حسب عدد من الروايات أيضا، كان الإسكندر يحتفل بحرق عدد من الغنائم التي يحصل عليها بعد غزو أي مدينة مع جثث جنوده، الحريق الذي يعلن أن الإسكندر سيطر على المدينة.
كل تلك الروايات التاريخية غير مؤكدة.
"أين أخطأنا"
المؤكد أن الإسكندر لم يكن ليسيطر على العالم دون جنوده الأقوياء، وجنوده الأقوياء لم يفعلوا ذلك دون وجود قائد محنك يضع قدراتهم ومجهودهم في استخدامها الأصح.
روي هودجسون كلف مهاجمه الوحيد هاري كين بلعب كل الركلات الركنية، منها واحدة قام بلعبها صاحب الـ188 سم، ترتفع الكرة وتقترب من حارس مرمى روسيا إيجور أكينفيف صاحب الـ186 سم. هل تتخيل من كان يقفز مع أكينفيف؟
رحيم ستيرلنج. 170 سم.
غزو مارسيليا
لم يفلح روي هودجسون في غزو مارسيليا بعدما فشل في إزاحة حراسها الروس بقيادة ليونيد سلوتسكي، السبب الأول في ذلك أنه لم يعرف قدرات جنوده الأقوياء، والثاني أنه لم يفطن لخطة الجنرال الروسي في الدفاع عن مرمى أكينفيف.
هودجسون شاهد منتخب روسيا قبل لقاء مارسيليا، عرف أن الروس يعانون على الطرفين، وضع أسلحته كايل ووكر وداني روز خلف آدم لالانا ورحيم ستيرلنج للضغط على سلوتسكي على الأطراف.
في الوسط، وضع هودجسون جنديه الأقوى واين روني مع الجندي الذي يرى فيه جنرالا في المستقبل إريك داير خلف ديلي آلي، مع المصارع هاري كين.
هنا كانت أولى أخطاء هودجسون، نعم عرف المدرب أن الروس يعانون على الطرفين لكنه اصطدم بثنائي قلب الدفاع أليكسي بيريزوتسكي وسيرجي إجناسيفيتش، أصحاب الـ33 والـ36 عاما على التوالي.
لن يدخل ثنائي دفاع روسيا أبدا في سباق سرعة مع كين تحت أي ظرف.
بيريزوتسكي وإجناسيفيتش تقريبا لم يبارحا خط منطقة الجزاء طوال المباراة، وفي الصراع البدني كان رجال المافيا الروسية أقوى من المصارع الإنجليزي.
كيف قتل هودجسون نجاحه؟
هل كان فاردي هو الحل؟ بالتأكيد لا. فاردي تميزه السرعة ويحتاج للمساحات التي غابت في نصف ملعب روسيا.
الحل قد يكون لاعب يحتاج أقل المساحات للتسجيل ويستطيع التصرف في الكرة وتسجيل هدف بأقل القليل من الفرص، ماركوس راشفورد.
إشراك راشفورد أمام روسيا كان مجازفة بكل تأكيد. لا يمكن محاسبة هودجسون على عدم إشراك راشفورد.
بالتالي، تهديد إنجلترا الهجومي اقتصر على مشاغبات من ستيرلنج ولالانا ومع تقدم روني هجوميا في آونة قليلة.
هذا الأمر لا يبخس حق إنجلترا التي قدمت أداء رائعا في نقل الهجمة لكن خطأ هودجسون في التركيب الهجومي قتل هذا الأداء الرائع.
روني وآلي وويلشير.. الحريق
لا شك أن آلي لاعب شاب رائع، ولكنه قدم مستوى أقل من العادي أمام روسيا.
مع الدقيقة 78، قرر هودجسون إخراج روني الذي حكم وسط الملعب وإشراك جاك ويلشير، هنا فقد السيطرة.
روني الذي قال عنه سلوتسكي قبل المباراة إنه "لم يعد اللاعب الذي كان عليه" أثبت ذلك ولكن ليس كما عنى سلوتسكي، فمنح المدرب الروسي درسا في أن تكون لاعب وسط متكامل، تقطع الكرة وتخرج بها بتمريرة ناجحة للمنطقة الهجومية.
قد يكون التغيير ورائه سبب بدني، ولكن أليس من الأفضل إشراك جيمس ميلنر على حسابه؟
قرار إشراك ويلشير منح إنجلترا بعدا هجوميا جديدا، لكنه كلف هودجسون السيطرة التي منحها له روني على وسط الملعب لتستحوذ روسيا على الكرة في الدقائق الـ10 الأخيرة قبل أن يقوم هودجسون بتغيير متأخر بإشراك ميلنر على حساب ستيرلينج الذي غاب طوال الشوط الثاني. النار التي أحرقت احتفال إنجلترا.
خمس دقائق لم تكن كافية لميلنر لكي يصلح العيب الذي تسبب فيه خروج روني، ليتحالف فشل هودجسون مع خطأ جو هارت ورأسية بيريزوتسكي وتفشل إنجلترا في تحقيق الفوز في افتتاحية اليورو للمرة التاسعة على التوالي.