طفل يحب كرة القدم، وكرة القدم لا تحبه، الطفل يتحدى ويستمر في ممارسة كرة القدم، كرة القدم تقع في دائرة شغفه.

قد تكون هذه الجملة هي ملخص لحكاية ديفيد سوريا مع كرة القدم حتى الآن.

ديفيد سوريا هو حارس فريق إشبيلية والذي من المتوقع رؤيته اليوم الأربعاء في نهائي الدوري الأوروبي أمام ليفربول، الحارس الإسباني أتم عامه الـ23 في شهر أبريل الماضي ولكن مشواره الكروي شهد تقلبات تكفي لاعبين تخطوا العقد الثالث من عمرهم.

ريال مدريد وتوتنام

سوريا من مواليد مدريد وكأغلب أطفال هذه المدينة فاللعب لصالح ريال مدريد هو أحد أكبر أحلامهم وهو ما نجح ديفيد سوريا في الوصول إليه من خلال مدارس شباب ريال مدريد وحتى الوصول للفريق الثالث للنادي الملكي لينتقل لمدة عام بعد ذلك إلى أتليتكو مدريد ثم العودة لريال مدريد والمشاركة مع الفريق الثاني "ريال مدريد كاستيا" بالدوري درجة الثالثة لمدة موسمين.

ومع استمرار مشاركة ديفيد سوريا جاءت له فرصة إحتراف مبكرة في إنجلترا من خلال بوابة توتنام ليترك ريال مدريد كاستيا وينتقل إلى إنجلترا ولكن بسبب عدم وصول ريال مدريد وتوتنام إلى اتفاق بشأن قيمة إنهاء عقد سوريا مع النادي الإسباني استمر الحارس الإسباني لمدة عام كامل بدون المشاركة.

ليستر وبيرمينجام

وبعد فترة طويلة من التدريب المنفرد لسوريا في توتنام وبعد أن قرر نادي شمال لندن عدم إكمال التعاقد معه وانتهاء عقده أيضا مع ريال مدريد، حصل سوريا على فترة اختبار قصيرة في اسكتلندا مع نادي هارتس ثم فرصة الإختبار في نادي ليستر سيتي الذي أبدى إهتمام كبير في التعاقد معه كبديل لكاسبر شمايكل ولكن سوء الحظ كان مازال يلاحق سوريا.

فخلال أول يوم تدريب لديفيد سوريا مع ليستر سيتي أصيب الحارس بالتواء في الكاحل ليخسر أي فرصة في الحصول على عقد دائم مع نادي ليستر سيتي.

ولم تنجح محاولات الأندية الأنجليزي في التعاقد مع ديفيد سوريا حيث حاول بيرمينجام التعاقد معه ولكن بسبب الأزمة المالية التي كان يمر بها النادي كانت عملية إنضمام ديفيد سوريا تتوقف على عملية بيع المهاجم نيكولا زيجيتش، تلك الصفقة التي لم تكتمل ليستمر ديفيد سوريا في مهمة البحث عن نادي جديد.

العودة لإسبانيا

وبعد فشل كامل في التعاقد مع نادي إنجليزي قرر الحارس الإسباني الشاب العودة إلى مسقط رأسه، مدريد، والإستمرار في التدريب بمفرده ثم الإنضمام لنادي هاو يدعى "كانياس" ليحصل بعد ذلك بعدة أشهر على تجربة اختبار جديدة في سبورتنج خيخون.

"ليس لدي خبرة ولكن كيف سأحصل على الخبرة إذا لم يثق بي أحدهم" - كان ذلك رد ديفيد سوريا على مدرب خيخون ولاعب برشلونة السابق ألبيلاردو الذي أبلغ للحارس قرارهم بعدم التعاقد معه بسبب حاجتهم لحارس ذو خبرة.

فرصة العمر

اليأس كاد أن يتمكن من ديفيد سوريا، فتخطيه لعامه الـ20 دون عقد احتراف ودون خبرة كان يعني اقترابه من ترك الشىء الوحيد الذي يجيد فعله وهو لعب كرة القدم ولكن قبل أن يتمكن اليأس منه جاءت له الفرصة المنتظرة عن طريق الأندلس ومن نادي إشبيلية.

فبسبب إصابة حارس فريق إشبيلية الثالث خلال الموسم قرر النادي الأندلسي البحث عن حارس وقرر وقتها التعاقد مع ديفيد سوريا من أجل فريق إشبيلية الثالث وجاء التعاقد من خلال إحدى كشافي فرق الشباب الذي كان يتذكر سوريا من خلال مشركاته مع ريال مدريد بمدارس الشباب.

وبدأ ديفيد سوريا مشواره مع إشبيلية بعام 2013 بالفريق الثالث ليتأهل بعد ذلك إلى الفريق الثاني "أشبيليه أتليتكو" بداية من موسم 2013/2014 والمشاركة بدوري الدرجة الثالثة الإسباني.

ديفيد سوريا متعاقد مع إشبيلية حتى موسم 2019 بشرط جزائي 20 مليون يورو.

واستمرت مشاركة سوريا بدوري الدرجة الثالثة حتى شهر ديسمبر الماضي حيث حصل على أول مشاركة رسمية له مع فريق إشبيلية الأول بكأس إسبانيا ليقرر أوناي إيمري بعد ذلك الدفع به كحارس إشبيليه الأساسي في بطولة الدوري الأوروبي على إثر تدهور مستوى حراس الفريق الأول خصوصا بيتو.

وقام سوريا بحارسة مرمى إشبيلية في جميع مباريات الفريق الأندلسي في الدوري الأوروبي هذا الموسم بداية من شهر فبراير وبمجموع دقائق 750 دقيقة ولم يتلقى مرماه سوى أربعة أهداف وكان نجح في قيادة إشبيلية في تخطي دور الـ8 بالدوري الأوروبي أمام أتليتك بيلباو في المباراة التي انتهت بالركلات الترجيحية.

ديفيد سوريا كان يشارك بدوري الإسباني الدرجة الثالثة منذ 5 أشهر.. واليوم أصبح على بعد ساعات من المشاركة في أول نهائي له كمحترف إذا سارت الأمور بشكل طبيعي.