كتب : أحمد العريان
ركلتا جزاء ضائعتان أثناء المباراة ومثلهما في ركلات الترجيح إلى الأن، هل أن الجو مثاليا للتفلسف؟
ربما لتخطر تلك الأسئلة على عقل أي لاعب عادي في نفس موقفه، لكن فرانشيسكو توتي ليس مثل الأخرين.
حكايات اليورو. سلسلة جديدة يقدمها لكم FilGoal.com عن حكايات سابقة من بطولة اليورو عبر التاريخ.
محاولا تحفيز جمهور خطى إدوين فان دير سار خطوات نحو مرماه بغية زرع القلق في قلب فرانشيسكو توتي.
أشار لجمهوره ليطالبهم بالتشجيع، ولم ينظر أبدا في أعين توتي حتى يشعره بالغربة.
ربما أن تلك كانت هي رغبة فان دير سار، لكن توتي لم يمهله الفرصة. تفادي فان دير سار النظر لتوتي فسره الأخير بأنه تهرب وليس محاولة لإقصائه، والفرصة السانحة لعودة الطواحين أرادها توتي لحظة إنهاء أملهم في البطولة نهائيا.
يقول البعض أن مستوى إيطاليا في يورو 2000 هو الأكثر إمتاعا في تاريخهم الكروي. عبروا دور المجموعات بالعلامة الكاملة، وفي ربع النهائي تخطوا رومانيا بهدفي توتي وفيليبو إنزاجي.
العقبة التالية كانت الطواحين. متسلحين بالأرض والجمهور قابلت هولندا دفاعات إيطاليا القوية ومن خلفهم البارع فرانشيسكو تولدو.
إرادة سوبر تولدو كانت أقوى من الهولنديين، ركلة جزاء أولى احتسبها ماركوس ميرك الحكم الألماني وتصدى لها تولدو من دينس بركامب.
ركلة أخرى يحتسبها الحكم في الشوط الثاني، باتريك كلويفيرت يسدد والقائم هو الذي يتصدى هذه المرة!
يبدو إذا أن اليوم ليس يوم ركلات الجزاء، ولكنها هي التي ستحسم المباراة حتما بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل.
هولندا استمرت في النحس وأضاعت أول ركلتي جزاء عن طريق فرانك دي بوير وياب ستام، وفي المقابل كانا دي بياجو وبيسوتو يسجلات للأتزوري.
قبل ركلات الترجيح دار حوارا بين توتي ومالديني ودي بياجو على النحو التالي..
توتي لدي بياجو: سأسددها على طريقة بانينكا
مالديني مقاطعا: الآن؟ في قبل نهائي أمم أوروبا وأمام فان دير سار؟
توتي: نعم وفي أي وقت لقد اتخذت قراري
توتي تقدم للركلة الثالثة، وتسجيلها سيعني شبه حسم إيطاليا التأهل، فيما سيعني إضاعتها عودة هولندا للمباراة.
عام 2000 لم تكن تلك الطريقة في التصويب منتشرة كما هو الحال الآن. نعم فعلها أنتونين بانينكا في نهائي البطولة 1976 لكن ذلك لا يحدث كل يوم!
توتي تقدم على الكرة. تفادى النظر لفان دير سار وسدد، سدد وأحرز الهدف لإيطاليا فزرع الثقة في قلوب زملائه بأن النصر بات قريبا، وفي المقابل فمالديني هو الوحيد الذي أضاع ركلة جزاء من إيطاليا في تلك المباراة.
ورغم أن بانينكا هو مبتكر تلك الركلة والذي أطلق اسمه عليها، لكن يبقى تنفيذها مقترنا باسم توتي.. أشهر من نفذها.
حكايات اليورو (1) - حين حصدت إيطاليا اللقب بـ "ملك وكتابة"
حكايات اليورو (2) – العبقري المجنون بانينكا.. أهدى التشيك اللقب وخلد اسمه "الركلة الأشهر"
حكايات اليورو (3) – 6 دقائق مجنونة حولت اللقب لفرنسا.. و9 أهداف خلدت اسم بلاتيني
حكايات اليورو (4) – فان باستن قلد رقصة والدته في الباليه.. فرسم لوحة الهدف الأجمل
حكايات اليورو (5) – حرب يوغوسلافيا مهدت الطريق وإنقاذ نيلسين كتب تاريخ الدنمارك الكروي
حكايات اليورو (6) – خسارة اللقب لم تنس العالم سحر "كعب توتي"
حكايات اليورو (7) – 30 دقيقة أدخلت تريزيجيه التاريخ في بطولة فرنسا الذهبية
حكايات اليورو (8) - توتي كسر هيبة فان دير سار.. وتولدو حطم طواحين هولندا
حكايات اليورو (9) - حين أضاع بيكام وأخطأ جيرارد فأهان زيدان الإنجليز
حكايات اليورو (10) - حين أجبرت اليونان رونالدو على البكاء لأول مرة أمام الكاميرات
حكايات اليورو (11) - صاروخ سيميح الذي حرم "زارع الكلى" من المجد الكرواتي
حكايات اليورو (12) – 10 دقائق رسمت الوداع الأفضل لمسيرة شيفشينكو الرائعة
حكايات اليورو (13) – حين صرخ بالوتيلي في وجه العنصرية بعد تمزيق شباك الألمان