كتب : أمير عبد الحليم | الخميس، 19 مايو 2016 - 16:27

لا تشمتوا فينا مجدي عبد الغني

لسنوات طويلة، كرهت جماهير الزمالك أسطورتهم حسن شحاتة بسبب استبعاده الدائم لشيكابالا من المنتخب ثم انضم إليهم جماهير الأهلي عندما ضم الرجل عصام الحضري.

هكذا حافظ شحاتة لسنوات على هيبة كرسي مدرب المنتخب – التي بالتأكيد لم يكتسبها مع بداية عمله - حتى لو كانت اختياراته لم تنل الرضا فنيا، لم يدخل في جدال عليها واحتفظ بحقها لنفسه منفردا.

كان مدرب المنتخب من أعلام الزمالك، ولم يتهم يوما بمعاداة لاعبي الأهلي، العكس هو ما كان يحدث. واليوم يدخل الفريق في أزمة أهلي وزمالك في وقت حاسم ومدربه من الأرجنتين والسبب معاونه الزملكاوي.

في البداية، لنتفق أن لو كوبر نسى تاريخه وسلم نفسه لمساعده الزملكاوي لن يقبل أحمد ناجي الذي عمل لسنوات في الأهلي الأمر. الأمر أشبه بحساب الملكين.

ولأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فلنتذكر نتيجة أخر مرة صدقنا فيها أن المدرب العام هو من يحرك المدير الفني وماذا كانت النتيجة بعدما تولى شوقي غريب قيادة المنتخب.

والحقيقة، لا أجد سببا مقنعا لتحويل الأزمة الموجودة حاليا إلى صراع بين الأهلي والزمالك غير أن طرفيها من الفريقين وليس لأن سببها مدرب يجامل لاعبي الفريق الذي خرج منه.

الأمر أشبه بسخافة من يتهم مدربي الفرق بالتفويت للأهلي أو الزمالك في مباريات الدوري. رجل عاقل ضحى بعمله ومستقبله من أجل مجاملة النادي الذي تربى فيه!

أعتقد أساسا أننا حتى لو أخذنا اتهام المنتخب بمجاملة لاعبي الزمالك على حساب الأهلي محمل الجد سنجد أنه كان من الطبيعي أن يكون فيه القوام الأساسي للمنتخب في العام الماضي من بطل الدوري والكأس.

تغير الحال هذا الموسم، فلم ينضم باسم مرسي وكهربا للمنتخب، بل حتى لم ينضم أيمن حفني عندما كان في أفضل مستوياته بشكل يوحي فعلا بأن كوبر يتخذ موقفا ضده بسبب اتهامه بالتمارض من قبل. أي أن الرجل الذي استبعد رونالدو من قبل في إنتر ميلان سيد قراره فعلا.

هذا يؤكد عدم وجود تحامل على لاعبي الأهلي لصالح الزمالك، على الأقل فيما يظهر للناس.

أزمة في المعسكر؟

إذن هذا ينقلنا للاحتمال الثاني، وقد يكون هناك أزمة حدثت فعلا بين أسامة نبيه ولاعبي الأهلي خلال المعسكر ولم تخرج للنور.

بالطبع وقتها سيكون منطقيا أن يتجه لاعبو الأهلي بالشكوى إلى قائدهم، ويجب على كوبر أن ينهي تلك المشكلة بمجرد الاجتماع بالطرفين.

لو فعلا نبيه أهان رمضان صبحي قبل المباراة، فرمضان سجل هدف الفوز على نيجيريا ليصبح رجل العودة لكأس الأمم. ولا يوجد أفضل من هذا رد.

ولو فعلا غالي تطاول على عمرو جمال في المران وشكى ذلك لأسامة نبيه، فهذا دوره لينهي المشكلة قبل أن تتطور ولا يمكن لقائد الأهلي أن يعلم الرجل عمله.

عمرو جمال شارك أيضا كبديل، ولم يكن هناك قرار أفضل لإعادة الثقة له.

ثم أتت مشاركة غالي لتغلق أي باب أمام استمرار أي مشكلة منهما، وأكد ذلك عصام الحضري قائد المنتخب الذي كان يظن أيضا أن الخلاف انتهى في المعسكر.

ليبقى السؤال الآن، لماذا عادت الأزمة للاشتعال بعد مرور أكثر من شهر على مباراة نيجيريا؟

لماذا عادت؟

يقول حسام غالي إنه تفاجئ بالإعلام يكتب عن الأزمة ويضيف إليها قصصا لم تحدث.

