تحليل في الجول – في مباراة تنزانيا.. صلاح ليس المخطئ الأكبر واسألوا فتحي
الأحد، 05 يونيو 2016 - 11:28
كتب : محمود سليم
وبالفعل كما تم التحذير سابقا في تحليل مباراة نيجيريا في الذهاب من خطورة عدم قيام محمد صلاح بالواجبات الدفاعية، بل والأسوأ هو عدم إدراك الجهاز الفني لتلك الثغرة وتصحيحها بلاعبين أخرين يعوضون الدور الدفاعي خلف صلاح، إلا أن خطأ صلاح في المباراة ليس الأكبر ولكن هيكتور كوبر من يتحمل المسئولية.
هل شاهدت بعض الانتقادات لأحمد فتحي الظهير الأيمن بسبب انضمامه الزائد عن الحد – كما وصف - لعمق الملعب ؟ إذا عليك أن تشاهد الحالات القادمة جيدا لنعرف من المُخطئ ولماذا.
منذ الدقائق الأولى في المباراة، يُطبق اللاعبون فكر مديرهم الفني الأرجنتيني بالتكتل الزائد عند الجبهة التي يتواجد بها الكرة overloading وهنا على الظهير العكسي أن ينضم للعمق أكثر حتى يصبح على خط عمودي مع نقطة المنتصف تماما، ولكن لاحظ تمركز علي ساماتا المهاجم مع فتحي وتواجد هارون الجناح الأيسر حرا، فكيف سيكون الأمر إذا لم ينضم فتحي للعمق هنا؟
بالطبع انفراد تام لساماتا الخطير.
الأمر تكرر كثيرا، وفتحي يراقب ساماتا، وصلاح مع الظهير، إذا من يراقب الجناح الأيسر؟ ومن المسئول عن ذلك الأمر.. كان على كوبر إيجاد حل سريع إما بعودة حامد لرقابة ساماتا رجل لرجل وعودة السعيد لعمق الملعب بجوار النني، أو تخصيص أحد قلبي الدفاع لرقابته وهنا كانت ستظهر المساحات في الخلف لذا الحل الأول كان إجباريا ولكنه لم يحدث من المدير الفني.
أما عن محمد صلاح فقد أخطأ، ولكنه ليس المخطئ الأكبر كما ذكرنا فجميع الحالات السابقة سببت خطورة كبيرة خلف أحمد فتحي أيضا، بل كانت سبب الخطورة الأكبر.
شاهد تلك الحالات صلاح يقف والظهير الأيسر للخصم ينطلق للهجوم ليصبح عدد لاعبي تنزانيا أكثر ومن ثم يتم اختراق الجبهة.
ماذ لو قام صلاح بتوظيف نفسه في الوسط بين الجناح والظهير بهذا الشكل منذ البداية؟ لانتهت الأزمة تماما دون اللجوء لأية حلول أخرى.
في تحليل ما قبل المباراة، تم التحذير من تحركات ساماتا وأوليمونيجا تحديدا ففي حالة البناء من الخلف يرتد الجناح ويسحب معه الظهير الأيمن للخصم ويتحرك ساماتا في المساحة خلف ذلك الظهير وبالفعل حذث ذلك وكادت الفرصة تصبح هدفا في النهاية لولا إبعاد عبد الشافي لها.
وحينما قرر الجهاز الفني حل تلك الأزمة حاول في العديد من الحلول، كان أولها قيام عبد الله السعيد ومحمد النني بمساندة فتحي يمينا.
ثم بعدها قرر كوبر تعديل مراكز صلاح وتريزيجيه لإغلاق تلك الثغرة وبالفعل كان تمركز تريزيجيه الدفاعي أكثر مثالية.
وفي الشوط الثاني قرر كوبر في أول 5 دقائق فقط تعديل طريقة اللعب تماما، فكان مروان محسن هو المسئول عن الجانب الأيسر الذي لا يهاجم من خلاله المنتخب التنزاني وبالتالي لا يحتاج للارتداد كثيرا فيصبح الشكل أقرب إلى 4-3-1-2 ولكن ثنائي الهجوم متمركز بشكل عرضي لإيقاف الظهيرين.
وبعد 5 دقائق فقط من بداية هذا الشوط أعاد كوبر محمد صلاح من جديد للجانب الأيسر في ظل تواجد عمرو وردة على الجانب الأيمن.
ولكي تصبح الصورة مكتملة، يجب إبراز أفضل ما قدمه كوبر من خلال المران ونجح بالفعل اللاعبون في تطبيقه وكادوا يحرزون الهدف الأول في بداية المباراة، كوبر درب اللاعبين على الخروج بالكرة بشكل سريع تحت ضغط الخصم وفي مساحات ضيقة من أجل عمل مرتدات سريعة، وهو ما نجح فيه الرباعي المسؤول عن تلك العملية بامتياز، شاهد هنا صلاح يمرر لمروان محسن الذي سقط وعمل المساندة للسعيد ثم صلاح مجددا لتريزيجيه في عمق الدفاع الذي أرسل عرضية تصدى لها الحارس.
لاحظ الكرة على الخط وتحت ضغط رباعي تنزاني .. الأمر ليس سهلا على الإطلاق.