كتب : فادي أشرف | الثلاثاء، 17 مايو 2016 - 22:11
منتخب مصر والرقص على السلالم
تقرير صحفي في البداية تحدث عن أزمة ما بين حسام غالي – ولاعبي الأهلي – ومدرب المنتخب أسامة نبيه يوم 11 مايو، هنا الأمر لا يزيد عن اجتهاد يشكر عليه صحفي قام بعمله على أكمل وجه وبحث عن معلومات وحصل عليها ونشرها.
بعدها بأيام، وبالتحديد يوم 16 مايو، خرج المسؤول الأول عن المنتخب، هاني أبو ريدة، ليقول إن هناك خلافا ما شب بين حسام غالي وهيكتور كوبر المدير الفني، دون أن يطرح أي تفاصيل أخرى بعد سؤال من الإعلامي أحمد شوبير (اقرأ التصريح من هنا).
هنا اندلعت الأزمة بشكلها الحالي.
ثم تصريحات أخرى من أسامة نبيه المدرب العام للمنتخب لم يؤكد فيها أو ينفي حدوث أزمة، رواية مختلفة خرجت من نفس المعسكر الذي ينتمي له أبو ريدة – هذا إن افترضنا أن هناك معسكرات متنازعة. (اقرأها من هنا)
لاحقا، خرج تقرير صحفي أخر تحدث عن وقائع بعينها حدثت في معسكر مباراة نيجيريا الثانية، ولم يخرج أحد بعد يوم كامل من النشر لينفي هذه الوقائع أو يؤكدها.
وبعدها يرد حسام غالي، ليتحدث أيضا عن "أزمة" يثق في قدرة هاني أبو ريدة على حلها حتى تعود "الأمور لنصابها الصحيح". (اقرأ رد غالي من هنا)
لحظة واحدة هنا.. ما هي الأزمة التي يتحدث عنها الكل ولا يعلم أحد تفاصيلها الكاملة ولا يستطيع أحد وضع رواية واحدة لها!
الجميع رقص على السلم، لا قالوا معلومة كاملة عن أزمة يفترض أنها حدثت قبل ما يقل بقليل عن الشهرين، ولا نفوها نفيا كاملا – حتى لو بالكذب - ليقطع الشك باليقين وينهي الأزمة المفترضة.
لا تلوموا إذا على كل من يفترض رواية ويبني عليها استنتاجات لخدمة مصلحة أو اعتقاد معين، سواء كانت صفحة على فيسبوك أو إعلامي على التلفزيون. القائمون على المنتخب في الأساس لم يعلنوا أي معلومة عن الأزمة ولم ينفوها وتركوا الأمر معلقا في الهواء.
كيف تهاجم من أخذوا الموضوع وفسروه "أهلي وزمالك" وأنت لم تقطع الطريق على هذا الفهم الذي – بالتأكيد – سيدمر أي فرصة من فرص المنتخب القليلة لتقديم بطولة قوية في كأس الأمم الإفريقية أو الوصول لكأس العالم.
بافتراض وجود أزمة.. من سيخرج معاقبا منها؟ هل يعاقب حسام غالي وتنتصر تفسيرات جماهيرية قد لا تكون كلها صحيحة؟ أم يعاقب أسامة نبيه وتضرب أسس احترام اللاعبين لمدربهم وتنصر أيضا تفسيرات أخرى قد لا تكون كلها أيضا حقيقية؟
وقبل الجلسة التي ستعقد للصلح يوم الجمعة المقبل حسبما صرح أبو ريدة، أستطيع أن أتوقع ما سيحدث. صلح وأحضان وقبلات ستخفي خلفها صراعا قد ينتهي بين نبيه وغالي، لكنه أبدا لن ينتهي بين الجمهور الذي سيذهب كل بتفسير عن الأزمة وسط غياب الحقائق.
طريقة إدارة الأزمة وعدم وجود الشفافية الكاملة – أو التعتيم الكامل المطلوب أحيانا في كرة القدم – هو من وصل بالأمر لتلك المرحلة، ولا أجد أحدا لألومه سوى القائمين على المنتخب، والمسؤول الأول عن المنتخب هاني أبو ريدة الذي بدأ حديثا عن أزمة كان من الممكن أن تمر مرور الكرام ولا يسمع عنها أحدا أي شيء.
بكل بساطة، كان من الممكن أن ينفي أبو ريدة وجود الأزمة، أو يقول حدثت أزمة وبالتالي قررنا أن نعاقب اللاعب أو المدرب، ولكنه فقط أشعل فتيل أزمة وأصبح مسؤولا عنها لأنه في نهاية اليوم القائم الأول على المنتخب.
هكذا سيدمر الرقص على السلالم منتخب مصر.
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر اضغط هنا
مقالات أخرى للكاتب
-
العنصرية بطعم أوميكرون وكرامة قارة على المحك الأربعاء، 15 ديسمبر 2021 - 13:46
-
حوار مع صديقي البراجماتي المؤيد لـ دوري السوبر الأوروبي الأحد، 18 أبريل 2021 - 20:35
-
إلى الأصدقاء في مدينة الإنتاج الإعلامي: لقد أصبح الأمر مملا للغاية السبت، 27 فبراير 2021 - 18:36
-
شيء من الخوف: ابن حميدو (الجزء الثاني) الثلاثاء، 25 فبراير 2020 - 12:59