كتب : هشام إسماعيل
هل تعرف أن إسبانيا واحدة من البلدان الرائعة في إنتاج النبيذ؟ ربما لا تحبذ شرب الخمور لكن لا ريوخا هو واحد من أفضل الأنواع التي يفضلها محبي النبيذ.
إسبانيا هذا العام أنتجت بفضل مدينة سان سباستيان المدينة الباسكية الساحلية الرائعة واحدا من أفضل أنواع النبيذ اسمه أرتيز أدوريز وهذا النوع بالتأكيد سمعت عنه.
أدوريز مهاجم أتليتك بلباو صاحب الـ35 عاما استطاع أن يقدم واحدا من أفضل مواسمه الكروية على الإطلاق، ففي الوقت الذي يستعد جيله في خلع حذاءه والخروج من الملعب باكيا للاعتزال، يقدم المهاجم الباسكي رواية مسرحية رائعة.
مجد بوشكاش الذي صنعه في الستينات مع ريال مدريد لم يكرره أحد سوى أدوريز حتى الآن، المجري الذي قاد الملكي للمجد كان الوحيد الذي استطاع أن يصل لهذا الرقم في إسبانيا عبر التاريخ وهو بعمر الـ35.
رحلة متوسطة
أدوريز ولد في إقليم الباسك، وكعادة أي لاعب كرة ولد هناك لا يفكر في شيء سوى بلباو.. النادي الذي لا يقبل سوى أبناء الإقليم فقط ولا غيرهم، نجح في الوصول لسان ماميس وهو في عمر الـ19 مع بلباو ب لينتقل إلى الفريق الأول بعد سنتين من المستوى الطيب مع الرديف لكن الأمور في الأعلى لم تسر بشكل طيب ليعود من جديد إلى بورجوس فريق الدرجة الثانية.
استمر في نفس الدرجة مع بلد الوليد حتى عاد للديار من جديد عام 2005 ليشاهد تألق يورينتي الشاب الصاعد آنذاك لمدة 3 سنوات ليرحل إلى مايوركا ثم فالنسيا كأي مهاجم عادي في الليجا.
أمور أدوريز لم تتحسن على الإطلاق، لم ينضم للمنتخب سوى مرة واحدة عام 2010 بل أنه لعب لمنتخب إقليم الباسك مباريات أكثر من لا روخا لم يتجاوز سعره 5 ملايين يورو في أي انتقال، هل تتذكر لوكي لاعب ديبورتيفو؟ لا يهم إذا كنت لا تتذكره لكن كان راتبه أعلى من مهاجم بلباو.
العودة
بلباو عام 2012 قرر الاستعانة بأدوريز من جديد بعد أن رفض يورينتي تجديد عقده، الأمور ساءت بين الأخير ومدربه بيليسا وتبدلت الأحوال هذه المرة وبات أدوريز هو رقم 1 ويورينتي البديل لأسباب تأديبية ممكن، لأسباب فنية من الوارد.
أدوريز تمسك بالفرصة، سجل 18 هدفا طوال الموسم وحافظ على الرقم ذاته للموسم التالي ليصل إلى موسمه الثالث واستطاع أن يسجل 26 هدفا في عمر الـ34 وحصل على جائزة الباسكي تيلمو زارا التي تمنح لأكثر لاعب محلي يسجل أهدافا في الدوري الإسباني، هل تعلم أن يورينتي سجل 28 هدفا في أفضل مواسمه وهو 27 عاما؟
موسم استثنائي
افتتح أتليتك بلباو الموسم الكروي بواحدة من أكبر مفاجآت كرة القدم بعد أن هزم برشلونة في ذهاب السوبر الإسباني 4-0 سجل أدوريز هاتريك من الرباعية ليذهبوا أبناء الباسك للناحية الأخرى من البلاد في كاتالونيا للحسم وينجح أدوريز في قتل أحلام ميسي ورفاقه بهدف تعادل به مع البلاوجرانا ليتوج باللقب الأول في مسيرته الكروية.
اللقب الأول لم يكن سوى شرارة انطلاق لموسم أدوريز الاستثنائي الذي وصل فيه لهدفه رقم 32 هذا الموسم، منهم 9 في الدوري الأوروبي كهداف للمسابقة.
ربما فاتك هدفه في مارسيليا هذا الموسم في الدوري الأوروبي
أو هدفه الأكروباتي في شباك إيبار هذا الموسم في الدوري المحلي.
مهاجم 9
أدوريز هو مهاجم كلاسيكي، أو 9 كما يطلق عليه.. الطلب على هذه النوعية لم يعد كثيرا.. الجميع بات يريد المهاجم الذي يخلق المساحات ويتحرك خارج منطقة الجزاء ويراوغ ويصنع، ليس هناك مكانا للمهاجم الذي يسجل فقط إلا القليل.
دييجو كوستا لم يبرز مع إسبانيا حتى الآن.. موراتا يلعب دور المهاجم الثاني الآن إذن ما الحل يا ديل بوسكي قبل اليورو؟ لم يجد صاحب مجد المونديال الأول للماتادور ضالته سوى في العجوز أدوريز الذي عاد للمنتخب كمهاجم أساسي بل وبات المرشح لأن يكون المهاجم الأساسي في اليورو المقبل.
أدوريز انضم للمنتخب أمام إيطاليا وسجل في شباك الأتزوري هدفه الدولي الأول قبل أيام ليكتب شهادة ميلاد لنوع جديد من النبيذ ربما يكون أفضل ما أنتج هذا العام.
نظرية فيرجسون
بعد اعتزال إيريك كانتونا كان على الاسكتلندي أليكس فيرجسون التعاقد مع مهاجم ليحل بديلا للأسطورة الفرنسية في أولد ترافورد، فكان اختياره على الإنجليزي تيدي شيرنجام صاحب الـ31 عاما آنذاك.
لكن قبل التعاقد معه قام فيرجسون برؤية والد تيدي شيرنجام، وكان التفسير الذي قاله الاسكتلندي أن هيئة وصحة الوالد في عمر متقدم تجعلك تتوقع شكل اللاعب في سن متقدم أيضا.
وبعد أن رأى فيرجسون أن والد شيرنجام بصحة جيدة ولم يصبح وزنه زائدا بشكل كبير أقدم على التعاقد مع شيرنجام الذي تألق مع مانشستر يونايتد.
الحال نفسه مع أدوريز الذي يرى أن الفضل في اللعب بشكل جيد في سن 35 عاما يعود لجينات والديه وأطلق عليه "سره الكبير".