حقق زين الدين زيدان إنجازا تاريخيا في منصبه كمدرب لريال مدريد بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ11 في تاريخ النادي على حساب أتليتكو مدريد فقط بعد 5 أشهر من توليه المهمة.

حدث ذلك الأمر مع روبيرتو دي ماتيو مدرب تشيلسي السابق الذي تولى المهمة في مارس 2012 ليحقق لقب دوري أبطال أوروبا في شهر مايو للمرة الأولى في تاريخ الزرق، ولكن فيما بعد لم يستمر مع الفريق اللندني وأقيل في شهر نوفمبر من عام 2012.

ما هي نصائح دي ماتيو لزين الدين زيدان لتجنب مصيره؟

ضم لاعبين أقوياء

حقق دي ماتيو في موسمه الأول بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي على حساب ليفربول ثم لقب دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ في موسم استثنائي بعد أن كان قد تولى المهمة كمدرب مؤقت في يونيو 2012، أعلن كمدرب دائم للفريق بعقد يمتد لعامين.

في ذلك الموسم ضم تشيلسي ثيبوت كورتوا من جينك وأوريول روميو من برشلونة وروميلو لوكاكو من أندرلخت وخوان ماتا من فالنسيا وأولسيس دافيا من جوادلاراخا وراؤول ميريليش من ليفربول.

وفي الشتاء أيضا ضم كينث أوميرو من ستاندرليج وجاري كاهيل من بولتون واندررز ولوكاس بيازون من ساو باولو وباتريك بامفورد من نوتينجام فورست وكيفين دي بروين من جينك.

ورحل عنه 14 لاعبا أبرزهم نيمانيا ماتيتش وجوخان توري وجاكوبو سالا وفابيو بوريني، وفي الشتاء رحل 7 لاعبين آخرين أبرزهم أليكس ونيكولاس أنيلكا.

في الموسم التالي دعم الفريق صفوفه بلاعبين بعضهم جيد وبعضهم سيء، لكن في المطلق أبرز الصفقات كانت إدين أزار وشقيقه ثورجان ثم أوسكار وسيزار أزبليكويتا لكنه لم يدعم الفريق بجناح جيد أو قوي كفاية.

ولم يضم أيضا مهاجما يعوض رحيل ديديه دروجبا وسالمون كالو وحتى متوسط ميدان قوي يدعم رحيل راؤول ميريليش.

زيدان بحاجة لمهاجم على الأقل كبديل لكريم بنزيمة واثنين في حالة رحيله، بالإضافة لجناحين وكذلك صانع ألعاب ومحور ارتكاز وظهير أيمن وقلب دفاع على الأقل، الفريق بحاجة لتدعيمات كثيرة حتى في حراسة المرمى وعلى زيدان ألا يركن لما لديه من لاعبين أو يدعم جزء من فريقه فقط تلك هي النصيحة الأولى من دي ماتيو.

استمر في التطور

"على الرغم من أن دي ماتيو ترك بصمة كبيرة في وقت قصير، إلا أننا كنا نعرف أن روبيرتو هو الرجل الصحيح لتولي مهمة تشيلسي وقيادة الفريق لمزيد من النجاح". رون جورلاي المدير التنفيذي للزرق في يونيو 2012 بعد الإعلان عن توقيع دي ماتيو لعقد لمدة عامين.

"في ديسمبر الماضي حللنا موقف ريال مدريد وقررنا تغيير المدرب. كنا نعلم أن الفريق يحتاج لرجل يعيد له الثقة ويمنحه الخبرة والقيادة، زيدان يعرف كيف يخلق الأجواء المطلوبة في ريال مدريد.. إنه رجلنا المثالي". فلورينتينو بيريز متحدثا عن زيدان في 2016.

لا تؤمن أبدا بثقة الإدارة وعليك أن تعلم أنك بحاجة للتطور الدائم إن أردت تحقيق شيء ما، دي ماتيو لم يجدد أداء الفريق وحينما قرر تغيير فلسفته انهار منه ولم يستمر سوى لنوفمبر من نفس العام.

