كتب : حسين لطفي
هولندا فشلت في التأهل لليورو بعد احتلالها المركز الرابع في المجموعة الأولى من التصفيات المؤهلة للبطولة والتي ضمت التشيك ، أيسلندا ، تركيا ، كازاخستان ولاتفيا.
المفارقة التاريخية
وقد يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى ، فالمفارقة التاريخية هنا تقول أن آخر مرة فشلت فيها هولندا في التأهل لليورو كانت بطولة 1984 التي أقيمت في فرنسا وتوّج الديوك بلقبها للمرة الأولى في تاريخهم.
إقصاء هولندا من تلك البطولة جاء بعد فشلها في احتلال المركز الأول في المجموعة السابعة التي ضمت أيسلندا أيضا ، بجانب إسبانيا ، ايرلندا ومالطا.
نظام البطولة كان ينص على تأهل صاحب المركز الأول فقط في التصفيات المؤهلة ، وبعدها يتم تقسيم الـ8 أوائل على مجموعتين.
وتأهلت إسبانيا من المجموعة بعد أن حسمت المواجهات المباشرة أمر صعودها ، حيث تساوت مع المنتخب البرتقالي في عدد النقاط (13 نقطة) و فارق الأهداف (+16) ، لكن الهدف التي سجلته اسبانيا في شباك هولندا هناك في الأراضي المنخفضة -في المباراة التي انتهت بخسارة الاسبان بهدفين لهدف- كان له كلمة الفصل بعد فوز لاروخا بهدف نظيف على أرضها.
هل يكرر الجيل الفرنسي الحالي إنجاز الجيل الذهبي في 1984؟
بطولة 1984 شهدت تفوقا كاسحا للفرنسيين في كل شيء ، فبداية من التنظيم الرائع مرورا باكتساح الفرق واحدة تلو الأخرى في طريق البطولة نهاية بالتتويج بها ، أبهر الديوك أوروبا كلها إن لم يكن العالم أجمع.
تشكيلة فرنسا وقتذاك كانت تضم أسماء رنّانة فيكفي القول أن قائدهم كان ميشيل بلاتيني الذي كوّن مع آلان جيريس وجين تيجانا "مثلثا ساحرا" تعامل مع الخصوم بدون رحمة.
البلد المنظم دخل المجموعة الأولى بجانب الدنمارك ، بلجيكا ويوغسلافيا ، وفاز عليهم 1-0، 5-0 و 3-2 على الترتيب.
أهداف بلاتيني السبعة خلال مرحلة المجموعات فقط كانت كلمة السر في صعود فريقه إلى نصف النهائي ليقابل البرتغال ويتغلّب عليها 3-2 ، وفي المباراة النهائية تمكّن جيل الثمانينات الذهبي من تحقيق الفوز على اسبانيا 2-0 ليتوّج باللقب وسط جماهيره.
بلاتيني توّج بجائزتي أفضل لاعب في البطولة والهداف بعد أن أحرز تسعة أهداف جعلوه الهداف التاريخي لأمم أوروبا.
الجيل الفرنسي الحالي يمتلك فرصة ذهبية لتكرار إنجاز جيل الثمانينات ، فبغض النظر عن إقامة البطولة في فرنسا ، قد تكون قائمة المدرب ديدييه ديشامب هي الأقوى للديوك منذ جيل زيدان ورفاقه في كأس العالم 2006.
وجود كانتي و ماتويدي في منتصف الملعب سيكون بمثابة حائط صد منيع يبطل مفعول هجمات الخصوم على مرمى لوريس ، أما بوجبا صاحب الـ8 أهداف مع بطل الكالتشيو يوفنتوس سيتحمل العبء الأكبر في نقل الكرة للأمام والتحوّل سريعا من الدفاع للهجوم.
أما المثلث الأمامي فقد يتكون من جريزمان الذي أحرز 22 هدف مع أتليتكو مدريد في الليجا على اليسار ومارسيال أفضل لاعبي مانشستر يونايتد هذا الموسم على اليمين وأمامهما جيرو (16 هدف مع أرسنال في الدوري) ، وقد يستخدم ديشامب مارسيال كقلب هجوم ويحل محله على اليسار ديميتري باييه الذي قاد ويستهام لموسم استثنائي توّجه الهامرز بالتأهل للدوري الأوروبي.
الخيارات عديدة أمام قائد المنتخب المتوّج بكأس العالم 1998 ، والفرصة سانحة لهذا الجيل الواعد من اللاعبين لتكرار ما حدث في 1984.
فهل يستطيع بوجبا و جريزمان و كانتي أن يكوّنوا مثلثا ساحرا آخر ويقودوا منتخب بلادهم للتربع على عرش القارة للمرة الثالثة في تاريخه ؟ ومن الذي ستقمّص دور بلاتيني إذا نجحت فرنسا في الظفر باللقب ؟ وهل يكرر التاريخ نفسه ويمنح أصحاب الأرض النجمة الثالثة على قمصناهم في ظل غياب المنتخب الهولندي كما حدث منذ 32 عاما؟