12 يوما على اليورو – الهولندي الطائر فان باستن

"كل شئ كان إيجابيا، اللاعبون واثقون في أنفسهم فلم يظهر على أحد شعور القلق، كنا على يقين أن بالإمكان الفوز في المباراة النهائية والبطولة كلها، في البداية كنا خائفين من عدم تقديم مردود جيد لكن في النهاية كان لدينا الثقة وحققنا ما أردناه"<br>

كتب : عبد الله يسري

الأحد، 29 مايو 2016 - 13:52
"كل شئ كان إيجابيا، اللاعبون واثقون في أنفسهم فلم يظهر على أحد شعور القلق، كنا على يقين أن بالإمكان الفوز في المباراة النهائية والبطولة كلها، في البداية كنا خائفين من عدم تقديم مردود جيد لكن في النهاية كان لدينا الثقة وحققنا ما أردناه"

ما لا يعلمه الكثيرون أن هداف يورو 88 لم يكن ضمن الأسماء الأساسية لتشكيلة المدير الفني للطواحين الهولندية حينها السيد رينوس ميتشلز لتخرج تقارير بوجود خلافات بينه وبين أفضل لاعب في البطولة، فقد شارك حوالي 30 دقيقة تقريبا لكنه لم يستطع إحداث الفارق حيث بدأ منتخب هولندا مشواره نحو إحراز اللقب بخسارة محبطة أمام الاتحاد السوفيتي.

المشهد الأول

منتخب إنجلترا هو الأخر افتتح مبارياته بهزيمة أمام جمهورية إيرلندا، فلا بديل عن الفوز أمام هولندا حتى يبقى على آمال مشجعي الأسود الإنجليزية في الذهاب بعيدا ببطولة أمم أوروبا، فمن يخسر هذه المباراة يعني خروجه مبكرا من البطولة.

المباراة بدأت كما توقعها الجميع، قوة و ندية وإثارة، هجمة هنا والأخرى هناك، القائم الأيسر للحارس بروكلين يمنع هدف أول للأسود من تسديدة جاري لينكر، الحال لم يرضي الهولنديين فسريعا ردوا بهدف التقدم عن طريق ماركو فان باستن قبل دقيقة واحدة من نهاية الشوط الأول، ماركو امتص كرة عرضية من فرانك ريكارد قبل أن يراوغ مدافع المنتخب الإنجليزي وسدد بيسراه معلنا عن هدف أول هولندي في البطولة.

بريان روبنسون يتعادل للأسود في أول 10 دقائق من الشوط الثاني ليعيد المباراة لنقطة الصفر من جديد، لكن من الواضح أن يورو 88 كان موعدا لميلاد نجما و أسطورة جديدة من أساطير كرة القدم الأوروبية عامة و الهولندية خاصة، فتقدم سوبر ماركو من جديد بعد تمريرة بينية جديدة من فرانك ريكارد سددها بنجاح في مرمى إنجلترا قبل أن يضيف الهدف الثالث في أقل من 4 دقائق ليبقى على آمال هولندا في التأهل لربع النهائي، ماركو فان باستن تم إستبداله قبل 3 دقائق من النهاية ليتلقى تحية كل المتواجدين بملعب المباراة على غرار نجوم الكرة الكبار.

المشهد الثاني

تأهل منتخب هولندا لربع النهائي بعد فوز صعب على جمهورية إيرلندا ليصطدم بمنتخب المانشافت صاحب الأرض والجمهور. أمام أكثر من 61 ألف متفرج هولندا تقدم واحدة من أفضل مبارياتها بالبطولة ولكن بعد مرور 10 دقائق تقريبا.. ألمانيا تحصل على ركلة جزاء ترجمها لوثر ماتيوس لهدف أول.

كالعادة سوبر ماركو له رأي أخر، تم عرقلته داخل منطقة العمليات ليحتسب له الحكم البلغاري حينها ركلة جزاء كانت بالطبع نقطة التحول، سجلها رونالد كومان معيدا اللقاء إلى التعادل من جديد.

"كنت أنا ويورجن كولر نجوم اللقاء، كنا نقدم مباراة قوية، في بعض الأحيان استطعت المرور منه وفي أحيان أخرى كان يقطع الكرة من أمامي بكل سهولة. المباراة كانت بهامبورج، كانت مباراة هامة جدا بالنسبة لنا، فالفوز على ألمانيا بألمانيا هو حدث لا يتكرر كثيرا".

وكأن الحظ أراد أن يصبح فان باستن نجما فوق العادة، فأمام منتخب ضم لاعبين بحجم رودي فولر و لوثر ماتيوس، يورجن كولر، وكلينسمان استطاع ماركو أن يقود منتخب بلاده إلى المباراة النهائية وعلى حساب ألمانيا صاحبة الأرض والجمهور بهدف رائع قبل دقيقتين فقط من النهاية، جان ووترس أرسل كرة بينية بإتجاه ماركو الذي أثبت في هذه البطولة أنه لا يوجد مستحيل في كرة القدم فإنزلق على الكرة وسجل هدف التأهل على حساب المانشافت.

المشهد الثالث

على الاستاد الأولمبي بميونيخ وأمام حوالي 72 ألف متفرج أظهر منتخب هولندا أداء جمع بين الدقة و البراعة وقدم درسا مجانيا في فنون الساحرة المستديرة محاولا الثأر من منتخب الاتحاد السوفيتي الذي فاز عليه في إفتتاح مباراياتهم بالبطولة.

تشكيلة هولندا الأساسية لم تتغير منذ مباراة إنجلترا بمرحلة المجموعات فالأسماء التي بدأت هذا اللقاء ظلت أساسية حتى تتويج هولندا بالبطولة، سجل رود خوليت هدف التقدم للطواحين بعد 33 دقيقة من البداية

"كنا في شوط المباراة الثاني وكنت أشعر ببعض الإرهاق، الكرة أتت لي من آرنولد موهرين، فكرت للحظة أنا أوقف الكرة وأحاول فعل أي شئ أمام المدافعين أو أن أجازف وأسدد مباشرة من زاوية كنت أعتقدها مستحيلة، كانت لحظة تحدث لمرة واحدة في الحياة"

كرة عرضية عن طريق موهرين من أقصى الجانب الأيسر بإتجاه الهولندي الطائر الذي كان يبعد مسافة قليلة عن خط الملعب ناحية الراية الركنية وفي ظل وجود ثنائي قلب دفاع الاتحاد السوفيتي فاجأ فان باستن الجميع وأولهم الحارس الروسي الشهير داساييف وسدد مباشرة في المرمى معلنا عن هدف تم تصنيفه كواحد من أفضل أهداف الكرة الأوروبية بل في تاريخ كرة القدم.

"يمكنني الحديث عن قصص كثيرة، لكنه أحساس رائع، كنت في قمة السعادة والفخر بلحظة كنت بطلها أنا وهولندا، أما عن الهدف كنت لا أصدق نفسي، رد فعلي حينها كان غير عادي، كنت أسأل من حولي ماذا حدث؟"

كل التصريحات من على لسان فان باستن في حوار أجراه مع الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي.