كتب : أحمد الخولي
هكذا تحدث شريف إكرامي وهو يحكي عن "مباراة الغل وحرقة الدم".. وذلك في الحلقة التاسعة من مذكرات الحارس الدولي التي يسردها مع FilGoal.com.
في الحلقة السابقة رحل جوزيه بعد انتهاء ولايته الثالثة بأحداث مريرة مثل فاجعة بورسعيد وواقعة انقلاب مالي. وعاد حسام البدري. (اضغط هنا لقراءة الحلقة)
البدري كان ذكيا واستفاد من خبراته السابقة مع المريخ السوداني وتعلم الكثير. وقاد الأهلي للوصول إلى نهائي إفريقيا ضد الترجي.
ماذا حدث في مباراتي الذهاب والعودة. سنبدأ من لقاء العودة في تونس وكل ما يلي يرد على لسان شريف إكرامي:
--
"كانت مباراة الذهاب قد انتهت بنتيجة 1-1 في القاهرة. لهذا الإياب كان صعبا للغاية ضد منافس عنيد".
"لكن الأهلي قدم واحدة من أفضل مباريات الفريق عبر تاريخه".
"لا أتحدث هنا عن اللعب الجميل، بل عن القتال أتكلم. عن 11 مقاتلا أو وحشا لعبوا المباراة بقميص الأهلي".
"من المباريات النادرة التي أبكي بعدها بحرقة. فبعدما فزنا باللقب تذكرت كم كان الموسم صعبا والضغوط عظيمة".
"وعلى المستوى الشخصي كنت سعيدا للغاية لأني لم أتخيل ضياع البطولة منا في النهائي بعدما قدمت مستوى ممتازا طوال الموسم. في هذا الموسم مثلا تصديت لكرة صعبة جدا في مباراة الزمالك".
"كنت أبكي لأني تحملت مالا يتحمله بشر بعد مباراة الذهاب التي انتهت في القاهرة 1-1".
"سأحكي لكم ما حدث".
• الغل
"في مباراة الذهاب ارتكبت خطأ في ضربة ركنية للترجي تحولت إلى هدف للفريق التونسي".
"كنت أشعر بحرقة من داخلي لأنهم سينسون تعبي طوال البطولة بسبب تلك اللقطة".
"وبالفعل تلقيت نقدا لا يتحمله بشر بسبب هذا الهدف".
"12 يوما هم الفارق بين مباراتي الذهاب والعودة يتم تقطيعي يوميا في وسائل الإعلام المختلفة".
"فقط ربما قبل المباراة بيوم واحد وجدت من يقول دعونا ننسى ما فات ولندعم شريف حتى يلعب جيدا في لقاء الإياب! كنت أقول لنفسي (بعد ايه!)".
"لكني خلال تلك الأيام الـ12 كنت أحول كل ما حصل إلى طاقة إيجابية. كنت أتدرب بغل غير عادي ويوميا أحاول التدرب على الكرة التي دخلت في بنفس طريقتها حتى لا تتكرر مثل تلك الغلطة أبدأ من جديد".
• لا ابتسام
"اتخذت قرارا بداخلي. كما خرج جمهور مصر محروق الدم من مباراة الذهاب سيخرج جمهور الترجي محروق الدم بعد لقاء الإياب".
"لو نظرتم على أشكالنا ونحن ندخل أرض ملعب الترجي لخوض مباراة الإياب ستفهمون كيف كنا وقتها. لا ابتسامة على الوجوه لا حديث جانبي بين اللاعبين. الكل في قمة تركيزه لخوض لقاء العمر".
"كنا جميعا نعلم أن الخسارة تعني النهاية. الخسارة أمام الترجي تعني أن جيل الكبار انتهى ويجب عليه الاعتزال وجيل الشباب لا يستطيع حمل راية الأهلي وصفقات النادي فاشلة. كانوا سيدمرونا".
"لهذا لعبنا كـ11 وحشا. وفزنا في مباراة العمر".
• رحيل البدري
"بعد فترة قصيرة من تلك المباراة رحل حسام البدري".
"شخصيا شعرت بالضيق. من الصعب عليك أن تشعر بأن مشروع يسير جيدا وقد اكتسب قوة بسبب تلك البطولة العظيمة التي فزنا بها يتفكك سريعا".
"من الصعب أن تبدأ مرة أخرى من جديد".
"لكن لأكن صريحا شعرنا بالقلق بعد رحيل البدري لكننا لم نشعر بالخوف عكس أيام جوزيه"
"بعد رحيل جوزيه شعرنا بالقلق والخوف لأن الظروف كانت صعبة من كل الوجوه. لكن بعد رحيل البدري شعرنا بأننا عبرنا صعابا أكبر".
"جاء كابتن محمد يوسف وكان خيارا موفقا من الإدارة لأن الأمور استقرت بتعيين رجل من المدرسة نفسها وكان معنا في كل الأحداث الصعبة التي واجهناها".
• محمد يوسف
"أردنا مساعدة محمد يوسف. كلنا بلا استثناء لأن علاقته باللاعبين كانت ممتازة. هو رجل ذكي وهادئ وصديق لنا جميعا".
"يوسف مدرب لا يصدر أزمات ويعرف كيف يتعامل مع كل شخصية بالطريقة التي تناسبها. الشباب غير النجوم. كل شيء كان جيدا في غرفة خلع الملابس".
"فقط ما واجهنا وقتها أن الظروف ازدادت صعوبة. ظهرت فترة خوض المباريات في أرض الجونة".
"نلعب في ملعب سيء وأجواء صعبة وبدأنا دوري أبطال إفريقيا بإخفاق التعادل مع الزمالك 1-1 والخسارة أمام أورلاندو بثلاثية".
"الغريب أن الفريق استرد أنفاسه هذا الموسم من المباريات التي خاضها خارج مصر. حتى جاءت لحظة مباراة الزمالك ولعبنا لقاء رائعا وفزنا بهدف فيه كعب رائع من وليد سليمان لأبو تريكة".
"الأمور تسير جيدا. وكنا نعلم أن هذا الجيل بقوته سيحقق البطولة مرة أخرى".
"اللاعبون قدموا أدوارا بطولية في جعل الجماهير لا تشعر إلا بالفخر وبالمتعة. أنت تشاهد متعب وأبو تريكة وبركات إذا سأستمتع اليوم وسأشاهد أهدافا. هذا ما حافظ عليه هذا الجيل الرائع".