كتب : محمود سليم
هيكتور كوبر وجهازه المعاون وضعوا طريقة اللعب المناسبة من وجهة نظرهم والتي قد يتفق البعض معها أو يختلف وبناء عليها أحسنوا اختيار اللاعبين الذين يستطيعون تنفيذ ما وضعوه مُسبقا(تريزيجيه أفضل من رمضان دفاعيا، طلبه أفضل من رحيل دفاعيا، النني أفضل من غالي دفاعيا، السعيد أفضل من حفني دفاعيا) فكانت النتيجة شوط أول جيد استطاع المنتخب فيه غلق المساحات وخلق فرصتين مؤكدتين للتهديف..وهذا ما ننتظر تطبيقه في الإياب.
السيناريو الموضوع بالتأكيد من قِبل جهاز كوبر هو الهجوم الشرس مع تأمين الوسط والدفاع لتجنب المرتدات في ظل سرعات الفريق النيجيري خاصة في الثلث الأخير من الملعب مع امتلاك لاعبي وسط ممررين جيدين في ظل عودة أوجيني أونازي أهم مفاتيح اللعب الغائب عن المباراة السابقة للإيقاف..لذا نحتاج ثنائية وحاوي وظهير طائر.
ثنائية العمق
بالتأكيد سيعتمد النسور على الضغط على لاعبي الوسط في منتخب مصر تحديدا عبد الله السعيد بفرض رقابة لصيقة عليه وكذلك الضغط على ثنائي الارتكاز، لذا فمن الصعب البدء بمحمد النني وإبراهيم صلاح، ثنائي مباراة كادونا ليس لديهما القدرة على التمرير والتسلم تحت الضغط، وهنا على كوبر إدخال حسام غالي على حساب أحدهما والأفضل إدخال غالي وطارق حامد على حساب الثنائي ولكن هذه ليست الثنائية المقصودة هنا.
تواجد حسام غالي وعبد الله السعيد سيساعد المنتخب على ضرب وإفساد ضغط نيجيريا..ليست هذه فقط الثنائية فهناك ثنائية مطلوبة من نوع آخر.
ظهير طائر
تحتاج للهجوم وقمت بتقوية العمق بثنائية غالي والسعيد، إذا فلننظر إلى الأطراف أو أحدهما في اليمين يتواجد محمد صلاح ويمتاز بالتوغلات دائما في عمق الدفاع وهنا علينا اختيار ظهير أيمن طائر (حازم إمام الأنسب في حالة كونه جاهز "بدنيا" أيضا عمر جابر يستطيع لو تركت له بعض الحرية) يقوم بالانطلاق وعمل الـoverlapping في ظل خطف صلاح أنظار المدافعين ولاعبي الارتكاز أيضا فهو النجم الأبرز للمنافس وبالطبع الفريق بالكامل سيعمل على التصدي له.
هنا تصل لمناطق الخطورة في ظل تواجد جناح مثل فيكتور موزيس لا يجيد الأدوار الدفاعية بنفس الكفاءة الهجومية وبالتالي لن يقوم بالتغطية. (هل تتذكر انتقاد صلاح في الهدف النيجيري؟)
حاوي
بالطبع أيمن حفني أحد أهم وأبرز اللاعبين أصحاب القدرات والمهارات الخاصة في الملاعب المصرية، ومن المحُزن عدم استغلال اللاعب في المنتخب بالشكل الأمثل، في مباراة مثل هذه تحتاج للاعب مثل حفني كبديل في الوقت المناسب يستطيع قلب موازين اللعب، حال التأخر في التسجيل ومع ارتداد نيجيريا وعمل كثافة في وسط ملعبهم وقتها سيكون الدور الأمثل للحاوي لعمل مراوغاته وتوغلاته ومن ثم القدرة على صناعة وخلق فرص للتسجيل أو الحصل على ركلات حرة قريبة من المرمى.
نقطة ضعف والحل
ولكن في ظل تكوين ثنائية العمق وثنائية الجبهة اليمنى ماذا عن ثنائية الجبهة اليسرى؟ قد يبدأ حمادة طلبة سيبدأ بعد الدفعة المعنوية الكبيرة التي حصل عليها جرّاء إنقاذ الذهاب الإعجازي، ومع المطالبة بالدفع برمضان صبحي وهو الأقرب، في برج العرب ليس لديك المساحات ولا تحتاج لجناح مدافع لتدفع بتريزيجيه، رمضان دائما وأبدا ما يتوغل للداخل بقدمه اليمنى وقتها في الأهلي كان ينطلق صبري رحيل ويفتح جبهة يسرى قوية ولكن هذا من الصعب أن يقوم به طلبة الذي سيكلف بواجبات دفاعية في وسط الملعب أكثر.
هل رأيت ديفيد ألابا مع بيب جوارديولا حال امتلاك الفريق للكرة؟ يصبح ارتكاز ثاني بجوار ألونسو أو فيدال.
هذا هو المطلوب من طلبة مع ترك المهاجم بين الثنائي ربيعة وحجازي في الخلف، ويبقى غالي في العمق ويميل حامد خلف الظهير الأيمن المُنطلق للهجوم..إذا ما الحل؟
صلاح ينضم للعمق ورمضان يتوغل للعمق في وجود السعيد في العمق؟ غير منطقي بالمرة. وهنا على عبد الله السعيد أن يكون ثنائية مع رمضان حال امتلاك الأخير الكرة وينطلق السعيد للخارج على الطرف الأيسر في ظل انضمام الدفاع بالكامل مع رمضان وهنا تسنح لرمضان الفرصة للتمرير للسعيد يسارا أو صلاح يمينا في أنصاف المساحات بين قلب الدفاع والظهير المجاور له وهي أبرز نقاط الضعف في الفريق النيجيري كما رأينا في الذهاب.
الكرات الثابتة
هل تتذكر فرصة رامي ربيعة في الذهاب وكذلك في الشوط الأول فرصة كوكا التي لم يستطع تحويلها بعد عرضية السعيد القوية؟
منتخب نيجيريا يعاني في مثل هذه الكرات الثابتة سواء بتخاذل من المدافعين وكذلك بأخطاء من حارس المرمى في ظل إصابة الحارس الأساسي كارل إكيمي والذي سيغيب بشكل كبير عن مباراة الإياب.
التمركز بين الخطوط
حينما تريد أن تضرب فريقا فعليك استغلال أضعف وأخطر الأماكن في خطوطه وهي نوعان، الأول المساحات بين الخطوط العرضية خاصة بين خط الدفاع والوسط شاهد حينما تمركز فيها محمد صلاح لم يستطع الظهير الأيسر المُكلف برقابته الدخول معه للعمق وأيضا لم يقدر ثنائي الارتكاز رقابته لانشغالهما بالضغط على لاعبي وسط مصر.
أخيرا، علينا ان نحذر من جودة أرضية الملعب ومساحاته التي ستساعد كثيرا لاعبي المنتخب النيجيري في ظل امتلاكهم السرعات والمهارت العالية، التركيز من قِبل الثنائي حجازي وربيعة في التمرير الأمامي حتى لا تتسبب في مشاكل للشناوي.