تحليل في الجول - المصريون رائدون في "حروب الاستنزاف".. وهذا سبب الفقر الهجومي أمام نيجيريا

ربما سمعت من قبل عن حروب الاستنزاف، ولكن هل تعلم أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر هو من أطلق ذلك المصطلح؟ نعم أطلقه عبد الناصر بعد الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل بعد نكسة 1967 على ضفتي قناة السويس.<br>

كتب : محمود سليم

الأربعاء، 30 مارس 2016 - 13:33
ربما سمعت من قبل عن حروب الاستنزاف، ولكن هل تعلم أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر هو من أطلق ذلك المصطلح؟ نعم أطلقه عبد الناصر بعد الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل بعد نكسة 1967 على ضفتي قناة السويس.

الفكرة وباختصار هي تنظيم الدفاع وتحسين أسلحة الردع وتبادل الهجوم مع مرور الوقت، فهي حرب الألف يوم كما أطلقوا عليها، لايهمك مرور الوقت ولكن الأهم استمرار الالتزام والتنظيم في الدفاع، فأنت لست في أفضل حالاتك والخصم يمتلك الأسلحة والقوة الضاربة بشكل كبير لذلك تحاول "استنزاف" قواه من دون تكبُدك أية خسائر..هكذا فكر هيكتور كوبر المدير الفني للفراعنة.

فالمدير الفني الأرجنتيني لم يجازف في البداية واستمر في تنظيم الدفاع كما كان في الذهاب بتعليمات دفاعية بداية من رباعي الهجوم مع الاعتماد على أخطاء المنافس لخطف الهدف والنقاط الثلاث.. طالما لم تسكن شباكك أهداف فالفوز قادم لا محالة.

هكذا كان تنظيم المنتخب دفاعيا في الثوان الأولى للمباراة.

تأخر خط الدفاع للخلف وسقط في أحضانهم ثنائي الارتكاز فيما ارتد الجناحين والسعيد إلى الوسط بينما استمر مروان محسن في الضغط والركض خلف الكرة، ولكن أخطأ لاعبي الارتكاز تحديدا في هذا الأسلوب فدورهم دائما ملء الفراغات بين لاعبي الوسط المهاجم (الذين أصبحوا لاعبي ارتكاز تقريبا) وخط الدفاع لمنع كل سُبُل التمرير على نيجيريا فظهر المشهد وكأن لاعبينا "أقماع" تتحرك بينها لاعبي الخصم بكل سلاسة، هل تعلم أننا لم نكن نستخلص الكرة تقريبا فكان الفريق النيجيري يبني هجمته وينهيها دائما حيثما شاء.

هل تتذكر في تحليل مباراة الذهاب انتقاد عدم وجود دور دفاعي من قِبل محمد صلاح؟ جاء الحل بارتداد صلاح ولكن لعمق الملعب حيث يرتد مع فيكتور موزيس ويترك الظهير الأيسر لعمر جابر، لدرجة أن هيكتور كوبر في الدقيقة 23 ظهر صوته مشيدا بارتداد صلاح قائلا "برافو صلاح".

كذلك ارتد في إحدى الهجمات المرتدة إلى حدود منطقة الجزاء وقام بعمل تغطية نموذجية.

إذا لماذا ظهر المنتخب المصري بهذا الفقر الهجومي؟

لابد أولا توضيح جزئية تكتيكية هامة تأتي فقط بتدريبات من المدير الفني وهي بناء الهجمات من الخلف، عليك أولا تقديم الظهيرين أو على الأقل أحدهما مع قيام قلبي الدفاع بفتح عرض الملعب وسقوط أحد لاعبي الارتكاز للاستلام منهم والخروج بالكرة بفضل تحركات لاعب الارتكاز الثاني وصانع اللعب على الدائرة بشكل مُركَّب.

فهُنا مع تحركات ثلاثي الوسط بهذا الأسلوب سيكون رقم 8 من الفريق الأزرق حر إلا لو تقدم للضغط عليه رقم 8 من الفريق الآخر وهنا سيكون رقم 10 من الأزرق حُر.

أما ماقام به لاعبونا على أرض الملعب فكان رباعي خلفي على خط واحد بدون تقديم أي من الظهيرين، وكذلك تواجد ثنائي الارتكاز بدون أية تحركات على دائرة وسط الملعب لمساعدتهما على إفساد ضغط نيجيريا، فكان الأمر فالنهاية ينتهي بطولية من حجازي أو ربيعة يحصل عليها النسور بكل أريحية.

وهذا ما فعله المنتخب النيجيري ليخرج بالكرة من الدفاع للهجوم بكل سلاسة بين لاعبي المنتخب المصري، فهو درس لهيكتور كوبر وجهازه.

هنا يرتد أوبي ميكيل ليتسلم من قلب الدفاع في ظل تواجد الظهير الأيمن طائرا في وسط ملعب مصر.

وهنا بعد استلامه الكرة يتحرك لاعبي الوسط والوسط المهاجم له ليظهر أمامه أكثر من خيار للتمرير.

رغم هذا السوء إلا أن المنتخب المصري ظهرت له العديد من الفرص المؤكدة للتسجيل، وكان دائما عبد الله السعيد العامل المشترك فيها بعد تواجد الكرة على أحد الطرفين فيميل لاعبي الارتكاز على مكان تواجد الكرة ويتمركز السعيد في المساحة بين الوسط والدفاع ويتسلم الكرة ويصنع الخطورة سواء بتوغل منه أو تسديد أو بتمريرة لصلاح ورمضان.

ولكن هيكتور كوبر لم يحسن استغلال هذه الثغرة في المنتخب النيجيري ولم يضغط من الأطراف وتعامل بتحفظ كبير للغاية، ليخطف هدفا وحيدا ويحافظ على فوز وضع المنتخب على بعد أقل من خطوة من كأس الأمم الإفريقية 2017.