كتب : أحمد الخولي
هذه هي الحلقة الثامنة لسلسلة مذكرات شريف إكرامي يحكيها حارس الأهلي ومنتخب مصر لـFilGoal.com.
الحلقة السابقة كانت عن حادثة بورسعيد، اللحظة الأصعب في تاريخ لاعبي الأهلي. (اقرأ من هنا)..
ماذا حدث بعد بورسعيد؟ كل ما يلي يأتي على لسان شريف إكرامي:
--
"في الولاية الثالثة لجوزيه كان الرجل يرغب في الاستقرار لسنوات طويلة. لا ينوي أبدا على الرحيل حتى جاءت حادثة بورسعيد".
"هنا كان بإمكاننا كلاعبين أن نرى تغيرا في نظرة جوزيه للأمور. بدأ يعيد التفكير في مستقبله مع مصر خاصة بعدما كثرت التحذيرات الأمنية من سفارة البرتغال له".
"لكن لم تكن بورسعيد سبب رحيل جوزيه. بل رحلة مالي".
"حين حبسونا في مالي بسبب الانقلاب السياسي الذي حدث هناك قرر جوزيه الرحيل. بسهولة يمكنك إدراك ذلك من تعبيرات وجهه".
"السفارة البرتغالية قررت أن يرحل جوزيه بمفرده من مالي وأن تؤمن هي الرحلة لمواطنها. لكنه رفض وقال: سأرحل مع لاعبي الأهلي كما جئت معهم".
"هذه اللحظة كانت صعبة لأننا طوال الليل كنا نسمع صوت الرصاص. لا نفهم ما يحدث في البلاد لكننا نعلم بسهولة أننا في خطر".
"صحيح أننا كنا كرجال وكلاعبي كرة نحول تلك اللحظات إلى ضحك ومحاولات تهكم على من يشعر بالخوف، لكن من داخلنا كنا نعلم أن الموقف صعب. وأن جوزيه سيرحل بعد العودة إلى مصر".
"وصلت طائرة حربية من مصر لتعيدنا إلى الوطن ورحل معنا العديد من المواطنين كأننا نجلي الرعية هناك".
المصارحة
"مرت الأيام وجاءت مباراة ودية ضد إسبانيول. ووجدنا حسن حمدي رئيس النادي مع جوزيه يتحدثان للفريق".
"قرر جوزيه الرحيل. قالها كابتن حسن حمدي وأضاف: الظروف غير مناسبة لاستمرار الرجل. لقد عاش معنا فترات قاسية لكن انتهت الرحلة عند هذا الحد".
"وتابع حسن حمدي: لنجعل تلك جلسة مصارحة. أنتم تعلمون أننا في فترة صعبة للغاية ماليا على مستوى النادي بسبب ما حدث. هذا له تبعاته".
"تنازل كل لاعب في الأهلي عن 30% من مستحقاته أو أغلبنا. لم أشعر إلا برضا عن قراري بتخفيض أعباء النادي ماليا خاصة وأن موسم الدوري ألغي وبالتالي من المنطقي ألا نحصل على كامل عقودنا".
ما بعد جوزيه
"سأكون صريحا بأننا شعرنا بالقلق. مرحلة ما بعد جوزيه تجعلك تشعر بالخوف على مستقبل النادي خاصة في ظل انحدار موارده المالية".
"عاد البدري وقد كان هناك رأي في الإعلام ورأي أخر داخل الفريق بشأن هذا القرار".
"ربما كان هناك من نظر لأن ولاية البدري الأولى مع الأهلي مثيرة للجدل عند قطاع كبير من الجماهير. الإعلام لم يمنحه فرصة والجماهير لم تصبر على رجل كان يعمل كمدير فني لأول مرة، وبعد جوزيه".
"لكن في المقابل كنا نعلم أن الولاية الثانية ستكون مختلفة. كنا نتابع كيف ينضج هذا الرجل ويفوز مع المريخ بالدوري السوداني".
"اكتسب البدري خبرات وهذا كان واضحا منذ اللحظة الأولى لعمله في الولاية الثانية مع الأهلي".
"كنت على ثقة في نجاح الرجل. كابتن حسام من الشخصيات الذكية التي تتعلم بسرعة كبيرة".
البطولة
"دخلنا دوري أبطال إفريقيا وضدنا مازيمبي والزمالك وتشيلسي. هنا نقطة هامة".
"الأهلي منسحب من المسابقات المحلية وبالتالي لا يوجد أمامنا سوى دوري الأبطال. لهذا كنا نعلم أن علينا الفوز باللقب ولا يوجد حل أخر".
"كنا في تلك البطولة لا ندافع فقط عن أنفسنا كلاعبين، بل ندافع عن الأهلي. نمنح الرعاة سببا للاستمرار في تمويل النادي. لم يكن أمامنا إلا قنص لقب إفريقيا".
"هنا قد يظن الجميع أن الضغط أكبر من أن نتحمله".
"لكن حين كنت أنظر إلى جواري وأرى وائل جمعة وباقي كتيبة النجوم كنت أعلم أن الشخصيات القوية الموجودة في الفريق ستصنع الفارق. شخصية اللاعب النجم تمنحك القوة".