من أول من أخرج قصة الخلاف بين غالي ونبيه للإعلام؟ لا أعتقد أنه الثاني بالنظر إلى الشكل الذي خرجت به إلى النور وكان يتهم مدرب المنتخب بمجاملة لاعبي الزمالك على حساب الأهلي. وهذا لا يجعلنا نجزم أيضا أن غالي هو من جاهر بالخلاف.

القصة خرجت للإعلام على أن نبيه رهن استمراره مع المنتخب المذلول على مدار 26 سنة بركلة جزاء، بعدم استدعاء غالي مجددا.

لو حقا اتهم مدرب المنتخب لاعبي الأهلي بـ"العصابة"، فالأفضل له أن يعمل مع الملائكة في فريق آخر. لو قال لصبري رحيل إنه يحتاج إلى "باك شمال" ليصبح "باك شمال" المنتخب فهذا يعني أنه لا يعرف أصلا كيف يختار اللاعبين.

ولا يمكن أيضا بأي حال أن يضع مدرب المنتخب اسمه في وضع مقارنة مع أي لاعب مهما كان اسمه، وفي هذه الحالة لا يمكن أن تسمع جملة تهديد "أنا أو فلان في الفريق".

ليس بهذه الطريقة من الممكن أن تكتسب قوتك، فحسن شحاتة مرجعيتنا في هذا الأمر لم يصل للشخصية التي تمنحه الحق منفردا في اختيار لاعبيه في يوم وليلة ودخل في صراعات مع لاعبين كبار في 2006 لم تجرؤ على مناقشته في 2010.

الأزمة الآن أننا وصلنا إلى حائط سد، غالي الذي قرر التصعيد بشكل يعني رفضه الاعتذار، استبعاده سيزيد من حدة الهجوم على جهاز المنتخب ويلصق بهم التهمة التي قد لا تكون فيهم من الأساس.

بالتأكيد، ستؤثر الأزمة على تعامل لاعبي الأهلي ككل مع الجهاز الفني، بعد أن رؤوا قائد فريقهم يستبعد من المنتخب بسبب خلاف قدمه وتعامل مع الإعلام على أنه أهلي وزمالك.

هناك الحل الثاني، وهو إقالة أسامة نبيه القرار الذي سيكسر أي هيبة لمدرب المنتخب أمام اللاعبين. ولا يمكن أن نجد بعدها نبيه يتم ترضيته بتولي منتخب للناشئين أو العمل مستقبلا مع أي منتخب من الأساس فليس بذلك تعاقب المخطئ.

ووقتها سنجد أنفسنا أمام ما كان مفترضا أن يحدث في البداية وهو الصلح بين الطرفين في غرفة مغلقة بعيدا عن الأعين. ولكن كيف ستكون العلاقة بينهما مستقبلا وكيف ستقابلها الجماهير؟

ما الضامن لنبيه لو غاب غالي في مرة عن معسكر المنتخب حتى لو بات أسوأ لاعب في مصر ألا يعود الإعلام وجماهير الأهلي للحديث عن الأزمة القديمة؟ لو جلس على مقاعد البدلاء في أي مباراة لن يستعيد هؤلاء الخلاف؟

اللوم يقع على نبيه وغالي لأن الأزمة خرجت من الغرف المغلقة، ولا يمكن أن تقف في صف واحد منهما الآن. وفي نفس الوقت لا يمكن أن نؤكد على أي منهما يقع اللوم أكثر في ظل تضارب الروايات.

كلاهما مخطئ وبالتالي أصبح أي حل سيأتي على حساب واحد منهما، وبالتبعية ربما يؤثر على المنتخب بأكمله بشكل لا يعجب إلا مجدي عبد الغني.

الآن حل "الطبطبة وبوسوا دماغ بعض" لم يعد مجديا في هذه الحالة، والرجوع له الآن سيكون خطأ أكبر في حق الفريق. فلا بد أن يجرى تحقيق بشكل جدي في الواقعة ويعاقب المخطئ أي كان مع إعلان نتائجه طبعا للإعلام.

لو حتى ثبت خطأ الطرفين، فأقل ما يمكن أن نساعد به كوبر واللاعبين هو أن نبعدهما عن الفريق.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني

ناقشني عبر فيسبوك

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات