تقرير في الجول – 6 طرق تكتيكية غيرت وجه كرة القدم.. هل اقتربت الثورة الجديدة؟
الأربعاء، 13 أبريل 2016 - 15:28
كتب : فادي أشرف
ذلك التغيير يخضع لعدة عوامل، ولكن بالتأكيد أهمها يظل اختلاف الطرق التكتيكية من فترة زمنية لأخرى، والطرق التكتيكية ليس المقصود بها هنا الخطة الرقمية (4-3-3 أو 4-2-3-1)، بل فلسفة لعب الكرة وطريقة الفريق في تقديم الخطة.
مجلة (فور فور تو) قامت برصد 6 طرق تكتيكية غيرت كرة القدم منذ مهدها حتى اللحظة الحالية، ينقلها FilGoal.com في التقرير التالي..
في البدء.. لم يكن هناك تمرير
كرة القدم الآن تعتمد على التمرير الكثيف، ولكن الأمر لم يكن كذلك في البداية في القرن الـ19.
كان الموضوع أبسط. اللاعب الذي يحصل على الكرة يركض بها إلى الأمام فيما يتكتل الفريق المدافع أمام مرماه حتى لا يستقبل هدفا، التمرير في نهاية الأمر كان الحل الأخير.
التغيير الذي طرأ جاء بأقدام فريق كوينز بارك الأسكتلندي، الذي أتى منه كل لاعبي المنتخب الأسكتلندي الذي واجه نظيره الإنجليزي في 1872.
لاعبو الفريق الإنجليزي كانوا أقوى، مجهزون للعبة أقرب للرجبي من كرة القدم، ولكن مع التمرير والتحرك كفريق، والهجوم الجماعي استطاعوا أن يحصدوا الفوز.
وبعد ذلك، انتشرت فكرة التمرير والتحرك الجماعي في بريطانيا، ومنها إلى أوروبا.
اختراع هربرت تشابمان
كما ذكرنا من قبل، الفكرة لا تدور حول الخطة الرقمية أو شكل (رص) اللاعبين داخل الملعب، ولكن الـ(WM) كان موضوع مختلف.
الخطة السائدة في بداية القرن الـ20 كانت 2-3-5، بوجود ثنائي في الدفاع بشكل هرمي.
ولكن مع التغيير الذي طرأ على قانون التسلل، بتقليل عدد اللاعبين الذي يغطون التسلل من 3 إلى 2، بدأت الفرق في تطبيق مصيدة التسلل.
هذا تسبب في زيادة عدد الأهداف التي تسكن مرمى الفريق الذي يطبق المصيدة، بسبب صعوبة إتقان تنفيذها.
هنا جاء تشابمان.
قرر هربرت تشابمان مدرب أرسنال في منتصف العشرينيات من القرن الماضي، أن يعيد لاعب القلب الثالث في وسط الملعب أمتار قليلة للخلف ليكون بين ثنائي الدفاع ولكن أمامهم في نفس الوقت .
لكن هذا سبب خللا في وسط الملعب. هنا قرر تشابمان أن يعود المهاجمين الداخليين للمساندة في وسط الملعب، فيما تنطلق الأجنحة للأمام وتتحول الخطة إلى 2-3-2-3 بشكل حرفي W وM.
ما فعله سيبيس بهيديكوتي وزاكارياس في مباراة القرن
هل سمعت عن مباراة القرن الـ20؟
مباراة القرن الـ20 دارت رحاها عام 1953 بين منتخب إنجلترا مهد كرة القدم، وفريق المجر الرهيب حينها بوجود ناندور هيديكوتي وفرينتس بوشكاش.
عندما بدأت المباراة، ظن مدافعي إنجلترا أن من يرتدي الرقم 9 – هيديكوتي - هو بالتأكيد قلب الهجوم، لكن جوستاف سيبيس مدرب المجر قام بتأخير مدرب الأهلي في السبعينيات إلى المنطقة بين وسط الملعب والهجوم ليتحرك بحرية في مساحة شاسعة بسبب تأخر الدفاع الإنجليزي.
