كتب : إسلام مجدي | السبت، 21 مايو 2016 - 22:18
مارتن يول وجد في الأهلي ما فقده في توتنام
مارتن يول في فترته مع توتنام حقق انتصارات وتعرض لانكسارات أيضا، لكن أبرز ملامحه حينما حقق المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي في موسم 2005-2006 بعد موسم واحد من توليه المهمة ربما ودع كأس الاتحاد على يد ليستر سيتي لكنه قدم مستوى أكثر من رائع في تلك المباراة.
في ماذا أخطأ يول وكيف كان؟
"مارتن يول مدرب مهتم بالفنون الجميلة، يرغب في جعل الملعب أفضل، جعل فريقه يبدو بشكل جيد، ويمتلك كبرياء". دونكان كاسلز صحفي بصحيفة "جارديان" الإنجليزية.
في ذلك الوقت وعلى الرغم من كونه واحد من أنجح المدربين في عصره لتوتنام إلا أنه أقيل وعين الفريق بدلا منه خواندي راموس الذي لم يستمر سوى لموسم وحيد.
في فترته مع توتنام رسخ يول بعض القواعد في الملعب أهماها الالتزام الخططي، كان لديه شكل هجومي في نقل الكرة برز أكثر في موسم 2005-2006 الكرة الطولية التي ترسل على الطرف ثم يتم توزيعها في منطقة الجزاء، والكرات البينية التي تمرر بين خطوط الخصم.
لم يكن ذلك ما طوره فقط مع توتنام في تلك الفترة بل أيضا الضغط والارتداد الدفاعي توتنام كان يضغط على حامل الكرة بلاعب للاعب وتحرك للخط الدفاعي على خط واحد بالإضافة لمراقبة اللاعبين الذين بإمكانهم تسلم الكرة من حاملها مما يسهل إفتكاك الكرة من الخصم.
ضغط توتنام كان يمتد لشل تحركات الخصم وحجزه في ثلث الملعب من المنتصف، مما كان يسهل شن الهجمة المرتدة بسرعة أكبر في ظل استدراج الخصم شيئا فشيء.
توتنام لم يصبر على يول لحظة، حتى هو نفسه قال ذلك، دانييل ليفي كان يرغب في أن يشارك توتنام في دوري أبطال أوروبا وهو مالم يحدث وبدلا من أن يتطور الفريق هبط المستوى على الرغم من أنه خسر من إشبيلية في الدوري الأوروبي وتوج الفريق الأندلسي بطلا للنسخة في 2006-2007.
"المشكلة أن فرانك أرنيسين المدير الرياضي لم يعد موجودا ليخبرهم أن الأمور لا تسير بالشكل الذي يتخيله دانييل ليفي، ديفيد مويس حقق منذ أعوام المركز الرابع مع إيفرتون وحاليا هو في المركز الرابع عشر ويعزز تشكيلته بلاعبين أقوياء، بالنسبة لي هدفي كان البقاء ضمن الستة الكبار في كل موسم". مارتن يول في 2007.
مشلكة أخرى واجهت يول في توتنام وهي استقالة صديقه أرنيسين في 2005 لكي ينضم إلى تشيلسي، وفي المقابل يول يهتم بالتفاصيل لذا خسر الكثير من الدعم الذي يفضله الهولندي.
دانييل ليفي كان يرغب في أن يمتلك فريقا شابا للغاية وفضل أن يكون إنجليزيا وجلب لاعبين مثل مايكل كاريك ومايكل داوسون وجيرمين جيناس وتوم هادلستون ودارين بينت وجاريث بيل في ذلك الوقت، فريق يول كان يصغر في السن في كل عام والمدرب احترم سياسة النادي، لكن النادي لم يقدم له الدعم الكافي الذي يحتاجه والتوازن الذي طلبه في تكشيلته لضمان أحد المراكز الأربعة الأوائل في المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.
ما الذي اكتسبه في الأهلي؟
يول يحب الجماهير، يحب الدعم المعنوي كثيرا ويمنح لاعبيه الكثير من ذلك الدعم ويحصل على مقابل في الملعب بكل تأكيد.
بإمكاننا النظر إلى إدارة الأهلي والاحتفاء الذي استقبل به الهولندي، يتغنى دوما بجماهير الأهلي، بالإضافة إلى أن الإدارة لم تضايقه بل على العكس هو رفض أن يضم الكثير من الأجانب في الجهاز الفني واكتفى بمايكل ليندمان.
"لم أعين الكثير من الأجانب في الجهاز الفني للأهلي لأنني أريد أن أعلم المصريين الموجودين لكي يتعاملوا مع الفريق في حالة رحيلي عنه". مارتن يول 2016.
خطة اللعب تطورت أكثر مع الأهلي طريقة الضغط وأسلوب نقل الكرة السريع، بالإضافة للتراجع المنتظم للخط الدفاعي هو فقط يعاني من بعض الأخطاء الفردية لكنها ليست متكررة.
الضغط الذي ينفذه الأهلي يتنوع حسب مجريات اللقاء والخصم، مثلا في مباراة روما كان الضغط متقدم ونتج عنه الهدف الأول الذي سجله جون أنطوي.
التحرك على الأطراف أصبح من أقوى مميزات الأهلي، وأهم لاعبين في الأهلي هما الجناحين رمضان صبحي ومؤمن زكريا كلاهما يدافع ويهاجم ويضغط ويفتك الكرة من الخصم.
مؤمن قام بـ27 اعتراضا ناجحا للكرة في الدوري حتى الآن واستخلص الكرة 34 مرة وهو أحد المحطات الهامة لفريقه بتسلم الكرة أكثر من 840 مرة حتى الآن في الدوري وفاز بالكرة من خصوم الأهلي في الدوري بـ137 مرة.
رمضان هو الأخر محطة مهمة للأهلي تسلم الكرة 1007 مرة في الدوري حتى الآن وفاز بـ137 كرة من الخصوم، وقام بـ32 اعتراضا ناجحا.
كلاهما يشكل نقطة بداية لهجمات المارد الأحمر من الطرفين، وفي حالة توقف الأطراف يلجأ الأهلي للخطة البديلة التمريرات القصيرة ثم البينية التي تخترق تمركز الخط الدفاعي.
الأهلي منح يول كل ما كان قد فقده منذ 9 أعوام، إدارة رياضية متميزة وتحكم في موارد الفريق وفرصة للبناء وتحقيق الألقاب.
مقالات أخرى للكاتب
-
إلى مارادونا الذي لم ولن أراه قط.. وداعا الخميس، 26 نوفمبر 2020 - 20:32
-
كيف تخسر قبل أن تلعب الأربعاء، 05 فبراير 2020 - 17:23
-
حرب لا نريدها.. الاحترافية الغائبة عن الدوري المصري الإثنين، 11 فبراير 2019 - 16:52
-
رحيل زيدان .. الحظ لا يطرق بابك ثلاث مرات الخميس، 31 مايو 2018 - 18:38