بطل في الجول - تومي كاسيدي الذي اعترف برشوة فريقه للحكم فكان مصيره الإيقاف مدى الحياة
الجمعة، 06 مايو 2016 - 19:03
كتب : أحمد العريان
"سيد كاسيدي، من أعطى حكم اللقاء الرشوة؟"
سكوت تام....
كاسيدي يعلم تماما من أعطى حكم المباراة الرشوة، لكنه تعهد بعدم فضح صديقه حتى وإن كلفه ذلك إيقافه مدى الحياة.
"رغم كل ما حدث لي في قبرص لكنني مازلت أعشق هذا المكان، وأحتفظ بذكريات رائعة هناك، فلقد أقمت صداقات عديدة، وأنجبت ابني الأصغر هناك".. هكذا وصف توم كاسيدي أيامه في قبرص رغم ما تعرض إليه.
تومي كاسيدي رجل في الستينات من عمره، ولد في أيرلندا لكن قصته حدثت في قبرص.
في عام 1985 اعتزل كاسيدي في فريق أبويل القبرصي بعد سنتين من التألق أعاد فيهم البطولات بعد غياب منذ 1979، ليتولى تدريب الفريق مباشرة.
مسيرة كاسيدي مع أبويل مدربا لم تقل نجاحا عن مسيرته كلاعب مع أبويل، ليعيد بطولة الدوري أيضا بعد غياب خمس سنوات.
نجاحات أبويل مع كاسيدي لم تتوقف عند بطولة الدوري المحلي ووصلت للنطاق الأوروبي عبر كأس الاتحاد الأوروبي، وهناك كانت القصة.
"17 سبتمبر 1985 في ليلة المباراة ذهبت رفقة رئيس النادي إلى مطعم في الجبل، وهناك وجدت ثلاثة شبان يافعين يجلسون مع ثلاث فتيات، وحين سألت عليهم علمت أنهم حكام مباراتنا أمام لوكوموتيف موسكو".. تومي كاسيدي يروي القصة
"في اليوم التالي تأكدت من هويتهم حين رأيتهم يأتون إلى ملعب المباراة رفقة الفتيات. المباراة انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق، لكنني صراحة لاحظت أمرا ليس طبيعيا لصالحنا".
"سنوات مرت على تلك الحادثة الهامة في حياتي لكنني لم أسمع عنها مرة أخرى سوى بعد أن تلقيت مكالمة من سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي في عام 1991 يطالبني بالشهادة من جديد في قضية فساد بكرة القدم".
أبويل خاض مباراة الإياب في موسكو وخسر بأربعة أهداف مقابل هدفين في الوقت الإضافي ليودع البطولة، لكن تبعات المباراة في حياة كاسيدي وأبويل لم تتوقف هنا..
في العام التالي شارك أبويل في البطولة مرة أخرى، وفي الدور الأول تأهل على حساب هيلسنكي الفنلندي في إنجاز كبير للفريق القبرصي حينها، ولكي تتأكد من كونه إنجازا فعليك أن تعرف بأن أبويل نفسه صاحب أكبر هزيمة في تاريخ البطولات الأوروبية بـ 16 هدفا مقابل هدف وحيد عام 1963 أمام سبورتنج لشبونة.
أبويل تأهل وهنا كان عليه ملاقاة بشيكتاش التركي في الدور التالي.
علاقة قبرص بتركيا ليست جيدة أبدا، فالحرب بينهما لم يكن قد مر عليها سوى سنوات قليلة.
بالنسبة لكاسيدي ولاعبيه هي فرصة عظيمة بأن يلتقي مع فريق تركي من دوري أقوى من الدوري القبرصي كثيرا، ولذلك لم يكن قرار السلطات القبرصية بإجبار أبويل على الانسحاب مريحا لهم.
"قرار السلطات القبرصية كان مفهوما لدى الجميع في النادي والبلد بشكل عام، إلا أنا! لم أكن أرى في ذلك عدلا، لماذا ندخل السياسة في الرياضة من الأساس؟ كل تلك التساؤلات تبددت بعد مقابلة مع سيدة قبرصية لامتني على التمسك بخوض المباراة وسألتني كيف أتمسك بخوض مباراة مع العدو الذي قتل ابنها منذ بضعة سنوات؟".
"وقتها فقط أدركت أن خوض تلك المباراة لم يكن ليصبح قرارا صائبا".
قرار الانسحاب أدى لإيقافنا من قبل الاتحاد الأوروبي "ويفا" عامين وتبددت أحلامي في التألق أوروبيا".
تومي كاسيدي رحل عن أبويل الموقوف من قبل "ويفا" لكنه ظل موقوفا مدى الحياة بسبب أبويل والسبب أنه اعترف للويفا بحصول حكم مباراة أبويل ولوكوموتيف على رشوة ورفض الإفصاح عن الراشي.
"نعم لقد حصل حكم تلك المباراة على مبلغ مالي كرشوة وقد رأيته يتلقى المال في غرفته بالفندق بنفسي، لكنني لن أفصح عن الشخصية التي دفعت تلك الرشوة".
"أعلم اسمه لكنه صديقا مقربا لي، ولذلك رفضت الإفصاح عن هويته لأنني وعدته بذلك".
تومي كاسيدي رفض الإفصاح عن هوية الراشي، وبسبب ذلك تم إيقافه من قبل الاتحاد الأوروبي عن التواجد في مقاعد البدلاء، وتواجد في المدرجات حين واجه سبارتا براج رفقة فريق جلينتورم الآيرلندي في كأس الكؤوس الأوروبية عام 1997.
"حين خرجت من غرفة المحكمة أمام قاضي الويفا، وجدت الشخص الذي دفع الرشوة بالخارج يبكي ويرتمي بين ذراعيا ليشكرني على صمتي ويعتذر عن الأذى الذي سببه لي مدى الحياة".
تومي كاسيدي شخص أوقف مرتين في حياته لأسباب خارجة عن إرادته، وحين تعلق الأمر بمبادئه رفض السكوت واعترف بالواقعة على فريقه، لكنه رفض الإفصاح عن اسم صديقه مفضلا حمل إرث ذنبا لم يقترفه.
اقرأ أيضا
بطل في الجول - آيرتون سينا.. الرجل الذي مات في حلبة الفورملا تحت أنظار كاكا