أنا شريف إكرامي – (2) حين بكيت بسبب درس حسن شحاتة.. فبدأت رحلتي في أوروبا
الثلاثاء، 05 أبريل 2016 - 14:13
كتب : أحمد الخولي
لم يدرك الصحفي الذي كتب هذا العنوان أن كلماته ستلعب دورا في مستقبل شريف إكرامي وتدفع "الوحش الجديد لإفريقيا" للتفكير في مغادرة القارة والاحتراف في أوروبا.
لكن حتى يصل شريف إكرامي لنيل هذه الإشادة من صحيفة الأهرام، عاش رحلة صعبة مع بداياته في منتخب مصر.
FilGoal.com يستعرض الحلقة الثانية من مذكرات شريف إكرامي يحكيها بنفسه فيما يلي:
التأسيس
من حسن حظي في الأهلي أن أحمد ناجي تولى عملية تأسيسي بنفسه ولـ 6 سنوات كاملة.
في تلك الفترة كان الأهلي يعمل وفق نظام ثابت في حراسة المرمى.
قطاع الناشئين يفرز للفريق الأول حارسا مميزا كل ثلاث سنوات. ووقتها كانت العيون كلها مع شقيقي أحمد رحمه الله وأمير عبد الحميد.
أما جيلي فضم العديد أحمد نبيل ومحمود رجب وكريم طارق من الحراس المميزين، وكنت متفوقا بشدة في هذه المنافسة ومعي علي فرج.
هناك كونت صداقات العمر وتعرفت علي الثلاثي حسام غالي ووائل رياض "شيتوس" وعلي صقر، أقرب أصدقائي حتى اللحظة.
ثم جاءت اللحظة الفارقة.
انضباط
المنتخبات لعبت دورا كبيرا في حياتي، والبداية الدولية جاءت مع كابتن ابراهيم يوسف عليه رحمة الله حين ضمني للفريق الوطني للناشئين سنة 1996 وكان عمري 13 سنة.
هنا لحظة صعبة في حياتي.
التحول من حياة الرفاهية، أنا ابن المدارس الأجنبية والابن المدلل لأحد أهم نجوم المجتمع، إلى حياة كرة القدم ومشقة التدريبات والعيش المنضبط.
لكني تحملت ونجحت. ووصلت إلى المنتخب التالي، إذ بدأ كابتن شوقي غريب في إعداد منتخب الشباب المشارك في أمم إفريقيا.
المنافسة كانت محتدمة بيني ووائل زنجا حارس الزمالك ومحمد صبحي نجم الإسماعيلي.
حصلنا على المركز الثالقث وتأهلنا إلى كأس العالم 2001 في الأرجنتين، لكن للأسف الإصابة منعتني من المشاركة ليقود محمد صبحي الفراعنة.
لم أحزن أبدا لأن روح الفريق كانت فعلا رائعة وقد حقق منتخب مصر إنجازا رائعا بحصد الميدالية البرونزية.
المعلم
هنا تلقيت درسا هاما في حياتي كان بطله كابتن حسن شحاتة.
تسلم المعلم مهمة منتخب مصر للشباب وبدأ في الإعداد للجيل الذي سيخوض أمم إفريقيا 2003 في بوركينا فاسو.
نظم المعلم مباراة ودية لنا مع السعودية في ملعب حلمي زامورا في الزمالك، وعلمت أن كابتن شوقي غريب الذي تولى مسؤولية المنتخب الأوليمبي سيحضر اللقاء.
أنا كابتن منتخب مصر، ويجلس في المدرجات مدربي السابق شوقي غريب وأحلم بالانضمام لفريقه لاحقا في الأوليمبياد. كنت أظن أن مشاركتي أساسيا حتمية.
فجأة عرفت أن المعلم قرر وضعي على مقاعد البدلاء واختار أن يبدأ بعلي فرج. شعرت بأني في حال نفسية سيئة للغاية.
شعرت بالحرج من كابتن شوقي غريب وزملائي في المنتخب الأوليمبي، وشعرت بأني في أصعب موقف في حياتي.
الدرس
هنا الدراما. شاءت ظروف المباراة ان يطلب مني حسن شحاتة أن أجري عمليات الإحماء وأستعد للمشاركة!
قلت لكابتن حسن شحاتة: أنا أسف. لن أستطيع اللعب. أشعر بأني في حال نفسية سيئة، أنا مدمر تماما.
ليلتها بكيت بكاء مريرا لم يحدث من قبل ولم يتكرر حتى الان في حياتي.
طبعا جاء رد فعل كابتن حسن شحاتة قاسيا، واستبعدني من حساباته في مباراتين وديتين في قطر.
وبعد العودة من قطر اجتمع بي المعلم على انفراد.
قال لي حسن شحاتة: شريف. أنت تعلم تماما لماذا قمت باستبعادك. أنا مدير فني أحب النظام والالتزام. لم أتوقع أبدا منك أنت تحديدا ما حدث.
وأضاف حسن شحاتة: "اليوم أجتمع معك لأنك لاعب مهم. تعلم تماما أني أريدك معي في كأس أمم إفريقيا، فاستعد".
وعدت للمنتخب.
كان خط سيرنا قوي للغاية. مع متعب وعلي وفتحي وحسني عبد ربه وأخرين قدمنا بطولة رائعة وفزنا باللقب واقتنصت لقب أفضل حارس.
في تلك الفترة كنت أطلب من نفسي الكثير، حتى أني كنت مقتنعا بأني لم أستحق لقب أفضل حارس في تلك البطولة.
خلقت تحديا جديدا لنفسي وهو التواجد في كأس العالم للشباب.
إكرامي Vs كولومبيا
عشت تجربة مهمة في حياتي خلال تلك الفترة.
كنت أشاهد كيف تحول الفريق الشاب من منتخب مراهق إلى نجوم.
فوجئنا بالإعلام والأضواء والناس والشهرة. كل هذا لم نعرف كيف نتعامل معه بصراحة.
الاحتفالات كانت مبالغ فيها فعلا. هذا ربم سر عدم تقدمنا في كأس العالم إلى أبعد من الدور الثاني.
لكني على الرغم من تلك الحالة كنت منفصلا عن كل شيء في الحياة. شعرت أن تلك البطولة بإمكانها أن تغير مساري في كرة القدم.
لعبت ضد كولومبيا وإنجلترا في كأس العالم، ولقاء إنجلترا كان ربما الأجمل في حياتي.
لا أنسى حتى اليوم "مانشيت" جريدة الأهرام: كولومبيا تتعادل مع إكرامي 0-0 في افتتاح كاس العالم.
كنت الوحيد من مصر الذي تم اختياره في فريق منتخب العالم. ومن هنا بدأت أحلام الاحتراف تسيطر على عقلي.
فرصتي في الأهلي كانت صعبة جدا.
عصام الحضري يسير بخطى واثقة والاعتماد عليه يزداد، من غير المنطقي أن أطلب المشاركة أساسيا. ومن هنا بدأت أفكر في خطوة أوروبا.