نجوم الأهلي يروون 3 حكايات عن صالح سليم توضح شخصية المايسترو الصارم والحكيم
الجمعة، 06 مايو 2016 - 14:47
كتب : وكالات
المايسترو صالح سليم كما عرف عنه بالصرامة والحزم وشخصيته القيادية ربما تحكي عنه المواقف بشكل أفضل من مجرد كلمات المديح من كاتب.
في ذكرى رحيل صالح سليم عن عالمنا يستعرض FilGoal.com خمس حكايات ومواقف من حياة المايسترو تبرز الشخصية التي تعلق بها جمهور الأهلي ليعتبروه هو الأب الروحي لهم.
1 – الصدام مع الجوهري
هو واحد من أشهر المواقف في تاريخ الكرة المصرية، التمرد الذي حدث من لاعبي الفريق الأول قبل مباراة الزمالك في ربع نهائي كأس مصر عام 1985 ليقرر المايسترو إيقاف 16 لاعبا ويخوض المباراة بالصغار الذين فازوا على الغريم التقليدي 3-2.
وكل ما يلي على لسان ربيع ياسين نجم الأهلي الذي تم إيقافه وكان من بين المتمردين على إدارة النادي لـFilGoal.com.
"في صيف 1985 نشب خلاف ضخم بين رئيس النادي صالح سليم والمدير الفني للفريق الأول محمود الجوهري بسبب المهاجم محمد عباس".
"الجوهري كان مصراً على عودة عباس للمران بعد خروجه من أزمة تسببت في القبض عليه، فيما كان صالح سليم رافضاً تماماً لهذا الموقف ولعودة عباس للفريق".
"في هذا الوقت كان ثمانية من كبار لاعبي الفريق متواجدين في المغرب في معسكر المنتخب استعدادا للقاء المغرب في تصفيات مونديال 1986".
"اجتمع بنا محمود الخطيب أنا ومصطفى عبده ومجدي عبد الغني وعلاء ميهوب وأيمن شوقي وبقية الكبار الموجودين في المعسكر ليسألنا عن موقفنا من هذه الأزمة، واتخذنا قراراً بمساندة الكابتن الجوهري في موقفه".
"لدى عودتنا للقاهرة اجتمعنا بالجوهري وأخبرناه بقرارنا.. رفضه وقال لنا لا علاقة لكم بالأمر".
"طلبنا منه أن نتدرب معه خارج النادي لو لزم الأمر ورفض هو تماماً، وطلب منا الامتثال لأوامر رئيس النادي صالح سليم، لكننا أصررنا على موقفنا".
"حينما عرف صالح سليم بالأمر اتخذ قراراً فورياً بإيقافنا جميعاً، بالرغم من أنني تضررت من هذا الأمر إلا أن هذا القرار كان هو الأفضل في تاريخ الأهلي".
"الأهلي اتخذ قراراً بإيقاف كل كبار الفريق بالرغم من أنه سيلاقي الزمالك بنجومه وقتها فاروق جعفر وكوارشي.. لكن إرساء المبدأ كان أهم مائة مرة من الخسارة".
"اجتمع الجوهري وقتها بصالح سليم ليطلب منه ان يتقدم اللاعبون باعتذار مكتوب ويعودوا للمران لكن صالح رفض الأمر تماماً.. ليوافق الجوهري على خوض المباراة بتشكيلة من فريقي تحت 20 و18 سنة".
"كانت المفاجأة لنا حتى كلاعبين أن هذا الفريق نجح في هزم الزمالك بثلاثة أهداف لهدفين وتأهل لنصف نهائي الكأس".
"هنا عرفنا قيمة أن يكون هناك رجل وإدارة تحافظ على إسم النادي ومبادئه، هنا علمنا أن قيمة الأهلي أعلى منا كلاعبين. وتعلمنا الدرس".
"لم يكن هناك شخص في العالم قادر على اتخاذ هذا القرار سوى صالح سليم.. كان المبدأ أهم من الفوز على الزمالك وأهم من البطولة".
2 – عودة الخطيب من الاعتزال
هل تتخيل أن لاعبا مثل محمود الخطيب يعود من الاعتزال بعد عام واحد من ابتعاده عن الملاعب في سن الـ33؟ كمشجع للكرة وللأهلي إذا سمعت الخبر آنذاك ربما تتحمس كثيرا مع موقف كهذا نظرا لقيمة بيبو الفنية كأحد أساطير الكرة المصرية.