تحول هيديكوتي للاعب وسط زائد سيطر تماما على الأمور، مع تأخر لاعب الوسط جوزيف زاكارياس لمساندة ثلاثي الدفاع المستوحى من تشابمان، ليشهد الملعب لأول مرة 4 مدافعين.
فازت المجر 6-3، وصارت فكرة تحريك المهاجمين للمساحات بدلا من وضعهم في مواجهة الدفاع المنافس.
الكاتيناتشيو
الترجمة الحرفية لكلمة (كاتيناتشيو) من الإيطالية هي (ترباس الباب)، وهذا يلخص كثير من الكتابة.
فكرة الكاتيناتشيو انطلقت من مدرب نمساوي في الأصل، كارل رابان، حين وضع ليبرو خلف الدفاع، قبل أن ينقلها نيريو روكو إلى تريستينا الإيطالي.
روكو - في مطلع الستينيات – كان من الممكن أن يغير أي شيء في الفريق، سوى الليبرو خلف الدفاع.
هنا أتى دور ملهم الطريقة، الأرجنتيني إيلينيو هيريرا مدرب إنتر ميلان، ليبرو خلف رباعي دفاعي موكلين بأدوار رقابة رجل لرجل، رقابة عنيفة وبدنية.
الليبرو دائما موجود كتأمين زائد، ولكن الأزمة ستظل في تعزيز الوجود الهجومي.
هيريرا هاجم كل من استعمل الكاتيناتشيو بعده لأنهم أغفلوا دور الأظهرة الدفاعية في المساندة الهجومية في حين استعمله هو لخلق فريق أسطوري لأفاعي ميلانو.
ثورة ميتشلز
من الأخطاء التاريخية المنتشرة بين كل من له علاقة بكرة القدم، هو استقدام اسم يوهان كرويف عندما تأتي سيرة الكرة الشاملة، في حين أن في هذا الوقت يكون من الضروري تذكر رينوس ميتشلز.
مع أياكس ثم برشلونة ثم منتخب هولندا، كشف ميتشلز كيف تكسر رقابة رجل لرجل التي سطر قواعدها هيريرا، الجميع يهاجم، الجميع يدافع، هكذا هي الكرة الشاملة.
الدفاع يبدأ من الأمام، والهجوم ينطلق من الخلف.
ولكن تحركات اللاعبين الكثيفة التي نراها ليست عشوائية، بل يحكمها قواعد وضعها ميتشلز.
التحركات كلها في خطوط طولية، الظهير الأيمن يأخذ مكان الجناح الأيمن، والعكس، والكرة تنتقل بين اللاعبين، وهنا يأتي دور كرويف.
لاعب الهجوم الذي ينزل لوسط الملعب ويتحرك لتسلم واستلام الكرة، هنا فكرة الكرة الشاملة، اللاعبون يتحركون في اتجاه المساحة الخالية.
دائما البحث عن مساحة.
تيكي تاكا
تعديل كبير على الكرة الشاملة. الآن التركيز على الحفاظ على الكرة.
الفكرة دائما هي أن يكون وسط الملعب شاهدا لوجود مكثف للاعبين قادرين على تمرير الكرة والحفاظ عليها، مزيد من التمرير لخلق المساحة من أجل الاختراق والتهديف.
برشلونة استخدم الحفاظ على الكرة من أجل الهجوم، لكن إسبانيا في كأس العالم 2010 مثلا استخدمتها للدفاع. الكرة معك فمن سيهاجمك دونها؟
الجميع أصبح يركز على الحفاظ على الكرة، هل نقترب من ثورة جديدة في عالم كرة القدم؟
الفرق التي تعتمد على الهجمات المرتدة صارت تنجح بشكل أكبر في السنوات القليلة الماضية، برشلونة نفسه صار أكثر حدة ومباشرة على المرمى.
ولكن المؤكد.. أن التطور سيظل مستمرا مادام كرة القدم موجودة.