كتب : محمد البنا
كل عام وأنتم بخير، يبدأ شهر رمضان المبارك ومعه العديد من الأحداث الرياضية التي تضم لاعبين مسلمين فُرض عليهم الصيام منذ الفجر وحتى مغيب الشمس.
وينطلق كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) في اليوم الخامس من شهر رمضان، وبه العديد من النجوم المسلمة في منتخبات مختلفة.
فرنسا تضم بكاري سانيا، عادل رامي، موسى سيسوكو وبول بوجبا، كما أن ألمانيا بها النجم ميسوت أوزيل وإيمري تشان الذي يعتنق الإسلام.
ويظهر مع بلجيكا الثنائي مروان فيلايني وموسى ديمبلي.
كما يشارك المنتخبين التركي والألباني الذي يعتنق كثير من لاعبيه الإسلام للمرة الأولى في اليورو.
ولأن مواعيد إقامة المباريات في اليورو في الثالثة ظهرا والسادسة مساء والتاسعة، بينما يتم الإفطار في فرنسا مستضيف اليورو في التاسعة إلا خمس دقائق، أي أن اللاعبين المسلمين سيلعبون أغلب المباريات أثناء الصيام.
ويرصد تقرير FilGoal.com كيف ينظر العالم للصيام في رمضان مع الأحداث الرياضية الكبرى:
نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الشهيرة تحقيقا حول مدى تأثير الصيام على الرياضين وخاصة لعبة كرة القدم.
واستدلت برأي أستاذ التغذية الرياضية في جامعة لوبورو الإنجليزية السيد رون موجان قائلا:"من الصعب جدا قياس مدى تأثير الصيام في لعبة كرة القدم".
"في الألعاب الأولمبية تتوقف النتائج على جزء من عشرة أو جزء من مائة، هنا قد يظهر الفارق.. لكن في لعبة كرة القدم فالتأثيرات في المباراة مختلفة كليا".
"سيكون من العدل أن أقول إن التأثير ليس كبيرا".
النظام والتكيّف
قام الفيفا من خلال دكتور مايكل ديهوج رئيس اللجنة الطبية في الاتحاد الدولي وعضو اللجنة التنفيذية السابقة بتقديم دراسة لطبيب منتخب الجزائر قبل كأس العالم الماضي الذي تزامن مع شهر رمضان.
وقال مايكل ديهوج حينها: "قمنا بعرض دراسة مهمة جدا مع اتحاد الكرة الجزائري.. وكانت إيجابية جدا".
وأضاف "إذا كنت تقوم بالخطوات بذكاء فإنه من الممكن أن تتكيف سريعا وتحافظ على قدر المياه في الجسم حتى موعد الإفطار.. نظام تغذية سليم يجعل الجسم رطبا حتى يوم كامل".
ثم استدرك "لو كنت مسؤولا عن هؤلاء اللاعبين، لجعلتهم يستخدمون رخصة الإفطار لأنه من الأفضل الحفاظ على معدلات المياه في الجسم".
كيف ينظر المدربون للصيام؟
يقول ديديه ديشامب المدير الفني لمنتخب فرنسا قبل كأس العالم الماضي: "إنه أمر حساس حقا، لا يوجد شيء أستطيع أن أقوله، نحن نحترم ديانة الجميع".
وأضاف "اللاعبون اعتادوا على الصيام ولست قلقا ويمكنهم التأقلم مع ذلك".
كما سيشارك الديوك في المجموعة الأولى منتخب سويسرا ومعه لاعبه المسلم شيردان شاكيري، وعلى ذلك صرح المتحدث الرسمي للسويسريين قبل كأس العالم أنه لا يوجد تجهيز خاص لرمضان، ولا يملك لاعبين سيصومون.
اللاعبون
"الفترة الأصعب في الصيام هي الأيام الخمسة الأولى" كولو توريه نجم دفاع كوت ديفوار يتحدث عن شهر رمضان.
ويصادف أن اليورو سيبدأ بعد خمسة أيام من انطلاق الشهر المبارك.
ويضيف توريه "بعد ذلك يعتاد الجسم على التأقلم على الصيام.. وتشعر بالسعادة وراحة أكثر بل وتكون أقوى".
شقيقه يايا توريه يجيب عن الصيام لكن على النقيض تماما أثناء رمضان في كأس العالم قائلا: "الصيام؟ ألم تشاهد درجة الحرارة؟ قد أموت".
ويقول أوزيل في تصريحات قديمة من 2010: "بسبب وظيفتي لا أستطيع الالتزام برمضان بشكل صحيح.. أقوم بالصيام في أوقات خالية، غير ذلك مستحيل".
وأضاف "لابد أن أتناول المياه والغذاء بكميات مناسبة حتى أحافظ على لياقتي البدنية".
ورغم أن تصريحات يايا توريه وأوزيل سيكون مرحبا بها من قبل بعض المدربين، إلا أن رجال الدين لهم رأي آخر.
وبحسب تقرير إنجليزي فقد سأل شيخ يدعى جمال مسرور عضو مجلس المسلمين في القنصلية البريطانية ومقرها لندن والذي أجاب: "هناك استثناءات كأن تكون على سفر أو مريض يمكنك تعويضها في أيام لاحقة".
ثم استدرك "إذا قال لي لاعب كرة قدم إنه لا يستطيع الوفاء بالتزاماته الدينية، فأنا أرى هذا السبب غير مقبول".
"إذا كان لاعب يتقاضى راتبا 100 ألف جنيه استرليني في الأسبوع، ويقول إن مسيرته ستتأثر بصيام شهر واحد، فهو سبب غير صالح".
"أعتقد أن الصيام سيحافظ على جسد اللاعب ويمنحه قوة روحية مع العبادات تحسن من حالته النفسية".
رأي علمي؟
زاف إقبال طبيب باكستاني سابق لليفربول ويعمل حاليا في كريستال بالاس منذ 2015 يتحدث عن الصيام عبر موقع ليفربول الرسمي.
ويقول زاف إقبال: "الصيام آمن بالتأكيد للغالبية العظمى من المسلمين، نحن نمتنع عن الطعام والشراب حتى مغيب الشمس ونعلم موعد الوجبة المقبلة.. لكن هذا فُرض علينا لنشعر بآلام الملايين حول العالم الذين يعانون من الفقر ولا يعلمون موعد الوجبة المقبلة".
وأضاف "كما يقول كولو توريه الصيام يمنح طاقة روحية بعد نهاية الشهر وتشعر بحالة رائعة.. وكطاقم طبي نقوم بكل المساعدة مع اللاعبين الذين يصومون".
"أيضا الجهاز الفني يضع في حساباته الأحمال التدريبية للصائمين، ونحن كجهاز طبي نقوم بنظام سليم للتغذية يحافظ على قوة الجسم".
ويشرح الطبيب الباكستاني: "نركز على نسبة الكربوهيدرات في الأطعمة، والسكريات التي تمنح الطاقة للجسم في غياب المياه".
"لابد من تناول كميات مناسبة من المياه أثناء السحور، ومع مرور الوقت لا تشعر بالصيام ويعتاد الجسد عليه.. ولا يلاحظه أحد".