنبي في مباراة الدور الثاني بين الفريقين وكاد الفريق البترولي يحرز هدفا لولا ارتداد أحمد حجازي وتصحيح الخطأ، ومع ذلك لم يقم جهاز الأهلي الفني بتصحيح الخطأ أو وضعه في الاعتبار من الأساس.
شاهد ربيعة يصعد لمقابلة الكرة الطولية من الحارس ويترك مساحة في مكانه بين حجازي وفتحي، وبالفعل يتم تمرير الكرة فيها وينفرد قاعود لولا تدخل حجازي في اللحظات الأخيرة لكانت هدفا.
الأمر ذاته أمام المصري، ربيعة يتقدم للعب الكرة، ويتم تمريرها في مكانه الذي تركه بين سعد ورحيل ويحرز منها كابوريا الهدف الثاني.
والحل لهذا الأمر يظهر في البايرن تحت قيادة جوارديولا وحتى المنتخب الإسباني في مباراته الافتتاحية في اليورو.
شاهد ألونسو لاعب ارتكاز بايرن ميونيخ يصبح بين قلبي الدفاع وكأن الشكل الدفاعي يتكون من خماسي في مثل تلك الكرات الطولية فإن تقدم ألونسو أو أي من قلبي الدفاع لمقابلة الكرة سيصبح في الخلف رباعي طبيعي ولن يوجد مساحات.
وكذلك الأمر في إسبانيا سيرجو بوسكيتس يتواجد بين راموس وبيكيه وهو من يقابل الكرة مع المهاجم ويترك الرباعي خلفه.
كل تلك الملاحظات الفنية ولم نتطرق لعملية التدوير بين اللاعبين والتي يطالب بها الجميع منذ فترة لتجهيز البدلاء استعدادا لأية ظروف قد تحدث، وهو مالم يحدث ولذلك شاهدنا أحمد الشيخ وصالح جمعة في "وش المدفع" كما يقولون. فالثنائي بعيد تماما وبين ليلة وضحاها شاركان في الشوط الثاني لمباراة وفريقهم متأخر بفارق 3 أهداف.