استمر دي ماتيو في إهدار النقاط بالدوري الإنجليزي من أكتوبر 2012 وحتى 17 نوفمبر من نفس العام لم يفز في 4 مباريات خسر ضد مانشستر يونايتد وتعادل مع سوانزي وليفربول ثم خسر من وست بروميتش ألبيون، تحول تشيلسي فيما بعد إلى فريق ينازع من أجل البقاء ضمن الأربعة الكبار.

وخسر الدرع الخيرية من مانشستر سيتي والسوبر الأوروبي من أتليتكو مدريد كل تلك الرسائل كانت تخبره بأن الفريق في خطر وعليه أن يغير من فلسفته ولاعبيه ويضم على الأقل لاعبين ينقذون الموسم لكنه لم يستمع لها.

نصيحة دي ماتيو إلى زيدان ألا يستمع لكلمات الإدارة المعسولة لأنه عند أول تعثر ستتم إقالته مباشرة.

أنت بأمان إن لم يكن رئيس النادي يفضل مدرب آخر

حسب عدة تقارير في "سكاي سبورتس" و"تايمز" فإن رومان أبراموفيتش كان مهووسا بالحصول على خدمات جوسيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الحالي، في ذلك الوقت لم يكن جوارديولا قد درب أي فريق بعد، وكان متاحا فلم يصبر مطلقا على دي ماتيو وأقاله.

إن لم يكن فلورينتينو بيريز مهتما بالحصول على خدمات مدرب بعينه فإن زين الدين زيدان لن يعاني من أي ضغوط في حالة التعثر، لكن إن اهتم بمدرب بعينه مثل أنتونيو كونتي مثلا فزيدان سيرحل مهما حدث إلا لو فاز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ12 تلك نصيحة دي ماتيو الثالثة.

لا تسقط أكثر من مرة

كما قلنا خسر في الدوري مباراتين وتعادل في مباراتين، وخسر الدرع الخيرية ثم نهائي السوبر الأوروبي، وفي دوري أبطال أوروبا خسر من شاختار دونتيسك وتعادل مع يوفنتوس بدور المجموعات في 2012-2013، ثم جاءت الخسارة من البيانكونيري بنتيجة 3-0 على ملعب الأخير، ليرحل بعد 8 أشهر كمدرب للزرق.

على زيدان ألا يخسر الألقاب التي ستمر في طريقه خلال بداية الموسم المقبل، بطولة السوبر الأوروبي ثم البداية القوية في الدوري ودوري الأبطال مرورا بكأس ملك إسبانيا وكأس العالم للاندية تلك نصيحة دي ماتيو الرابعة لزيدان.

التكتيك

أحد أهم أسباب فشل دي ماتيو مع تشيلسي هو الشك الدائم لدى رومان أبراموفيتش في نضجه التكتيكي، خاصة وأنه كان سيتولى المهمة لفترة قصيرة وخلال تلك الفترة الانتقالية لا يهم كيف ستلعب المهم إنجاز مهمة بعينها، دي ماتيو أراد أن يثبت أقدامه فجلب أصدقائه القدامى مثل إيدي نيوتون ليعمل معه في إدارة الفريق وعملا سويا من قبل في إم كي دونز ووست بروميتش ألبيون.

نظم كلاهما التشكيل ومنحا الحرية للاعبين أكثر ومنحوهم استقرارا وسلاما لم يكن موجودا مع أندريا فيلاش بواش، لكن ومع مرور الوقت لم يتكون شكل هجومي واضح لدي ماتيو مع تشيلسي سجل الفريق معه في الدوري في وجوده حتى رحيله في موسم 2012-2013 24 هدفا واستقبل 12 هدفا.

نصيحة دي ماتيو هذه المرة لزيدان حاول أن ترسي قواعد فلسفتك سريعا ولا تستسلم للضغوط ضع شكلا يخصك وطريقة على اسمك.