بدأ المدير الفني للزمالك ماكليش بطريقة 4-3-3 بتشكيل مكون من أحمد الشناوي في حراسة المرمى، ورباعي خط الدفاع حمادة طلبة ومحمد كوفي وأحمد دويدار وعمر جابر وفي الوسط الثنائي معروف يوسف وطارق حامد، وفي الأمام محمود عبد المنعم "كهربا" وخلفه الثلاثي حازم إمام وأيمن حفني ومحمد إبراهيم.
من الوهلة الأولى تعتقد أن الزمالك يخوض لقاءه دون رأس حربة في ظل جلوس باسم مرسي وإيمانويل مايوكا على مقاعد البدلاء، لكن لا بأس أن تدقق قليلا في طريقة لعب الفريق الأبيض وتمركز لاعبيه لفهم ما أراد ماكليش تطبيقه.
في تحليل طريقة لعب مولودية بجاية (طالع التفاصيل)، تم الاستنتاج أن أضعف خطوط الفريق الجزائري هو خط الدفاع الذي يعيبه أمرين. البطء، والتمركز السيء الذي يسمح لمهاجمي المنافسين بضربه من أقصر الطرق.
حسنا، كيف للمدرب أن يحافظ على طريقة لعبه المعتادة، مع الاستفادة القصوى من نقطة ضعف المنافس؟
هنا يتعين على المدرب اختيار أفراد بعينهم لأداء هذه المهمة ولا يهم وقتها رؤية الخطة بشكل نظري، هل من ينفذ المهمة مسماه رأس حربة أم لاعب وسط هجومي، الأهم هو ترجمة ذلك على أرض الواقع.
هكذا فكر ماكليش، فوجود باسم مرسي أو مايوكا في الأمام يجعل الصراع بينهما وبين دفاع بجاية بدني من الدرجة الأولى، ناهيك عن استلامهما للكرة وخلفهما مرمى بجاية في وضعية تصعب وتبطئ "رتم" ونسق اللعب.
فبهذه الوضعية، لن يستفيد الزمالك من أهم نقاط ضعف الفريق الجزائري، إذا ما الحل؟
وضع ماكليش كهربا كرأس حربة صريح اعتمادا على تمويل أيمن حفني ومحمد إبراهيم، الأمر الذي جعل من يتسلم الكرة فيهم لا يفكر إلا في التوجه لمرمى بجاية مباشرة دون تحضير ونقل للكرة، إلى جانب مهاراتهم العالية والسرعة الموجودة لدى الثلاثي خاصة كهربا وحفني.
يلخص المشهد التالي فلسفة ماكليش خلال اللقاء بدرجة كبيرة، طبيعة كهربا المتحرك تسهل كثير من الأمور، فمركزية باسم أو مايوكا كانت ستفرض عليه رقابة شديدة، كما أنه يتسلم الكرة في وضعية المنطلق دائما بعكس باسم مثلا في كرة الهدف الثاني حين تباطئ في تمرير الكرة لحازم إمام وافتقد للتصرف الصحيح لبضع ثوان لولا عرضية حازم لحمودي التي انتهت بهدف في النهاية.
الصورة التالية تكملة للمشهد السابق. أيمن حفني فضل التمرير لمحمد إبراهيم في الجهة اليسرى ولم يمرر لكهربا.
لاحظ كيف عدل كهربا من وضعيته واستغل تمريرة إبراهيم لتنتهي الكرة في النهاية بتسديدة خطيرة تحول لركنية.
دراسة ماكليش لحالة دفاع بجاية السيئة للغاية جعلت كهربا هو الخيار الأنسب في الهجوم وهو ما ترجم في أكثر من فرصة خطيرة لاحت له بخلاف كرة الهدف الذي سجله، إلى جانب الفرص التي أهدرها محمد إبراهيم وأيمن حفني.
تعامل الاسكتلندي بواقعية شديدة مع اللقاء وعرف من أين يضرب بجاية، فبعد إصابة كهربا حاول تعويضه بباسم مرسي ودفع بحمودي بدلا من محمد إبراهيم، واستطاع تسجيل الهدف الثاني استغلالا لأخطاء بجاية الدفاعية التي لا تتوقف.
وفي النهاية خرج حفني المنهك ولعب مايوكا في الخمس دقائق الأخيرة دون تعديل كبير في الطريقة في ظل انكماش الزمالك في اللحظات الأخيرة للحفاظ على فارق الهدفين.
مهمة أي مدير فني هي ضمان وصول لاعبيه للمرمى وهو ما نجح فيه ماكليش لكنه بالتأكيد غير مسؤول عن ضياع هذه الفرص.
من يقول أن محمد إبراهيم في هذا المشهد سيحول الكرة لخارج المرمى ولن يضعها في الشباك؟
ظهر دفاع الزمالك متماسكا في ظل مبالغة الفريق الجزائري بالحالة الدفاعية وهو أمر متوقع حتى يخرج بأقل الخسائر انتظارا للحسم في لقاء العودة.
انشغال زرداب بالدفاع ناحية اليمين، ويايا فوزي ناحية اليسار جعل المهاجم السنغالي ندوي في عزلة إلى جانب رقابة كوفي الناجحة له للغاية، وهو أمر يحسب لماكليش الذي دفع بكوفي وليس علي جبر "البطيء" نسبيا.