هذا السيناريو كان سيحدث عام 1988 لولا تدخل صالح سليم الذي نصح الخطيب بعدم العودة للملاعب للحفاظ على قيمته الفنية كلاعب.
يحكي بيبو تفاصيل هذا الحديث بينه وبين صالح سليم في حوار قديم مع برنامج صاحبة السعادة وقال "كامل أبو علي صديقي طلب مني العودة إلى الملاعب بعد الاعتزال. سنة واحدة أقضيها في سويسرا مع نادي نيوشاتل".
"كنت في الـ34 من عمري. هل أعود إلى الملاعب قلت لنفسي سأتدرب اسبوعين. بعدها لو وجدت نفسي قادرا على العودة إلى الملاعب سأعود".
"خلال الاسبوعين كنت أتدرب كأي شاب صغير. شعرت بأني أحسن وأقوى مع الوقت، غالبا سأعود فعلا إلى الملعب".
"لكني كنت أحتاج أولا إلى نصيحة صالح سليم. تحدثت معه وطلبت زيارته في مكتبه، هناك قلت له العرض الذي أمامي".
"صالح سليم قال لي: ستتألق في سويسرا لأن مهارتك غير عادية ومختلفة عن كل اللاعبين هناك".
"لكنك ستتألق لثلاث مباريات فقط. بعدها ستجد شابا في الـ18 من عمره يراقبك في كل مباراة تخوضها وسيجعلك حتى لا تلمس الكرة بقوته وشبابه".
"قال لي كابتن صالح: أنت في الـ34 من عمرك يا محمود. لن تستطيع مجاراة مدافع في الـ18 يراقبك بشكل فردي. لن تتحمل البرد أيضا".
"قلت لكابتن صالح: كان لدي شك في قراري. الآن حسمت أمري. لن أعود من الاعتزال".
3 – الرعب من صالح سليم
واحدة من القصص التي حكاها عدلي القيعي لـFilGoal.com من قبل عن صالح سليم عندما تعلق الأمر بأحمد فيليكس مهاجم الأهلي الغاني في فترة التسعينات والذي كان أيضا أحد نجوم الشياطين الحمر.
فيليكس في مرة تأخر في إجازة له بغانا عن الأهلي ليوم واتصل بالقيعي ليخبره بأنه لا يجد تذاكر للعودة إلى القاهرة فكيف تصرف صالح سليم وقتها.
يقول القيعي "رحلة فيليكس كانت رائعة مع الأهلي.. لكني أتذكر موقفا مهما يوضح كيف تدار القلعة الحمراء.
في مرة اتصل بي فيليكس، وقال لي إنه لا يجد تذكرة للعودة من غانا حيث كان يقضي إجازة قصيرة، وأنه سيتأخر.
حين أخطرت صالح سليم، قال لي: قل لفيليكس أن يذهب إلى مصر للطيران وبعلاقاتي هناك سأحل له المشكلة وسيعيدونه حتى لو بدون تذاكر.. لو لم يعد الخميس، فالأجدر به ألا يعود.
تأخر فيليكس يوما واحدا، وهو يدخل الفندق حاول أن يتلاعب بي ويقبلني ويضحك في وجهي، لكني ظللت جامدا.
صالح سليم كان قد اتصل طبعا صباح الجمعة، هل وصل؟ فعرف أن فيليكس تأخر، وانتهى الأمر.. إيقاف اللاعب عن المشاركة في البطولة العربية.
حسام حسن كان موقوفا أيضا في هذه الفترة، كانت مشكلة في هجوم الأهلي طبعا. لكن صالح موقفه ثابت.
مانت عارف يا عدلي
في يوم اتصل بي ثابت البطل، وقال لي أنا في بهو الفندق انزل لي.
حين نزلت وجدته جالسا ويديه على خديه، ماذا بك؟
أجاب ثابت: اتصل بصالح سليم يا عدلي واطلب منه أن يترك لنا مهاجما من الاثنين ليلعب معنا. لقد وصلنا إلى نهائي البطولة العربية ولا نلعب سوى بمهاجم واحد من بداية البطولة (هو أحمد كشري).
فرددت عليه: وأنا أقوله بصفتي إيه؟؟ مدير البطولة؟! ولماذا لا تتصل به أنت؟ ألست مدير الكرة؟
فأجاب بوجهه الحبيب "مانت عارف هيقول ايه يا عدلي؟!".
حسام لم يلعب النهائي.. فيليكس لم يلعب النهائي.. والأهلي توج باللقب بالفوز على الرجاء البيضاوي المغربي 3-1. رحمة الله على صالح سليم.